زغرب: يدلي الكروات باصواتهم الاحد في انتخابات ستنبثق عنها حكومة من شانها ان تقود البلاد الى الاتحاد الاوروبي، في اجواء تطغى عليها فضائح فساد قد تطيح بالمحافظين الحاكمين.

وتأتي هذه الانتخابات قبل خمسة ايام من توقيع كرواتيا معاهدة انضمامها الى الاتحاد الاوروبي المقرر في الاول من تموز/يوليو 2013.

ويبدو ان سلسلة من قضايا فساد تورط فيها الاتحاد الديموقراطي الكرواتي (الحاكم) وعدد من قادته الكبار سابقا، تؤثر على النتيجة قبل اشهر من الاقتراع معكرة اجواء الحملة الانتخابية.

واوضح المحلل السياسي زاركو بوهوفسكي لوكالة فرانس برس ان المعسكرين (السلطة والمعارضة من وسط اليسار) يعلمان ان الحملة لا معنى لها لان الائتلاف (المعارضة) سيفوزquot; كما تتوقعه الاستطلاعات.

واكد المحلل ان المعارضة ستفوز quot;لا سيما بسبب خيبة الامل الشاملة من رجال السياسة وخصوصا قادة الاتحاد الديموقراطي الكرواتي الذين نسبت اليهم مسؤولية كل قضايا الفسادquot; في البلاد.

وتوقعت اخر الاستطلاعات ان تتقدم المعارضة التي يقودها الحزب الاجتماعي الديموقراطي بفارق كبير على الاتحاد الديموقراطي الكرواتي الحاكم منذ 2003.

وافادت وكالة ايبسوس بولس لاستطلاعات الرأي ان المعارضة ستحصل على 37,5% من الاصوات مقابل 19% للحزب الحاكم.

ودعي 4,5 مليون كرواتي الى الانتخاب، يقيم 10% منهم في الخارج وخصوصا في البوسنة.

وقد تولى الاتحاد الديموقراطي الكرواتي السلطة باستمرار تقريبا منذ استقلال كرواتيا سنة 1991 باستثناء فترة واحدة بين 2000 و2003.

ويمثل رئيس الوزراء السابق (2003-2009) ايفو ساناندر ورئيس الاتحاد الديموقراطي الكرواتي حاليا امام محكمة في زغرب بتهمة الفساد.

ويخضع هذا السياسي الذي جعل من الاتحاد الديموقراطي الكرواتي حزبا محافظا اوروبيا بعدما كان حزبا قوميا متشددا في التسعينات، الى عدة تحقيقات بتهمة الفساد.

من جهة اخرى تبين قبل شهر من الانتخابات ان الاتحاد الديموقراطي الكرواتي ذاته يخضع ايضا الى تحقيق حول تمويل غير شرعي.

وفي هذه الاجواء التي لا تساعدها، فضلت رئيسة الوزراء يادرانكا كوسور تشديد لهجتها محاولة استدراج ناخبي اليمين الذين تعودوا على التصويت للاتحاد الديموقراطي الكرواتي.

وقالت مؤخرا quot;سنهدي انتصارنا الى الكروات الذين سقطوا (خلال حرب 1991-95) واول رئيس كرواتي والاتحاد الديموقراطي الكرواتي فرانيو توديمان (القيادي القومي الذي توفي في 1999).

كما ابرزت ايضا التوقيع على معاهدة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في التاسع من كانون الاول/ديسمبر الذي يمثل ثمرة سنوات من مفاوضات انطلقت في 2005.

ويبدو ان اقتراب الموعد يفسر ارتفاع نسبة المؤيدين للاتحاد الاوروبي في الاستطلاعات الرأي حيث يبلغ قرابة 60% رغم الازمة التي تعصف باوروبا.

ومن المتوقع ان تنعكس هذه الازمة سلبا على البلاد خصوصا بسبب نسبة المبادلات الاقتصادية مع الاتحاد الاوروبي.

لكن زعيم الحزب الاجتماعي الديموقراطي زوران ميلانوفيتش (45 سنة) الذي يتوقع ان يصبح رئيس وزراء، بدا متحفظا خلال الحملة الانتخابية.

وقال ان quot;برامج كل الاحزاب متشابهة والمفتاح يكمن في معرفة من يقول الحقيقة ومن يستطيع تنفيذ ما يعد به، انه نضال من اجل الثقة اكثر من اي وقت مضىquot;.

وسترث الحكومة الجديدة وضعا اقتصاديا صعبا حيث يتعين عليها تطبيق اصلاحات هيكلية في بلد يشهد انكماشا بدون انقطاع تقريبا منذ 2009 وتطال فيه البطالة 17% من اليد العاملة كما يفيد المحللون.