أعلن في بغداد اليوم عن تشكيل منتدى للاعلاميات العراقيات بهدف تنشيط عمل الاعلاميات ورصد الانتهاكات التي تتعرض لها منها اضافة الى استخدام المنتدى كقوة ضاغطة للتحشيد في أي انتهاك يحصل ضد حقوق الانسان وبالذات حقوق المرأة ومناهضة العنف ازاءها.
وجاء الاعلان عن المنتدى في مؤتمر عقد في بغداد استضافته النائبة المستقلة صفية السهيل وشاركت فيه مجموعة من الاعلاميات والصحافيات العراقيات وشخصيات نيابية واعلامية وثقافية ورسمية وعقد تحت شعار quot;من أجل دور أوسع للاعلامية العراقيةquot;.

وجرى خلال المؤتمر مناقشة فكرة تأسيس المنتدى والوسائل والأهداف اللازمة لنجاحه وبحث الآفاق والتحديات التي تواجه العمل الصحافي النسوي في العراق. واشارت النائبة السهيل الى ان منتدى الإعلاميات العراقيات سيكون quot;جهة رقابية وعين راصدة لما يحدث من انتهاكات لحقوقهن من خلال جعل المنتدى منظمة إنسانية مسجلة ضمن القانون العراقي كمنظمة غير حكومية مستقلة وغير مرتبطة بأي جهة أخرى هدفها دعم وتأهيل الاعلاميات وتفعيل وجودهن داخل الأسرة الصحافية والمجتمعquot; . واضافت ان الإعلامية العراقية حققت حضورا متميزاً و مصداقية عالية وتركت أثراً لا يمكن إغفاله في مسيرة الإعلام العراقي الوطني والعربي والدولي لكنها ما تزال بحاجة إلى المزيد من العمل و المساندة من أجل إثبات وجودها أكثر و زيادة قدرتها على المساهمة بفعالية اكبر في إحداث التغيير المنشود في السلوكيات والتوجهات تجاه المرأة و دورها وقضاياها.

واشارت الى الصعوبات التي تواجه الإعلاميات في مواقعهن الإعلامية وقدرتهن في التأثير على السياسات أو رسمها ووضع الاستراتيجيات شأنهن شأن المرأة السياسية والتحديات التي تواجهها في المشاركة بصنع القرار السياسي .. وقالت quot;ان الإحصائيات تظهر حجم الفجوة بين حضور المرأة في العمل الإعلامي قياسا بالرجل وهذا الامر ليس في العراق فحسب انما عالميا ايضا حيث انه وبحسب الرصد العالمي للإعلام فان 76% من الذين يقررون الأخبار في العالم هم من الرجال و ان فقط 13% من التقارير الإخبارية تركز على المرأة و قضاياها ومعظم هذه التقارير تظهر المراة بصورة الضحية والضعيفة أوالمظلومة أوالفقيرة في حيت تختفي التقارير حول حقوق المرأة أوتثقيفها او توعيتها بتلك الحقوق وما تحتاجه للنهوض بواقعها.
ودعت السهيل الى فسح المجال أكثر للاعلامية للمشاركة في صنع القرار واشراكها في عملية التنمية و التدريب و التأهيل وان تتولى المؤسسات الاعلامية العراقية إجراء بحوث تحليلية حول مضمون البرامج الإعلامية التنموية المخصصة للنساء وأن يكون للمرأة الإعلامية الدور الأكبر في طرح و مناقشة و إقرار مضمون تلك البرامج وأن تجري وسائل الاعلام استطلاع للرأي سنويا حول ما تريده أو ما تحتاجه النساء من برامج تثقيفية و توعوية و تنموية في جميع وسائل الإعلام .

ومن جهتها املت الوزيرة السابقة ومستشارة رئيس الوزراء بشرى زويني ان يكون المنتدى عاملا مهما في الدفاع عن حقوق المراة وعكس معاناتها وان يكون محليا ً بأسمه و دوليا ً بنشاطاته .

