حمل ممثل للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني القادة الامنيين مسؤولية تصاعد وقوع التفجيرات التي تشهدها البلاد موقعة مئات القتلى والمصابين وقال ان تكرار مبرراتهم حول حدوثها قد اصبح quot;مقرفاquot; داعيا الى مسؤولين امنيين قادرين على تحمل مسؤولية حماية المواطنين.


معتمد السيستاني يلقي خطبة الجمعة في كربلاء

بغداد: قال ممثل المرجعية الشيعية العليا خطيب الجمعة في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) احمد الصافي ان التفجيرات الأخيرة التي شهدتها العديد من المحافظات الاثنين الماضي وادت الى مصرع واصابة 307 عراقيا تؤكد وجود ضعف في الجهد الإستخباري.

وعبر عن الاستياء من تكرار هذه التفجيرات والمبررات التي تطلق لوقوعها quot;لقد أصابنا الملل والقرف من كثرة تكرار هذا الامر وعدم تكثيف الجهود وتفعيل الجانب الإستخباري لدى الأجهزة الأمنية من اجل منع وقوعهاquot;.

وأشار إلى توفير معلومات لدى الاجهزة الامنية قبل وقوع تلك التفجيرات التي ضربت 10 مدن عراقية quot; ولكن للأسف الشديد بعض القادة التنفيذيين لم يتعاملو مع هذه المعلومات الاستخباراتية بالشكل الجدي ولم يطورا هذه المنظومة سواء بالنسبة للجهة التنفيذية الأمنية أو الدعم للجهد الاستخباري على كل المستويات ولم يتعاملوا معها تعاملاً بمستوى المسؤولية.

وشدد على ضرورة وجود آليات أكثر فاعلية وشخصيات أمنية تتحمل المسؤولية وتسهر ليلا ً ونهاراً وتتعامل مع كل معلومة استخباراتية على محمل الجد.

وطالب الصافي بوجود مسؤولين لهم القدرة على تشخيص الخلل الأمني الذي يؤدي الى وقوع العمليات الإرهابية لافتا الى تكثيف الجهد الاستخباراتي القادر على إجهاض تلك العمليات في عقر دارها . وحذر من عمليات قارهابية مقبلة وذلك لوجود معلومات لدى الأجهزة الامنية شبيهة بالمعلومات السابقة وقال ان على الاجهزة الامنية ان تكون بمستوى تحمل المسؤولية.

واضاف ان الحلول في هذا الاطار ليست من المعجزات وإنما تحتاج إلى تكاتف وتكاثف جهود المسؤولين.

واكد على ضرورة معالجة الخلل الامني من ساحات المواجهة وعدم الاعتماد على التقارير الورقية أو على جهات أخرى غير ناصحة وهو ما سيؤدي الى قرارات غير صائبة فيدفع الشعب ثمنها. واشار الى إن بعض المسؤولين يتصفون بالقصور في الخدمة بسبب عدم تعلقهم بالبلد بالشكل المتجذر لانهم يشعرون ان مرحلتهم مؤقتة وستكتمل فترة مسؤوليتهم ويرجعوا مسافرين إلى البلد الذي جاءوا منه.

وعلى الصعيد الامني نفسه فقد عزا قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي وقوع التفجيرات إلى الاختراقات في الأجهزة الأمنية داعيا القادة فيها إلى الاعتراف بذلك ومطالبا باستثناء الضالعين في هذه الجرائم من قانون العفو العام الذي يناقشه مجلس النواب العراقي حاليا.

وقال صدر الدين القبانجي خلال خطبة صلاة الجمعة في النجف (160 كم جنوب بغداد) إن تفجيرات الاثنين الماضي التي طالت عشر محافظات وخمسة عشر مدينة عراقية جاءت بسبب الاختراقات في الأجهزة الأمنية.

ودعا مجلس النواب إلى استثناء quot;الإرهابيين الضالعين بجرائم القتل وضمنها تفجيرات الاثنين من قانون العفو العام مستنكرا معاقبة بعض عناصر الشرطة بالحبس حين كشفوا عن نقاط الضعف وعن وجود المفخخات قبل تفجيرهاquot;.

وكان العراق شهد يوم الاثنين الماضي سلسلة تفجيرات وقعت في أكثر من عشر مدن عراقية وأدت إلى سقوط أكثر من 65 قتيلاً وإصابة ما لا يقل عن 230 شخصاً.

وكان أبرز تلك التفجيرات في مدينة الكوت بمركز محافظة واسط بجنوب شرق بغداد والتي قتل فيها 37 شخصاً إضافة إلى عشرات المصابين.

وتأتي هذه الانتقادات للاجهزة الامنية في وقت تخوض فيه الكتل السياسية صراعات حول تعيين وزراء الوزارات الامنية الشاغرة منذ تشكيل الحكومة الحالية اواخر العام الماضي.

وحول الأوضاع في الصومال، ناشد معتمد السيستاني الضمير العالمي والعربي والإسلامي والمنظمات الإنسانية بمساعدة أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون جائع في الصومال ودعا المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة إلى حل سريع للازمة الأمنية التي يعيشها ذلك البلد كونها سببت كوارث إنسانية كبيرة لشعبه.

وأكد ان هذه الحالة اللا انسانية لاترضي احدا وشدد على ضرورة تذليل جميع الصعوبات من اجل وصول المساعدات إلى الضحايا الذين يشرفون على الموت بسبب المجاعة وقال إن تحرك الضمير العالمي لمجرد وجود المجاعة فهذا لا يكفي فلابد من التحرك لحل مشكلة هذا البلد الامنية والسياسية. واشار الى ان بعض الدول الأفريقية تعاني من هذه الحالة والصومال تواجه جفافا لم تمر به منذ 60 سنة.

يذكر ان منطقة القرن الافريقي تقع حاليا تحت عبء أقصى مجاعة شهدتها منذ ما يزيد على 60 عاما حيث يعيش نحو 12 مليون شخص في ازمة غذاء فعلية. وتشمل المنطقة المتضررة كلاً من اثيوبيا وكينيا وأوغندا وجيبوتي وبلا شك الصومال الذي يواجه 3.7 مليون شخص من مواطنيه - ما يقرب من نصف عدد سكان الصومال الاجمالي - المجاعة بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة.

ويبدو ان شبح الموت يحاصر الصومال بين قسوة الجوع ورصاص حركة شباب المجاهدين المسلحة التي تنفي وجود مجاعة في البلاد وتسخر من التقارير التي تفيد بوفاة 29 الف طفل في 90 يوماً وتفرض قيوداً على تحرك منظمات الإغاثة.