وجه المرجع الديني الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني انتقادات حادة الى المسؤولين العراقيين ودعاهم الى الخروج من خلف الاسوار المحصنة وتحمل مسؤولياتهم وانهاء عدم مبالاتهم بدماء العراقيين التي تسيل يوميا، ووصف تصريحات بعض المسؤولين الامنيين بالغبية ودعا الى تشكيل خلية لمعالجة الأزمات.
أحمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق |
بغداد: فيما تواصلت التظاهرات المتقابلة المؤيدة والرافضة لمذكرة اعتقال نائب الرئيس طارق الهاشمي، طالب السيد أحمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) السياسيين بالجلوس والتحاور من منطلقات واقعية وتحمل مسؤولياتهم بدلا من الجلوس خلف الاسوار المحصنة غير مبالين بدماء العراقيين الأبرياء التي تسيل يوميا.
واضاف ان هناك من المسؤولين الامنيين من يصرح بأن الاجهزة الأمنية كانت تعلم بوجود سيارات مفخخة .. وتساءل بالقول quot;أنا لا اعلم هل ان مثل هذه التصريحات تمثل ذكاء من مطلقها ام انها غباء فإذا كنتم تعلمون بوجود سيارات مفخخة ستنفجر وتسفك الدماء لماذا لم تحركوا ساكنا لمنع ذلكquot;.
واعرب عن الامل في أن يكون هناك من المسؤولين من يملك حرصا ورغبة في أخذ كلامه هذا على محمل الجد وعدم المرور عليه وسماعه من غير رد فعل مسؤول. وقال إن هناك مشكلة في عقول بعض الساسة المرضىوالذين يتحملون مسؤولية الدماء التي تسيل على ارض الوطن نتيجة طريقة ممارساتهم غير المقبولة.
واشار ممثل السيستاني الى الادانات والاستنكارات التي يخرج بها المسؤولون على الناس عقب كل تفجيرات فقال إن هؤلاء يكتفون بذلك في محاولة لخداع الشعب لانهم لم يقدموا بدلا من ذلك على أي عمل او إجراء للوقوف بوجه الاعتداءات او منعها.
وطالب المسؤولين بتغليب مصلحة الشعب على مصالحهم الخاصة .. واشار الى ان كثيرا من هؤلاء المسؤولين لا يتقدم لطرح الحلول لوقف الانهيارات الامنية وعمليات قتل المواطنين وانما الاكتفاء ببيانات الإدانة.
ودعا السياسيين الى العمل من اجل وحدة البلد وإلغاء الخصوصيات المذهبية والقومية وقال إن العراقيين يتطلعون الى حياة جديدة بعد خروج القوات الاجنبية من بلادهم نهاية العام الحالي مطالباً المسؤولين بايضاح حقيقة ما يجري في البلاد ومحاسبة كل من له صلة بالمجازر المرتكبة ضد ابناء الشعب العراقي.
وحذر الصافي من تداعيات خطيرة لحماية المفسدين في ادارات الدولة ممن هم من اقارب المسؤولين او المنتمين إلى الاحزاب الحاكمة او الطائفة المفضلة مؤكدا ان الاوضاع ستسير الى الاسوأ عندما يسير السياسيون باتجاه خلق الازمات وعندما يتم إطلاق سراح مجرمين قتلة.
وأشار الى ان تحمل مسؤولية دماء الابرياء تتطلب شجاعة يبدو ان الكثير من المسؤولين لايتحلون بها. وانتقد كبار المسؤولين العراقيين وقال quot;عندما نطالب بتخفيض مرتباتهم الاسطورية تقوم الدنيا ولاتقعد ثم يعقدون جلسات سرية لتحقيق مكاسبهم الشخصية تاركين المواطنين من دون تحقيق ابسط حقوقهم المشروعة.
ويأتي انتقاد ممثل السيستاني للمسؤولين وعدم جديتهم في حل ازمات البلاد في وقت اعلن في بغداد في وقت سابق اليوم عن إلغاء اجتماع طارئ كان من المقرر ان يعقد اليوم الجمعة في البرلمان العراقي ويجمع قادة الكتل السياسية بهدف quot;تدارك الوضع الامني والسياسيquot; اثر يوم دام شهدته بغداد امس وقتل فيه 72 مواطنا واصيب 170 اخرون اثر 12 تفجيرا ضربت مناطق متفرقة من العاصمة.
وقد الغي الاجتماع بعد ان اشترط التحالف الوطني الحاكم تعليق القائمة العراقية مقاطعتها لاجتماعات مجلسي النواب والحكومة حتى يشارك في جلسة اليوم . وجاء ذلك بينما يشهد العراق ازمة سياسية حادة على خلفية إصدار مذكرة توقيف ضد نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بعمليات قتل وارهاب وتعليق قائمة العراقية (82 نائبا من بين 325) مشاركتها في جلسات البرلمان والحكومة من خلال وزرائها التسعة.
