وسط المعلومات المتضاربة حول الجهة التي تنتمي إليها طائرة التجسس الأميركية التي سقطت في إيران، وسبب تواجدها هناك، تقترح أميركا أساليب لاستعادة هذه الطائرة. إلا أن هذه المقترحات لا تلقى تأييداً خوفاً من تطور الأمور.
لندن:قامت وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون بمناورة لصرف الانتباه عن دور الوكالة في توجيه طائرة تجسس بدون طيار أُسقطت فوق ايران. وبعد ساعات على التقارير التي تناقلتها وسائل الاعلام الايرانية الرسمية بأن ايران انتشلت حطام طائرة استطلاع اميركية متطورة، رد المسؤولون الاميركيون بعملية تضليل اعلامي مقصودة على ما يبدو، كما افادت صحيفة واشنطن بوست.
وكان الناطقون باسم وكالة المخابرات المركزية امتنعوا عن التعليق على اسقاط الطائرة وأحالوا الصحافيين الى بيان صادر عن الجيش الاميركي.
وتقدمت القوة الدولية للمساعدة في احلال السلام في افغانستان quot;ايسافquot; لأخذ المسؤولية على عاتقها. واصدرت quot;ايسافquot; بيانا قالت فيه ان الطائرة التي اشار اليها الايرانيون قد تكون طائرة استطلاع اميركية غير مسلحة كانت تقوم بمهمة فوق المناطق الغربية من افغانستان في اواخر الاسبوع الماضي.
وكان الهدف من ذلك تقديم رواية تنهي أي تكهنات. فلدى الجيش الأميركي العديد من الطائرات بدون طيار التي تعمل في اطار المجهود الحربي في افغانستان، وهذه الطائرة ضلت طريقها وخرجت عن مسارها لا أكثر.
ولكن صيغة البيان الصادر عن quot;ايسافquot; كانت مبهمة على نحو يثير التساؤل وخاصة بشأن الجهة المسؤولة عن الطائرة. واعرب مسؤول كبير في وزارة الدفاع عن شكه في مصداقية الفكرة القائلة ان طائرة تجسس متطورة بدون طيار كانت تقوم بمهمة استطلاعية في غرب افغانستان. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤول ان البيان اقل ما يقال فيه انه يحاول الخوض في تفاصيل ليست ذات اهمية مرجحا ان يكون الحادث نتيجة quot;خطأ غبيquot;، على حد وصفه.
وتغير الموقف يوم الاثنين. اذ استمرت وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون في رفض التعليق ولكن مسؤولين اميركيين آخرين أكدوا ان الطائرة تعود الى الوكالة. وحين سُئلت الوكالة عن السبب في صدور بيان quot;ايسافquot; امتنعت عن التعليق. وقال مسؤول اميركي كبير انه quot;ليس هناك التزام بالكشف عن كل التفاصيل المتعلقة بمهمات استطلاعية حساسةquot;.
من جهة أخرى كشف مصدر رسمي اميركي ان مسؤولين فكروا في القيام بعملية سرية داخل ايران لاستعادة الطائرة وتدميرها ولكنهم خلصوا في النهاية الى ان مثل هذه العملية لا تستحق المغامرة باستثارة مواجهة خطيرة مع ايران.
وتدارس المسؤولون الاميركيون خيارات مختلفة لاستعادة حطام الطائرة. واقترحت إحدى الخطط ارسال فريق من القوات الاميركية الخاصة التي تتمركز في افغانستان واستخدام عملاء داخل ايران نفسها للعثور على حطام الطائرة.
واقترح خيار آخر ارسال فريق يتسلل داخل ايران لتفجير القطع المتبقية فيما دعا مقترح ثالث الى تدمير الحطام بضربة جوية.
ولكن المسؤولين كانوا قلقين من ان تكتشف ايران العملية سواء كان الخيار استعادة الطائرة أو تدميرها. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول اميركي قوله ان خيار استعادة الطائرة أو تدميرها لم يلق تحمسا من احد بسبب امكانية تطور الأمر الى حادث أكبر.
واشار المسؤول الى ان دخول فريق قتالي الأراضي الايرانية لاستعادة حطام الطائرة او تدميرها كان من شأنه ان يعرض الولايات المتحدة الى تهمة ارتكاب عمل من اعمال الحرب توجهها اليها الحكومة الايرانية.
وكان المسؤولون الاميركيون نفوا ان تكون ايران اسقطت الطائرة باختراق منظوماتها الالكترونية أو بمضادات جوية مشيرين الى حدوث عطل فني. وامتنعت الاستخبارات والجيش عن التعليق على المهمة التي كانت تقوم بها الطائرة وقت تحطمها.
التعليقات