جنود عراقيون يحيطون بمعسكر أشرف

قالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي إن الهجوم الذي تعرض له معسكر أشرف الليلة الماضية هو جزء من سيناريو الترحيل القسري لسكانه.


لندن: اعتبرت المعارضة الايرانية اليوم قصف معسكرها quot;أشرفquot; في شمال شرق بغداد بداية عمل تشارك فيه المخابرات وقوة القدس الايرانيتين والقوات العراقية لترحيل سكانه قسرا.

وقالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي إن الهجوم الذي تعرض له اشرف بصواريخ الكاتيوشا الليلة الماضية، هو جزء من سيناريو الترحيل القسري لسكانه ويأتي غداة إجماعات لممثلي المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الامن الدولي والولايات المتحده والإتحاد الأوروبي. واضافت في تصريح مكتوب من مقرها في باريس تلقته quot;إيلافquot; اليوم الاثنين ان اطلاق الصواريخ على أشرف يظهر مرة أخرى ضرورة ضمان الحماية لسكانه من قبل المجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة والامم المتحدة.

واتهم المجلس الوطني للمقاومة قوة القدس الايرانية بمهاجمة المعسكر، وتنفيذ العديد من الهجمات ضده، ومنع تزويده بالمواد الغذائية والطبية والمحروقات. واشار الى ان العميد في الحرس الثوري الايراني حسين همداني قد توجه الاسبوع الماضي شخصيا الى موقع المعسكر للاستطلاع والتحضير للهجوم على أشرف بالتزامن مع تمركز 400 من عناصر وزارة مخابرات النظام الإيراني في مجمع quot;معينquot; في القسم الشمالي لاشرف، وهو المجمع الذي احتلته القوات العراقية في هجوم نيسان (أبريل) الماضي، حيث تقوم هذه العناصر بدعم من الجيش العراقي وعناصر اللجنة الحكومية المكلفة بشؤون اشرف في رئاسة الوزراء العراقية بعمليات استطلاع مستمرة لمواقع مختلفه في المعسكر، وتقديم المعلومات الى قوة القدس على حد قولها.

وكانت صواريخ كاتيوشا قد سقطت الليلة الماضية على مواقع في جنوب أشرف على مقربة من مبنى اقامة السكان وبعد ذلك قام ضباط عراقيون من بينهم العقيد تمام عبد اللطيف قائد احدى كتائب الجيش والرائد محسن قائد شرطة التدخل السريع والنقيب رائد احد ضبط الهندسة وعدد آخر من العسكريين العراقيين بتفقد الموقع الذي اصابته الصواريخ.

وجاء قصف المعسكر متزامنا مع الاعلان في بغداد عن توقيع الممثل العام للامين العام للامم المتحدة مارتن كوبلر مع الحكومة العراقية الاحد، مذكرة تفاهم تنص على quot;الانتقال الطوعيquot; لسكان معسكر اشرف الذي يضم عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة.

وقالت بعثة الامم المتحدة في العراق انه قام بتوقيع quot;مذكرة التفاهمquot; كل من مارتن كوبلر نيابة عن الامم المتحدة، ومستشار الوطني العراقي فالح الفياض نيابة عن حكومة العراق. واشارت الى ان المذكرة quot;تؤسس لعمليةquot; سيقوم العراق بموجبها quot;بنقل السكان الى موقع انتقالي مؤقت بحيث تبدأ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملية تحديد صفة اللجوء التي تعد خطوة اولى ضرورية لاعادة توطينهم خارج العراقquot;. وتتضمن المذكرة quot;التزاما واضحا من حكومة العراق بأنها ستضمن سلامة وامن السكان في الموقع الجديدquot;. كما تلتزم الحكومة العراقية quot;باشراك وزارة حقوق الانسان التابعة لها بشكل فاعل في كافة مراحل العملية بما في ذلك تخصيص ضابط ارتباطquot;، وفقا للبيان.

وقال كوبلر ان المذكرة quot;تحترم سيادة العراق والتزاماته الدولية الانسانية وتلك المتعلقة بحقوق الانسان، كما انها تحفظ امن وحقوق سكان المعسكرquot;. واشار الى انه quot;في ذات الوقت، ينبغي على سكان معسكر العراق الجديد الالتزام بقوانين العراقquot;.

واضاف كوبلر إن quot;هذه المذكرة تتعلق بالانتقال الطوعي، وان تنفيذها يستند بشدة الى قيام كافة الأطراف بالتصرف بشكل سلمي وبحسن نية، مما سيسمح باستمرار انخراط الأمم المتحدة في العمليةquot;. وشدد على ان quot;الحكومة هي المسؤول الوحيد عن سلامة وامن السكان خلال عملية نقلهم وفي الموقع الجديد لحين مغادرتهم البلادquot;، مجددا دعوته quot;للدول الاعضاء في الامم المتحدة لقبول سكان المعسكر في بلدانهمquot;.

واوضحت البعثة انه تم وضع هذه المذكرة من خلال quot;سلسلة من اللقاءات المشتركة بين ممثلي الأمم المتحدة والحكومة العراقية، كما اجرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق مشاورات مكثفة مع سكان المعسكرquot;.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعلن الاربعاء الماضي ان العراق وافق على تمديد بقاء بعض عناصر منظمة مجاهدي خلق في البلاد لستة اشهر ضمن خطة للامم المحتدة.

وفي واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان quot;الاتفاق يمثل خطوة مهمة على طريق ايجاد حل انساني للوضع في اشرفquot;. واضافت ان مسؤولي السفارة الاميركية quot;سيزورون بشكل متكرر الموقع الجديدquot; دعما لخطة الامم المتحدة.

وكانت السلطات العراقية قررت ان تغلق قبل نهاية العام الحالي المعسكر الذي يبعد 80 كلم شمال بغداد ويسيطر عليه منذ نحو ثلاثين عاما المعارضون الايرانيون في محافظة ديالى شمال شرق العاصمة وهو يضم حوالى 3400 شخص.