جنيف: اكد تقرير صادر عن (شبكة العلاقات الدولية والأمن) بجامعة زيورخ التقنية اليوم ان نظام الدفاع المضاد للصواريخ الباليستية الذي تعتزم الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي (ناتو) اقامته في منطقة البحر الأسود لا يشكل تهديدا على فرص التكافؤ بين روسيا وامريكا.
واوضح التقرير ان هذه المنظومة تحمل في طياتها امكانيات تعاون لقيادة القوتين النوويتين بل يمكن أن تساهم أيضا في تأمين الوضع آسيويا في ضوء ما وصفها التقرير (سياسة ايران في الابتزاز النووي).
ويوضح التقرير ان كلا من تركيا ورومانيا لديهما بالفعل القدرة على رصد وتتبع بعض الصواريخ الباليستية التي تنطلق من الاراضي الروسية ومن ثم فان هذه المنظومة الجديدة ليست موجهة ضد روسيا بل تحمل رسائل متعددة الى دول مختلفة.
ويشير الى ان المنظومة الدفاعية في منطقة البحر الأسود تلعب دور الضامن لأمن أعضاء الحلف وجيرانه وشركائه الاستراتيجيين مثل روسيا وأوكرانيا اعتمادا على سياسة quot;الردعquot; كآلية بسيطة وقديمة معمول بها.
ويرسم التقرير ثلاثة احتمالات لردود الفعل المتوقعة من نشر تلك المنظومة الأول هو أنها يمكن أن تتطور الى سباق تسلح في المنطقة بين ايران وحلف شمال الأطلسي وفي هذه الحالة سوف تحتاج موسكو الى تقرير ما يجب فعله في ظل ميزان قوى جديد في محيطها.
اما الاحتمال الثاني فهو ان يقوم هذا النظام بردع ايران ويثنيها عن اية طموحات عدوانية أخرى وهو احتمال مستبعد بسبب النظام الايديولوجي الذي تتمسك به طهران في سياستها الاقليمية والداخلية.
في حين يركز الاحتمال الثالث على امكانية التعاون بين روسيا والناتو لجعل هذا الدرع الصاروخي حاجزا سياسيا قويا في مواجهة ايران النووية وهو ما يراها التقرير النتيجة المرغوبة التي تتطلب من موسكو ثقة اكثر في منظومة الردع تلك.
ويقول التقرير في هذا الصدد quot;ان بناء نظام دفاع الصواريخ الباليستية فعال مع قدرة كبيرة على الردع يمكن أن يكون عقبة كبيرة أمام تحقيق ايران لخططها العدوانية والخطر المحتمل منهاquot; مشيرا في الوقت ذاته الى حرص موسكو على علاقات طيبة مع طهران لاهداف جيو-استراتيجية بحتة.
ويؤكد التقرير ان روسيا لن تكون مستثناة من العواقب السلبية لسياسة ايران لاسيما وان بها عددا لا يستهان به من المسلمين فضلا عن ان الأراضي القوقازية ليست محصنة ضد النفوذ الايراني اجتماعيا وثقافيا ودينيا.
ويرى ان من شأن تفعيله في هذا الوقت ان يكون مناسبة مشتركة تجمع بين الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي وروسيا لارسال اشارة مهمة الى مختلف الاطراف بضرورة عدم quot;المغامرةquot;.
ويرى التقرير ان معطيات المشهد السياسي والاستراتيجي في المنطقة في الوقت الحاضر تجعل جميع الخيارات مفتوحة وان بناء نظام درع صاروخي فعال في منطقة البحر الاسود يبدو ضروريا وعقلانيا ومنطقيا وليس له علاقة مع استراتيجية quot;الدمار المتبادلquot; التي سادت منطق الحرب الباردة.
التعليقات