اما الاعلامية نبراس المعموري رئيسة المنتدى فقد اشارت الى ان فكرة تأسيس المنتدى قد تبلورت بعد نتائج انتخابات نقابة الصحافيين العراقيين الاخيرة و كان عدم فوز أي صحافية بمقعد في مجلس النقابة حافزا ُ لتأسيس المنتدى . وأكدت استقلالية المنتدى عن أي جهة سياسية أو اتحاد أو الارتباط بأي منظمة أخرى وقالت أنه سيتم تسجيله منظمة غير حكومية من منظمات المجتمع المدني أن لتكون فاعلة في المجتمع .
واوضحت ان أهداف المنتدى لا يمكن أن تتحقق إلا بالتعاون المشترك بين الاعلاميات وبين كل من نقابة الصحافيين العراقيين وكلية الاعلام ومنظمات المجتمع المدني . واشارت الى ان من هذه الاهداف تسليط الضوء على عمل الاعلامية في كافة المجالات وعقد ندوات تخصصية تعنى بما تنجزه تلك الاعلامية من عمل مميز .. ورصد حالات الانتهاكات التي تتعرض لها الاعلامية سواء من المسؤول أو المؤسسة التي تعمل بها أو عبر ما تتعرض له من انتهاكات على مواقع الأنترنيت .. وعقد ندوات لمناقشة رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه المقدمة من قبل الصحافيات الأكاديميات و الاستفادة منها .. اضافة الى استخدام المنتدى كقوة ضاغطة للتحشيد في أي انتهاك يحصل في حقوق الانسان وبالذات حقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها .

وقالت ان من الاهداف الاخرى للمنتدى اقامة الورش التدريبية بالاتفاق مع جهات متخصصة دولية و محلية والعمل المشترك مع منظمات المجتمع المدني و بالذات الفاعلة منها والتأكيد على ضرورة العمل الجماعي المشترك والعمل على تخصيص يوم للاعلامية العراقية يحتفى بها و سنعمل على أن يكون يوم استشهاد الصحافية أطوار بهجت يوما للاعلامية العراقية .. اضافة الى التأكيد عللى استقلالية المنتدى و عدم خضوعه لأي جهة سياسية كانت .

اما نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي فقد اكد ان امكانيات نقابة الصحفيين العراقيين مفتوحة للجميع وعلى استعداد لأن نفتح للصحافيات عشرات الورش . ومن جانبه قال هاشم حسن عميد كلية الاعلام في جامعة بغداد ان المرأة قد حصلت على الحصة الأكبر من الظلم و الاستبداد .. واشار الى ان المنتدى هو لتحشيد قوة المجتمع العراقي في أبهى صوره وهي حرية التعبير حتى توجد للمرأة العراقية قوة مضافة كي تعبر عن نفسها . ودعا المنتدى لان يكون الصوت والصورة الحقيقيين للمرحلة الانتقالية القادمة بمعنى أن تمتلك المرأة من قوتها و كفاءتها المهنية من دون أن تستعين بأي ظل من الظلال سواء كان رجلا ً أو أي مؤسسة مهما كان انتمائها .
ومن جهتها قالت غادة العاملي رئيسة مؤسسة المدى الاعلامية ان المرأة الاعلامية استطاعت من خلال تجاربها في العمل الاعلامي من نقل صور و حالات ايجابية رائعة حتى أن العديد من الرجال لم يستطيعوا أن يقدموا ما قدمن ولم يستطيعوا من الارتقاء الى مستواهن مع الاحترام و التقدير الى جميع الاعلاميين . واشارت الى ان الهوة الواسعة ما بين الرجل و المرأة في العمل الاعلامي ترجع بسبب قلة النساء الى الرجال مما أثر بالسلب على هذه التجربة فكلما كان العدد أكبر كانت القضايا تطرح بشكل أوسع .

اما رئيس تحرير وكالة انباء اصوات العراق زهير الجزائري فقد ناشد المنتدى لألتزام بحرية الصحافة فقط ولا شئ غير ذلك فالرجل من السهولة أن يعبر عن هواجسه أما المرأة فعملها أصعب و أكثر مشقة quot;لأنكم ستعبرون عن حبكم للصحافة وعن حريتكم في العمل الصحافي النسوي الذي كثيرا ً ما يواجه الصعوبات أكثر من الرجلquot; .
بعدها تكلمت ماريكا أولسن من منظمة إنتر نيوز باللغة الانجليزية فاكدت دعم المنظمة للاعلام و الاعلاميين وتقديم برامج تدريب و تأهيل واشارت الى ضرورة ان ترفع الاعلامية صوتها بقول الحقيقة . ثم اشار الوزير والنائب السابق حاجم الحسني الى أن الوضع الديمقراطي في العراق عندما يستمر وينمو نحو الأفضل و يستقر المجتمع فأن المرأة العراقية ستكون متميزة في جميع المجالات .