الزعيم التاريخي ليش فاليسا، رئيس بولندا السابق،يتحدث بعد 30 عاماً على فرض القانون العرفي عن ذكرياته ومراقبته للانتفاضات العربية وما يحدث فيروسيا،وقال إن في سوريا هناك دكتاتورية قاسية من النوع الشيوعي.

الرئيس البولندي الأسبق ليش فاليسا

غدانسك: بعد ثلاثين عاما على فرض القانون العرفي في بولندا يتحدث الزعيم التاريخي لنقابة تضامن ليش فاليسا عن ذكرياته وافكاره بشأن الاحداث الجارية في البلدان العربية وفي روسيا.

وقال الرئيس البولندي الاسبق في مقابلة خص بها وكالة فرانس برس في مكتبه في مدينة غدانسك المرفأ الواقع على البلطيق حيث رأت اول نقابة حرة في الكتلة السوفياتية النور صيف العام 1980، quot;في سوريا هناك دكتاتورية قاسية من النوع الشيوعي تواصل قتل الناس لانها فاسدة للغاية، فان لم تستخدم القوة لن تبقىquot;.

واضاف فاليسا (68 عاما) الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 1983 quot;انه قتال حقيقي هناك من اجل الحياة او الموت. ما يحتاج اليه المقاتلون هو تنظيم افضل وتضامن اكبر وتدابير دولية لحظر التجارة ومبيعات الاسلحة والقروضquot; لسوريا.

وقد قتل اربعة الاف شخص في سوريا خلال الاشهر التسعة الاخيرة بحسب الامم المتحدة، وهو ما ينفيه الرئيس السوري بشار الاسد.

وفي 1980 كانت نقابة تضامن المحرك للانتقال السلمي نحو الديموقراطية في بولندا.

وخلال سنة انضم الى هذه الحركة عشرة ملايين شخص قبل ان يفرض الجنرال فويسيتش ياروزلسكي الدكتاتور الشيوعي القانون العرفي في 13 كانون الاول/ديسمبر 1981 في محاولة لخنق الحركة.

واصبح ليش فاليسا سجينه على غرار الاف من الناشطين او المثقفين الاخرين الذين يعتبرهم الحزب الشيوعي خطرين.

وفي حديثه عن الانتخابات الاخيرة في تونس ومصر رأى فاليسا ان المخاوف المتعلقة بفوز الاحزاب الاسلامية مبالغ فيها.

واكد هذا الكاثوليكي المتدين quot;لا اخاف سوى اللهquot;، مضيفا ان على الغربيين ان quot;يقلقوا بالاحرى من اختلاسات الرأسمالية. الديموقراطية تكتسب بالتنظيم والاحزاب الاسلامية فازت لانه لم يكن احد غيرها منظماquot;.

وتابع ان في بولندا quot;ساعدت الكنيسة على تنظيم (تضامن) فحاربنا الشيوعية، وبدون هذا النوع من التنظيم الكبير لما كنا نجحنا في الانتصار على الشيوعيةquot;.

وشدد عامل الكهرباء السابق الذي اصبح اليوم مولعا بالتكنولوجيا الحديثة والانترنت، ايضا على الدور الذي يمكن ان تلعبه الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب خصوصا في الحركات الاحتجاجية في شمال افريقيا والشرق الاوسط ومؤخرا في روسيا.

وقال quot;عندما لم يكن هناك هواتف محمولة ولا انترنت كان بامكان (الدكتاتور السوفياتي جوزف) ستالين ان يروي اي شيء للناس ولم يكن بامكانهم معرفة اي شيء اخرquot;.

وهزأ من التصريحات الاخيرة التي ادلى بها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي اتهم الولايات المتحدة الخميس بالوقوف وراء تظاهرات الاحتجاج على نتائج الانتخابات التشريعية.

وقال بابتسامة هازئة quot;بكل تأكيد انها الولايات المتحدةquot; مستطردا quot;انها التكنولوجيا الاتية من الولايات المتحدة -- الحواسيب الاميركية وهواتفهم الجوالة -- وفي هذا المعنى بوتين محق، ليس في ما يتعلق بالسياسة بل في ما يتعلق بالتطور التكنولوجيquot;.

وقد اظهرت صور فيديو عديدة التقطها مواطنون عاديون في روسيا ونشرت عبر الانترنت عمليات حشو صناديق ببطاقات تصويت ومخالفات اخرى خلال الانتخابات التشريعية.

واضاف فاليسا ان quot;اولئك الذين لا يحترمون بعض المعايير، والذين يغشون في الانتخابات، سينكشف امرهم لان بامكان الناس التواصل ونقل المعلومة عبر الانترنتquot;.

واعتبر ان quot;التكنولوجيا هي التي ترغم على تبني بعض التصرفات، وتجبر على احترام الحرية والديمقراطية والتخلص من الانظمة الدكتاتوريةquot;.