أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أنّ الجامعة العربية ستبلغ دمشق برفض الشروط السورية الأخيرة بتوقيع البروتوكول الخاص بارسال بعثة المراقبين العرب الى سوريا وأنّ الأيام القادمة ستكون أشد حزما. وتكلّم ناشطون سوريون في الخارج عن مظاهرات تندد بتصرفات الجامعة العربية.


القاهرة: كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة لـquot;إيلافquot; أن quot;عددا من الدول العربية اعتبروا الرسالة السورية مجحفة وفيها شروط تصل إلى حد ليّ ذراع الجامعةquot;، واعتبرت quot;أن النظام السوري يستهلك الوقت ولا يريد الحلquot;.

وقال مأمون كويفاتية لـquot;ايلافquot; وهو رئيس اللجنة الاعلامية لتنسيقية الثورة السورية في مصر أن التظاهرات أمام الجامعة العربية لم تهدأ بعد الاعلان عن مشاورات تجري بعد أن اقترح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، وآخر للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية لبحث الموضوع .

وحول تصريحات أمين عام الجامعة العربية بخصوص دراسة طلبات النظام السوري، قال أن أبناء الجالية السورية تلقوا ببالغ القلق والخشية ما توارد على لسان الأمين العام للجامعة العربية .

وأكد quot;انطلقت الجموع السورية الغاضبة الثلاثاء أمام الجامعة العربية ، لتُعبر عن استنكارها الشديد لمثل هكذا تشاور، بما اعتبروه بمثابة مهلة جديدة من قبل الجامعة ومماطة من جهة النظامquot;، وقال quot;لقد رددوا شعارات وهتافات تُدين السيد نبيل العربي والجامعة العربية، وكل الوزراء المُشتركين في عمليات المماطلة والتسويف، وبما اعتبروه استهانة بدماء وأشلاء الشعب السوري الذي قُتل منه منذ موافقة نظام الإجرام الأسدي على شروط الجامعة - منذ مايربو عن الخمسين يوماً وشماعة البروتوكول منذ عشرين يوم- مايقارب الألف شخصاًquot; .

ولفت كويفاتية الى quot;تدخل أمن الجامعة العربية للحيلولة دون وصول أبناء الجالية السورية الى الباب الرئيسي، ولكن كانت حالة الاندفاع أكبر من أن تتم السيطرة عليها، مما اضطر الجامعة لإغلاق أبوابها، فيا بقي المحتجون يهتفون ويُنددون بتواطئ الجامعة العربية ومشاركتها لنظام الإجرام في قتل شعبنا السوري، عبر ترددها ومماطلتها في اتخاذ القرار الحاسم، بحق عصابات آل الأسد وشبيحتهم، وعلى رأسهم القاتل بشار الأسدquot;.

وأشار الى quot;لقاء تشاوري عقده وفد الجالية السورية في القاهرة مع مستشار الأمين العام للجامعة العربية، والذي أكد ان لاتراجع عن العقوبات، وان الأيام القادمة ستكون أشد حزماquot;.

ونقل كويفاتية عن مصادر مطلعة في الجامعة العربية، تأكيداتها ان اللجنة الوزارية تتجه إلى إبلاغ سوريا برفض الشروط السورية وأن عددا من الدول العربية اعتبروا الرسالة السورية مجحفة.

وقال quot;من هنا جاء اصرارنا على الجامعة العربية، ورجاءنا لها، بنقل الملف السوري الى المجتمع الدولي الذي نتكفل فيه بتحريك الموقف للحماية الدولية والحظر الجويquot;، وأكد quot;ان شعبنا لايريد أن تكون الجامعة العربية عقبة في وجه طموحات شعبنا السوري العظيمquot;.

من جانب آخر قال الناشط محمد دقوري لـquot;ايلافquot; أن المئات من أبناء الجالية السورية quot;المقيمين في المانيا ساروا كرداً وعرباً يوم السبت الماضي ضمن مسيرة حاشدة في شوارع برلين رغم رداءة الجو والبرد القارس وهطول الأمطار، وذلك تنديداً واستنكاراً للجرائم والمجازر التي يرتكبها اللانظام السوري وشبيحته ضد شعبنا الأعزل في سوريا والذي وصل عدد شهدائه حتى هذا اليوم الى أكثر من خمسة آلاف شهيد وأكثر من مئة ألف جريح ومعتقل ومفقود وآلاف المهاجرين الى الدول المجاورة والذين يعيشون في ظروف قاسية جداً quot;.

وأكد quot;على هتافات المتظاهرين بشعارات تنادي بإسقاط النظام ورحيل بشار الأسدquot;، وأضافquot; ندد المتظاهرون بحزب الله اللبناني وإيران لمساعدتهما النظام السوري على قتل شعبه، رافعين الأعلام السورية والكوردية وأعلام الإستقلال وأعلام لبنان.quot;.

و شارك في التظاهرة عدد من أبناء الجالية العربية المتواجدة في برلين تأييداً لمطالب الشعب السوري و تنديداً بمجازر اللانظام السوري بحقه.

في غضون ذلك اختصر المحامي والناشط الحقوقي حبيب عيسى مايجري في سوريا بالقول أن الشعب السوريquot; يتعرض لابتزاز لا سابق له يخيرّه بين الاستمرار في الرضوخ التام للاستبداد، وبين الفوضى والاحتراب الأهليquot;، ورأى quot;أن الشعب السوري يرفض الخيارين معاً، وأنه ينشد الحرية والمواطنة والعدالة والمساواة، ويسمو على الأحقاد والفتن، للخروج من الدائرة المفرغة ويُسقط الخيارين معاًquot;، مبررا في سلسلة مشروعه السياسي الأسبوعي حديث الثلاثاء quot;أنّ الاستبداد هو الذي ينتج الفتن والاحتراب الأهلي، والفتن هي الحامل الموضوعي للاستبداد، والفتن والاستبداد معاً يؤديان إلى الارتهان للقوى المعادية من الخارج، ويشرًع أبواب الوطن للعدوان والاحتلال والتبعية quot; .


مواطن سوري يستغيث مطالباً الجامعة العربية بحمايتهم