أسامة النجيفي

حذر رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي في تصريح صحافي، من خطر النزوع الطائفي على المكونات العراقية. وكان أحد مرافقي نائب الرئيس طارق الهاشمي اعترف أن الأخير كلفه وصديقه شخصيا بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير في عدد من مناطق بغداد مقابل مبالغ مالية.


لندن: حذر رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي من تداعيات خطيرة على المكونات العراقية نتيجة ما قال انه نزوع للخطاب الطائفي طبع ما قدمته السلطات لاعترافات عدد من أفراد حماية نائب الرئيس طارق الهاشمي الأمر الذي ترك تأثيرات عميقة على نفوس الناس والمجموعات الاثنية المختلفة ورسمت ملامحها تقويضا وتشكيكا واضحا لاستقلال القضاء وهيبته.

واضاف النجيفي في تصريح صحافي تلقته quot;إيلافquot; اليوم موجه الى العراقيين والشركاء السياسيين في الحكومة ومجلس النواب أنه في الوقت الذي تعيش فيه البلاد مناخات الانسحاب الاميركي ومقاومة ارتدادات وانعكاسات التطورات الاقليمية وبعض دول الجوار العراقي تشتد التحديات وتزداد ضراوتها وخطورتها على البلاد من الخارج والداخل معا وحيث quot;يشتغل العابثون وذوو النيات السود على اشاعة الفرقة في ما بيننا لتحويل الوطن والشعب الواحد الى شعوب متنابزة بالثارات والانتقامquot;.

واشار الى انه quot;مع تصاعد رغبة الرموز الصادقة ودعواتهم الكريمة وبنوايا طيبة لطرح المزيد من المبادرات ومواثيق الوئام الوطني من اجل تكريس الشراكة الحقيقية وترسيخ المصالحة الوطنية حملت الينا ثنايا الاعترافات التي ظهرت على شاشة تلفاز العراقية لبعض من حمايات نائب رئيس الجمهورية الاستاذ طارق الهاشمي سيناريو النزوع الواضح نحو اشاعة الريب والظنون في ما بيننا وطبعت بصمات صريحة للخطاب الطائفي وترويجه مما تركت نتائجها تأثيرات عميقة الاثر على نفوس الناس والمجموعات الاثنية المختلفة ورسمت ملامحها تقويضا وتشكيكا واضحا لاستقلال القضاء وهيبتهquot;.

وحذر من ان مثل هذه الممارسات تطرح الدعوات لإجراء تحقيق نزيه ومهني شفاف وفحص ونقاش موضوعي في غاية الاهمية مع ضرورة تشكيل لجنة مشتركة تمثل كافة الكتل والفعاليات السياسية للإشراف على مراحل التحقيقquot;. ودعا quot;من خلال مسؤوليته الدستورية كرئيس لمجلس النواب الى نبذ التحازز العرقي والطائفي ووأد أي مسار ينطوي على مفهوم عدائي او انتقامي والابتعاد عن كل ما يدعو الى التباغض في أي شأن من شؤون الحياة واعتبار التلاحم الوطني هو القاعدة الاساسية لبناء حاضر ومستقبل هذا البلدquot;.

وشدد النجيفي على ضرورة الخروج من التقوقعات الحزبية والفئوية والطائفية والعرقية وثقافاتها التجزيئية الى فضاء الوطن الواحد والشعب الواحد مطالبا الكتل السياسية بتأكيد دعمها الكامل لعقد مؤتمر وطني عام في وقت تتعرض فيه العملية السياسية الى هزات عنيفة وصدمات خطيرة ليست محمودة العواقب.

وكانت القناة الحكومية quot;العراقيةquot; عرضت الليلة الماضية اعترافات شخصين قالت انهما من حماية نائب الرئيس طارق الهاشمي الذي أصدرت السلطات أمرا بإلقاء القبض عليه بتهمة الإرهاب، حيث قال أحدهما إن الهاشمي كلفهما شخصيا بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير في عدد من مناطق بغداد مقابل مبالغ مالية.

واوضح احمد عبد الكريم محمد الذي قال انه ينتمي للحزب الاسلامي والجيش الاسلامي واكمل دورة في تركيا لحماية الشخصيات وعمل مع الهاشمي الذي اوضح انه التقاه عن طريق سكرتيره احمد قحطان الذي هو زوج ابنة الهاشمي وكلفه بمهمة تفجير عبوة ناسفة شرقي بغداد بعد استلامهم لعبوة من منزل تابع للهاشمي في منطقة اليرموك عام 2007 استهدفت مدير عام صحة الرصافة، وادعى ان الهاشمي منحه ثلاثة الاف دولار كما اعترف باغتيال حماية وزير النقل الحالي ورئيس منظمة بدر هادي العامري.

واشار الى ان الهاشمي قد هدده اما ان يقوم بهذه العمليات او يتعرّض للتصفية موضحا انه استلم ثلاثة الاف دولار عن كل مهمة قام بها باستثناء واحدة لم يتم منحه بعد تنفيذها اي مبلغ.
دعت القائمة العراقية الى نقل التحقيقات حول الاتهامات الموجهة الى الهاشمي بالضلوع في عمليات ارهابية الى لجنة مستقلة في اقليم كردستان العراق.

وإثر ذلك شكك الناطق البرلماني باسم القائمة العراقية سلمان الجميلي بالاعترافات التي عرضتها الحكومة العراقية وقال إن الجميع يعرف كيف تنتزع الاعترافات في السجون العراقية مشيرا الى ان القائمة سترضى بالنتائج التي ستسفر عن التحقيقات في اقليم كردستان. وعبر عن استيائه واستغرابه من إظهار مفردات طائفية ادلى بها المعتقلون في التلفزيون الحكومي متسائلا عن الدوافع الحقيقية لذلك.

المالكي يدعو القادة إلى اجتماع طارئ وسلطاته تبحث عن مكان الهاشمي

من جهة أخرى دعا رئيس الوزراء نوري المالكي قادة القوى السياسية اليوم الى اجتماع طارئ لقادة القوى السياسية بينما قالت هيئة قضائية شكلت للتحقيق في اتهامات الارهاب الموجهة الى نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي انها تتحرى عن مكان وجوده في حين خرجت تظاهرات تطالب بإعدامه.

وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي للمالكي ان رئيس الوزراء سيدعو زعماء الكتل السياسية إلى عقد اجتماع طارئ قريبا لبحث الأزمة السياسية الحالية والخلل الأمني . وأضاف أن المالكي أكد أن الدستور سيكون هو المرجعية لحل جميع القضايا العالقة كما ابلغ قناة quot;ألعراقيةquot; الرسميةquot;.

ومن جهتها، أصدرت الهيئة القضائية الخماسية المشكلة من مجلس القضاء الأعلى قرارا بالتحري عن مقرّ حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وأماكن وجوده وذلك بعد ساعات من عرض السلطات لاعترافات قالت انها لعناصر في حماية الهاشمي قالوا فيها إن نائب الرئيس كلفهم شخصياً بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير في بغداد مقابل مبالغ مالية حيث كان مجلس القضاء الأعلى قد اصدر على خلفية هذه الاعترافات مذكرة اعتقال بحق الهاشمي وفقا للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب.

وأكدت حكومة إقليم كردستان العراق أن الهاشمي موجود في محافظة السليمانية حيث الرئيس جلال طالباني هناك ايضا وقالت إنه سيتوجه إلى أربيل للقاء رئيس الإقليم مسعود البارزاني ثم يعقد بعدها مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق اليوم.