الحكيم والنجيفي خلال مؤتمرهما الصحافي

دعا معتمد للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني اليوم الجمعة سياسيي البلاد الى عقد اجتماع للاتفاق على حل مشاكل البلاد والوقوف بوجه اي محاولات لاستغلال فراغ انسحاب القوات الاميركية التي اعلنت انه لم يتبق من جنودها في العراق حاليا سوى 7500 جندي في وقت اكد قادة كتل سياسية ضرورة اللقاء حول طاولة مستديرة لحل أزمات البلاد.


طالب ممثل المرجعية الشيعية خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) الكتل السياسية بتحمل المسؤولية ورصّ الصفوف مع قرب الانسحاب الاميركي من البلاد نهاية الشهر الحالي . وطالب المسؤولين والسياسيين بالجلوس معا لحل المشاكل في البلاد بشكل جدي ووضع الخطط الايجابية للنهوض بالعراق . وقال quot;ان على الساسة تحسس المسؤولية الملقاة على عاتقهم وتعزيز ثقافة المواطنة في انفسهم ومن ثم تعميمها في خطاباتهم على الاخرين .. مشددا على أن quot;البلاد بحاجة الى إخلاص حقيقي لبنائها فضلاً عن اصلاح ما تضرر في البنى التحتية وإرجاع العراق الى المجتمع الدولي ومكانته فيهquot;.

ودعا الصافي الكتل السياسية الى رص الصفوف تحسباً لاستغلال الفراغات التي قد تحصل في المرحلة المقبلة بعد الانسحاب الاميركي واحتمال تأزيم الاوضاع في البلاد ومواجهة التحديات السياسية والامنية والاقتصادية quot;. وطالما حذر قياديون عسكريون اميركيون وعراقيون من خطورة استغلال تنظيم القاعدة ومجموعات طائفية عراقية مسلحة لفراغ الانسحاب الاميركي وضرب امن واستقرار العراق.

ومن جهة اخرى انتقد ممثل المرجعية المعاملة السيئة لبعض العناصر الامنية للمشاركين في يوم عاشوراء في كربلاء في ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب التي صادفت الثلاثاء الماضي وشارك فيها ثلاثة ملايين عراقي وعربي واجنبي من المسلمين . وقال quot;إننا في الوقت الذي نثمن الجهود الكبيرة التي بذلتها الاجهزة الامنية لانجاح زيارة عاشوراء لكننا نرفض في الوقت ذاته الاسلوب الخشن لبعض العناصر الامنية تجاه الزائرين بذريعة الدواعي الامنيةquot;كما نقلت عنه وكالة quot;أينquot; من مدينة كربلاء. وطالب بتشكيل هيئات خاصة من الاجهزة الامنية لمنع الاساءة للزائرين ومحاسبة كل من يسيء للزائرين خصوصاً في المناسبات الدينية .
وتأتي دعوة السيستاني هذه بعد ايام من اعلان الرئاسة العراقية انها ستنظم قريبا قمما سياسية ثنائية وثلاثية تمهيدا لعقد مؤتمر وطني موسع لدراسة اوضاع العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب الاميركي.

وعلى الصعيد نفسه، فقد اكد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم خلال مؤتمر صحافي مشترك اثر اجتماع اليوم ضرورة جمع القادة العراقيين حول طاولة مستديرة من اجل معالجة الملفات العالقة على الساحة السياسية بروح وطنية.

وشدد الحكيم على ضرورة العمل الجاد بين القوى السياسية في التهدئة والتشاور تزامنا مع انسحاب القوات الاميركية من البلاد وتنظيم البيت الداخلي العراقي . واوضح أن ذلك يقع على عاتق القوى السياسية الوطنية في معالجة الملفات العالقة بالشكل الذي يطمئن جميع العراقيين .
وعن الاوضاع الاقليمية الراهنة على ضوء الانتفاضات الشعبية في بعض البلدان العربية فقد أكد الحكيم ضرورة قيام العراق بدوره الايجابي في المساهمة بالتهدئة وquot;مساعدة الاشقاءquot; لإنجاح مشاريعهم في بلدانهم بما يعزز الامن والاستقرار والرفاه لتلك الشعوب .. موضحا ان هذا quot;الدور الايجابي لايمكن أن يتحقق إلا بتظافر الجهود الوطنيةquot;.

من جهته أشار النجيفي الى ان المرحلة التي يمر بها العراق من الاستعداد للانسحاب الاميركي والتحولات الاقليمية تستدعي ترتيب البيت الداخلي العراقي واعتماد شراكة حقيقية في القرار السياسي تطمئن جميع مكونات الشعب . واشار الى وجود رغبة في عقد اجتماع مهم للقوى السياسية يتم فيه تخفيف التصريحات الاعلامية ومحاولة الوصول الى نتائج في ظل اجتماعات فعالة مفيدة تقدم للعراق الاستقرار ليأخذ دوره المناسب في المنطقة .