وقد اعتقلت الاجهزة الامنية الليلة الماضية الأمين العام للمؤتمر التأسيسي لاقليم صلاح الدين ناجح عباس الميزان.
وقال مصدر في الشرطة اليوم الجمعة إن قوة من الشرطة الاتحادية اعتقلت أمين عام المؤتمر التأسيسي لإقليم المحافظة ناجح عباس الميزان وصادرت وثائق وأجهزة كومبيوتر من منزله خلال عملية اعتقاله في مدينة سامراء.
واضاف مضيفا ان القوة التي اعتقلت الميزان لم توضح لعائلته التي سألتها عن أسباب الاعتقال، مؤكداَ أن الميزان الان بحوزة الشرطة الاتحادية.
يذكر أن مجلس محافظة صلاح الدين كان أعلن في السابع والعشرين من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي المحافظة إقليماَ مستقلا اقتصادياَ وإدارياَ.
استمرار التظاهرات ذات الطابع الطائفي
وقد تواصلت اليوم التظاهرات التي تدفع بها قوى سياسية طائفية الى الشارع على خلفية الازمة السياسية التي تمرّ بها البلاد حيث يدعم قسم منها الحكومة ويدعو إلى إعدام نائب الرئيس طارق الهاشمي وآخر يرفض الاجراء ويدعو الى عدم تسييس القضاء والتأثير فيه.
وقد تظاهر العشرات من المواطنين في ساحة التحرير وسط بغداد اليوم احتجاجا على تصاعد الخلافات السياسية بين ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والقائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي وتدهور الأوضاع الامنية.
وقد رفع المتظاهرون لافتات رافضة لأعمال العنف التي شهدتها العاصمة بغداد امس كما طالبوا بالالتفاف حول الاجهزة الامنية للقضاء على الارهاب كما رددوا شعارات تطالب حكومة اقليم كردستان بتسليم نائب الرئيس طارق الهاشمي الى الحكومة المركزية.
كما تظاهر العشرات من المواطنين في محافظة ذي قار الجنوبية مطالبين اقليم كردستان بتسليم الهاشمي الى الجهات القضائية. وخرج المتظاهرون في مدينة الناصرية عاصمة المحافظة تأييدا للحكومة وتنديدا بخصومها في الازمة الحالية التي تشهدها البلاد.
وفي محافظة الأنبار الغربية تظاهر المئات استنكاراً لمذكرة الاعتقال ضد الهاشمي حيث خرجوا بعد انتهاء صلاة الجمعة المركزية التي اقيمت في جامع الدولة الكبير في مدينة الرمادي مركز المحافظة استنكاراً واحتجاجاً على صدور مذكرة اعتقال ضد الهاشمي وموقف الحكومة العراقية منها.
وكانت مدينة سامراء جنوبي محافظة صلاح الدين قد شهدت تظاهر مواطنين احتجاجاً على مذكرة الاعتقال ضد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المطلوب قضائياً بينما أيّد متظاهرون في محافظتي ديالى واليوانية الاجراء الحكومي.
علاوي يشرح أبعاد الازمة العراقيية الى مسؤولين لبنانيين
في بيروت شرح زعيم القائمة العراقية اياد علاوي لكبار المسؤولين اللبنانيين أبعاد وتداعيات الازمة السياسية التي يمر بها العراق حاليا.
وقال هادي والي الظالمي الناطق الرسمي لحركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة علاوي انه في اطار مساعيه إلى تطويق الازمة السياسية والتداعيات الامنية التي تعصف بالبلاد فقد التقى علاوي خلال زيارة حالية الى بيروت عددا من القيادات اللبنانية، وشخصيات عراقية متواجدة في لبنان.
وأضاف أن علاوي قد اجتمع مع كل من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي والرئيس امين الجميل ورئيس المجلس النيابي اللبناني الرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة والنائبين وليد جنبلاط وتمام سلام كما التقى البطريرك اللبناني بشارة الراعي.
واشار في بيان صحافي تلقته quot;إيلافquot; إلى انه تم خلال هذه اللقاءات الاستفاضة في تناول الموضوعين العراقي واللبناني وأوضاع المنطقة وضرورة التشاور والعمل المشترك لايجاد الحلول للازمات التي تمر بها المنطقة وتجنيبها المزيد من الصراع والحد من التدخلات الخارجية.
من جانب آخر التقى علاوي على هامش زيارته لبنان عددا من الشخصيات العراقية التي ترتبط بعلاقات متميزة ومتينة بالمرجعيات الدينية وتم خلال هذه اللقاءات التباحث في التداعيات السياسية والامنية الاخيرة وضرورة العمل لوقفها ومنع الانزلاق بالبلد الى مخاطر غير محسوبة ووضع المرجعيات الدينية في صورة مايجري للحفاظ على وحدة العراق وتمتين لحمة شعبه.
التعليقات