رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري يصف خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بأنه بضاغة فاسدة لن تجد من يشتريها في الربيع العربي

وصف رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري خطاب الأمين العام لـحزب الله حسن نصرالله بأنه يعبّر عن انزعاج الأخير من تمويل المحكمة الدولية، وقال إن تركيزه على مذهبية التحركات الشعبية والسياسية في لبنان وسوريا، والربط بينهما في إطار مذهبي هو كلام مردود إلى صاحبه وبضاعة فاسدة.


بيروت: علق رئيس الحكومة اللبنانيةالسابق سعد الحريري عبر مكتبه الإعلامي على كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بالقول: quot;ما سمعناه أمس لم يكن سوى لائحة طويلة من الانزعاجات توجّب أن يسجل عليها أنّ السيد حسن بدا منزعجًا جداً من تيار المستقبل ومن الحملات السياسية لنواب تيار المستقبل، التي حاول أن يضفي عليها لباسًا طائفيًا ومذهبيًا، حاجباً حقيقة أنّها خلاصة لمواقف وطنية تعبّر عن رفض شريحة كبيرة من اللبنانيين لهيمنة سلطة السلاح، وإن تركيزه على ما يزعم أنّه مذهبية التحركات الشعبية والسياسية في كل من لبنان وسوريا، والربط بينهما في إطار مذهبي بحت، إنّما هو كلام مردود إلى صاحبه، وبضاعة فاسدة لن تجد من يشتريها في الربيع العربيquot;.

إذ رأى الحريري quot;أن خطاب الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; حسن نصرالله عبّر عن شديد الانزعاج من تمويل المحمكة الدوليةquot;، مشيرًا إلى أن نصرالله يدرك أن اعتباره أن التمويل يجب أن يتحقق من أموال الهبات العربية وغير العربية، وليس من جيوب اللبنانيين، مجرد كلام لا معنى له، ولا قيمة قانونية أو دستورية له، لأن التمويل قد حصل، وهو ساهم في حصوله، ولأن أي هبة تحصل عليها الدولة، تتطلب موافقة مجلس الوزراء، وتصبح بالتالي جزءًا لا يتجزأ من المال العام، الذي هو مال الشعب اللبنانيquot;.

وأشار الحريري في بيان له إلى أن quot;الانزعاج يندرج أيضًا في سياق العتب على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وإدعاء الصدمة والمفاجأة من خطوة التمويل وطريقته، للانتقال إلى مطالبة رئيس الحكومة بمقايضة تمويل المحكمة بدفتر شروط سياسي وإداري له وquot;للتيار الوطني الحرquot;، وهو دفتر شروط يضع البلاد من جديد في مناخ الاحتقان السياسي، الذي يدّعي صاحب الخطاب التبرؤ منه، فيما هو يستدرج البلاد إليه بكل كلمة ينطق بهاquot;.

وتوجّه الحريري لنصرالله بالقول: quot;لقد أخطأت يا سيد في إطلاق هذا التوصيف بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على صدور قرار التمويل عن حكومة، أنت ترعاها، وأخطأت مرة أخرى في وضع القضية موضع مقايضة إدارية وغير إداريةquot;، مؤكدًا أن quot;الحقيقة تبقى أن المحكمة الدولية حصلت على التمويل، وأن ألف خطاب من مثل هذا الخطاب لن يلغي اعتراف الدولة اللبنانية بالمحكمة ومسارهاquot;.

ورأى الحريري أن quot;نصرالله بدا في خطابه الأخير الخميس منزعجًا جدًا من quot;تيار المستقبلquot; ومن الحملات السياسية لنواب التيارquot;، معتبرًا أنه quot;حاول أن يضفي عليها لباسًا طائفيًا ومذهبيًا، حاجبًا حقيقة أنها خلاصة لمواقف وطنية، تعبّر عن رفض شريحة كبيرة من اللبنانيين لهيمنة سلطة السلاحquot;.

وشدد الحريري على quot;أن تركيز نصرالله على ما يزعم أنه مذهبية التحركات الشعبية والسياسية في كل من لبنان وسوريا، والربط بينهما في إطار مذهبي بحت، إنما هو كلام مردود إلى صاحبه، وبضاعة فاسدة لن تجد من يشتريها في الربيع العربيquot;.

ولفت الحريري إلى أن خطاب نصرالله عبّر عن شديد الانزعاج من مهرجان طرابلس لـquot;تيار المستقبلquot;، موضحًا أنه كان مهرجانًا مناطقياً، خصص لمدينة طرابلس والشمال، ولم يكن مهرجانًا مركزيًا لقوى 14 آذار، خلافًا لما يريد أن يوحي بهquot;. وأشار الحريري إلى أن الكلمات التي ألقيت فيه ارتفعت إلى مستوى مواجهة الملفات الأساسية الكبرى في البلاد، ولم تنجرف، كما أراد أن يسمع ويقرأ أمس، إلى أي شكل من أشكال الخطاب المذهبيquot;.

