أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن تعرّض معسكر أشرف لثاني قصف صاروخي خلال 48 ساعة محمّلاً قوة القدس للنظام الإيراني مسؤولية القصف.

معسكر أشرف يتعرض لثاني قصف صاروخي خلال 48 ساعة

قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ان معسكره quot;أشرفquot; بشمال شرق بغداد قد تعرض ليل الثلاثاء الأربعاء لثاني قصف صاروخي خلال 48 ساعة متهما قوة القدس للنظام الايراني بالمسؤولية عن القصف في حملة يشنها ضد سكان المعسكر التابع لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في وقت تبذل جهود اممية لنقلهم الى موقع ثان داخل العراق كمرحلة اولى نحو ترحيلهم الى دول ثالثة.

وقال المجلس ان quot;قوة قدس الإرهابية قامت باستهداف أشرف باطلاق الصواريخ للمرة الثانية خلال 48 ساعة انطلاقا من المناطق الجنوبية للمعسكر وسقطت بالقرب من موقع السكن للمقمين في أشرفquot;. واضاف في بيان صحافي تلقته quot;إيلافquot;انه يجري حاليا البحث عن اصابات او اي خسائر سببها القصف فيما quot; شوهدت مساء اليوم الثلاثاء تحركات مشبوهة على بعد ثلاثة كيلومترات جنوبي أشرف ومنها عجلة كانت تنقل عدداً من عناصر قوة قدس إلى منطقة المعسكر حيث تم اشعار المسؤولين العراقيين بهذه التحركات فوراquot; كما قال.

واشار المجلس الى ان الغاية من هذه الهجمات هي مواجهة الحل السلمي لقضية أشرف والوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة في هذا المجال. واوضح انه قد تجمعت منذ الساعة التاسعة صباح الثلاثاء أمام بوابة أشرف اعداد من منتسبي قوة قدس ووزارة المخابرات الايرانية بعد ان تلقوا الأوامر من السفارة الايرانية في بغداد فقاموا باطلاق التهديدات والكلام البذيء ضد سكان المعسكر باستخدام مكبرات الصوت المحمولة.

وقد تأجلت عملية نقل المئات من سكان المعسكر من أعضاء منظمة خلق الإيرانية إلى العاصمة بغداد إلى إشعار آخر استكمالا لتهيئة بعض الجوانب الفنية اللازمة لإتمام العملية. وتم تخصيص معسكر ليبرتي (الحرية) في مطار بغداد الدولي بالضواحي الغربية للعاصمة العراقية مقرا مؤقتا ينقل له سكان المعسكر قبل نقلهم الى خارج البلاد. وكان هذا المعسكر قاعدة عسكرية اميركية ضخمة اخلتها القوات الاميركية مؤخرا ضمن العمليات الجارية لانسحابها الكامل من العراق.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعلن خلال مؤتمر صحافي الاربعاء الماضي موافقة حكومته على مقترح الامم المتحدة باخلاء نصف سكان معسكر اشرف نهاية العام الحالي وترحيل البقية منتصف العام المقبل في اجراء يؤجل قرارا حكوميا سابقا بغلق المعسكر نهائيا بنهاية الشهر الحالي .

ويوم الاحد الماضي وقعت الحكومة العراقية والامم المتحدة مذكرة تفاهم تنص على الانتقال الطوعي لعناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من المعسكر الى موقع مؤقت تمهيدا لمغادرتهم الأراضي العراقية نهائيا . ووقع المذكرة كل من مارتن كوبلر رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق نيابة عن المنظمة الدولية ومستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض نيابة عن حكومة العراق.

واشارت مذكرة التفاهم الى انها quot;تؤسس لعمليةquot; سيقوم العراق بموجبها quot;بنقل السكان الى موقع انتقالي مؤقت بحيث تبدأ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملية تحديد صفة اللجوء التي تعد خطوة اولى ضرورية لاعادة توطينهم خارج العراقquot;.
وتضمنت المذكرة quot;التزاما واضحا من حكومة العراق بأنها ستضمن سلامة وامن السكان في الموقع الجديدquot;. كما التزمت الحكومة العراقية بموجبها quot;باشراك وزارة حقوق الانسان التابعة لها بشكل فاعل في جميع مراحل العملية بما في ذلك تخصيص ضابط ارتباطquot;.

وكانت رئيسة المجلس مريم رجوي في العشرين من الشهر الحالي قبول نقل سكان معسكر اشرف الى قاعدة اميركية داخل العراق لكنها اشترطت على الرئيس الاميركي باراك أوباما والامين العام للامم المتحدة بان كي مون توفير حد ادنى من الضمانات للسكان وحمايتهم من قبل مراقبي الامم المتحدي ذوي القبعات الزرق.

وأكدت رجوي في تصريح صحافي من مقرها في باريس تلقته quot;أيلافquot; استعداد سكان أشرف المبدئي على الانتقال إلى مخيم quot;الليبرتيquot; قرب مطار بغداد الدولي وطالبت الرئيس أوباما وبان كي مون للتدخل والمساعدة لتأييد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في توفير الحد الأدنى من الضمانات لأمن السكان البالغ عددهم 3400 فردا quot;وقبول هذه الضمانات من قبل الحكومة العراقية وذلك لمنع تكرار أعمال العنف وسفك الدماء اثناء نقل السكان الى بلد ثالثquot;.

واشارت رجوي الى ان المفوضية السامية لللاجئين التابعة للامم المتحدة قد اعترفت بسكان أشرف بصفتهم quot;طالبي اللجوء رسميا بموجب القانون الدوليquot; فيجب quot;ان يحظوا بالحماية الأساسية للأمن والسلامquot;. وقالت quot;بما ان الحكومة العراقية لم تقبل حماية سكان أشرف في مخيم quot;الليبرتيquot; (الحرية) من جانب الولايات المتحدة والقوات ذات القبعات الزرقاء وقوات الاتحاد الأوروبي أو حتى شركات امنية اميركية خاصة فان quot;الحد الأدنىquot; الذي يرسم خط احمر بين الترحيل القسري وغير المشروع والنقل السلمي والطوعي يجب ان يشمل المراقبة الدائمة والمستقلة في مخيم الحرية بصفته مخيم لاجئين مع رفع علم الأمم المتحدة وضمان سلامة كل واحد من السكان دون استثناء من قبل الولايات المتحدة والامم المتحدة خلال نقلهم من مخيم أشرف الى مخيم الليبرتي (الحرية) ومنه الى بلدان ثالثة.

وقد أصبح مستقبل سكان معسكر أشرف غير معروف عام 2009 عندما سلمته الولايات المتحدة الى ألحكومة العراقية التي تقول ان من يعيشون فيه يهددون أمن العراق. واتهمت منظمة العفو الدولية مؤخرا الحكومة العراقية بقتل حوالي ثلاثين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة وجرح آخرين باستخدام الرصاص الحي في هجوم ضد المعسكر،
يذكر أن منظمة مجاهدي خلق (الشعب) تأسست عام 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران السابق وبعد الثورة الإيرانية عام 1979 عارضت النظام الإسلامي الحاكم الذي اقيم على انقاض حكم الشاه والتجأ كثير من عناصرها إلى العراق في الثمانينيات خلال الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980و1988. وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران ومقره فرنسا إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في حزيران (يوينو) عام 2001 الامر الذي دفع الدول الاوروبية الى رفعها من قائمة الارهاب لكن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد اجراء مماثلا وتقول انه يحتاج الى مزيد من الدراسة.