وأكد البيان أن خطاب نصرالله عبّر أيضًا، وبمرارة غير مسبوقة وبحرقة غير مسبوقة، عن انزعاجه غير المحدود من الحريري، quot;حتى بدا من تفاصيل الخطاب أن كلمتي سعد الحريري عالقتان في حلق السيد حسن، وقد رددهما في كل طالعة ونازلة من خطابه، وهو يقول إن الرئيس سعد الحريري عمل ليل نهار على تعطيل المبادرة السعودية ndash; السورية، ثم يردف في مقطع آخر من خطابه قائلاً: quot;إنه هو شخصيًا المسؤول عن تعطيل المبادرة، وهو شخصيًا أيضًا من أبلغ رئيس وزراء قطر ووزير خارجية تركيا بالرفضquot;.

وقال الحريري: quot;إن الواقع، الذي لا جدال فيه، هو أن الرئيس سعد الحريري أراد المبادرة على قياس المصالحة الوطنية، التي تنقل لبنان من مرحلة الاستئثار بالسلاح وفرض هيمنة السلاح على الحياة الوطنية إلى مرحلة قيام سلطة متوازنة، لا يكون فيها هيمنة لفريق على آخر، ولا أي شكل من أشكال استخدام السلاح في فرض الشروط السياسيةquot;.

وأضاف: quot;والمبادرة في كل الأحوال انتهت قبل شهور قليلة من سقوط أحد ركنيها الرئيسين، وإن الرئيس سعد الحريري في المكان الطبيعي الذي يعبّر عن إرادة معظم اللبنانيين، ويوفر الحماية المطلوبة لمسار المحكمة والعدالةquot;.

وأكد البيان quot;أن الروايات التي رددت أمس أصبحت روايات ممجوجة ومن مخلفات مرحلة ولّت، وأن الرئيس سعد الحريري لن ينحدر إلى سجال المزايدة في كشف أوراق تصونها أخلاقية رجال الدولة في سعيهم مع ملوك ورؤساء ومسؤولين كبار إلى الوصول إلى مصالحة ومسامحة حقيقية لحماية لبنانquot;.

ولفت الحريري إلى أن خطاب نصرالله بالأمس يكشف أيضًا عن مدى انزعاجه من الحجم السياسي للرئيس سعد الحريري، إلى درجة الافتراض أن اقتراحات رئيس وزراء قطر ووزير خارجية تركيا كانت ستفضي إلى تسليم البلاد إلى الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي، مشددًا على أنه quot;افتراض مغلوط جملة وتفصيلاً، ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، لأن السيد حسن يعلم، وإن لم يعترف، أن قرار إسقاط الرئيس سعد الحريري من الحكومة اتخذ في اجتماع عقد بينه وبين الرئيس بشار الأسد، وأن جلّ ما قام به هو إبلاغ هذا القرار لرئيس وزراء قطر ووزير خارجية تركيا، فكانت النتيجة التواطؤ لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي، والالتفاف على الأكثرية النيابية، وتنظيم حملة سياسية وأمنية، إنتهت عمليًا إلى تسليم البلاد والسلطة السياسية لهيمنة quot;حزب اللهquot;.

وختم الحريري بيانه بالقول إن: quot;السؤال الذي يتبادر إلى ذهن أي مواطن لبناني عادي، وخصوصًا إلى ذهن جمهور حزب الله: كيف تغطّي قيادة الحزب وأمينه العام ومجلس الشورى فيه تمويل محكمة يقولون إنها إسرائيلية؟؟، أليس من المنطق أن يقال بعد ذلك إن تمويل محكمة يرددون أنها إسرائيلية هو خيانة وطنية، تقتضي إحالة من يغطّيها إلى القضاء اللبناني، واتهام من يقبل بالبقاء في حكومة تموّلها بأنه شاهد زور؟quot;.

وأضاف quot;لقد أخطأت يا سيد في إطلاق هذا التوصيف بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على صدور قرار التمويل من حكومة أنت ترعاها، وأخطأت مرة أخرى في وضع القضية موضع مقايضة إدارية وغير إدارية، والحقيقة تبقى في أن المحكمة الدولية حصلت على التمويل، وألف خطاب من مثل هذا الخطاب لن يلغي اعتراف الدولة اللبنانية بالمحكمة ومسارهاquot;.