ومن جهته بحث التحالف الوطني العراقي الحاكم خلال اجتماع لقيادات تشكيلاته quot;تطورات المشهد السياسي بعد الانسحاب الأجنبيquot;. وقال بيان صحافي عن الاجتماع تلقته quot;أيلافquot;إن quot;المجتمعين ناقشوا جملة من الموضوعات منها الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة الأميركية يوم الاثنين المقبل وموازنة العراق لعام 2012 وموقف التحالف الوطني من إغلاق معسكر أشرف لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة شمال بغداد.
وقال إن quot;زيارة رئيس الوزراء والوفد المرافق له الى الولايات المتحدة تأتي في إطار تعزيز منجز انسحاب القوات الأجنبية من العراق واستكمال سيادة الشعب العراقيquot;. ودعا الحكومة إلى الالتزام بقرار مجلس الوزراء القاضي بإغلاق معسكر العراق الجديد quot;أشرف سابقاًquot; بنهاية الشهر الحالي وضمن سياقات القانون العراقي والقانون الدوليquot; مشددا على quot;ضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي دوره بالتعاون الجاد مع الحكومة العراقية في هذا المجال.
وحمّل التحالف الوطني جميع القوى السياسية quot;مسؤولية الحفاظ على المشروع الوطني العراقي بعد النقلة النوعية المتمثلة بانسحاب القوات الأجنبية من الأراضي العراقية بما يحقق الآمال والطموحات المشروعة للشعب العراقيquot;.

اما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فقد اكد وجود مجاميع مسلحة ابدت رغبتها في الدخول في العملية السياسية بعد الانسحاب الاميركي من العراق . وقال ان الذريعة التي كانت تستخدم من قبل الجماعات المسلحة انتفت الان والحكومة تقف بوجه كل من يحمل السلاح مهما يكن عنوانه او غطاؤه كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمته quot;أيلافquot; اليوم.
وأضاف المالكي ان quot; عهد القوة انتهى ولا احد سواء كان دولة او غيرها بمقدوره الاستمرار في استخدام القوة العسكريةquot;. وشدد على دعم العراق لحقوق الشعوب في التغيير والاصلاح بعيدا عن التدخلات الخارجية والحصار الاقتصادي . وقال quot;نحن ليس ضد التغيير لكنفي الوقتنفسهنرفض التدخل العسكري وفرض العقوبات ضد أي دولة في العالم لان ذلك يلحق الضرر بالشعوب اكثر من الانظمةquot;. واضاف quot;إننا نسعى الى علاقات صداقة وتعاون مع جميع دول العالم على ان يكون الحد الفاصل في ذلك هو مصلحة العراق وسيادتهquot;.

الجيش الاميركي : لم يتبق من قواتنا في العراق سوى 700 عسكري
أعلن الجيش الأميركي في العراق اليوم الجمعة ان عديد قواته في هذا البلد قد انخفض حاليا الى 7500 عسكري فقط متمركزا في خمسة مواقع عسكرية وسيكمل انسحاب هؤلاء بالكامل قبل نهاية الشهر الحالي.

وأكد الناطق باسم الجيش الأميركي في العراق الجنرال جيفري بيوكانن في تصريحات في بغداد التزام الولايات المتحدة بالجدول الزمني لانسحاب قواتها من العراق حيث تم لحد الان انسحاب 170 ألف جندي . وأوضح ان العدد المتبقي في العراق يبلغ 7500 جندي يتمركزون في خمسة قواعد عسكرية بعد انسحابها من 505 قواعد خلال الفترة الاخيرة. واضاف أن الولايات المتحدة سحبت ملايين القطع العسكرية الى خارج الأراضي العراقية نحو الكويت .
وحول الآليات العسكرية الاميركية المتبقية في العراق وطريقة التصرف فيها اوضح بيوكانن إنه من بين ملايين الآليات التي كانت بحوزة الجيش الأميركي فإن أعدادا كبيرة منها تم سحبها إلى خارج العراق بينما تم تسليم الجانب العراقي مئات آلاف منها حيث لم يتبق منها الآن سوى 100 من بين 20 ألف كانت الشهر الماضي . وأقر بوجود شكوك حول الانسحاب الأميركي من العراق في اشارة الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقال ان quot;ما نعمله اليوم هو انسحاب كامل من البلاد .

وحول قضية الدفاع الجوي أكد بيوكانن أن هذه هي الثغرة الوحيدة المتبقية quot;ولكننا نعمل عليها كجزء من عملية الدفاع الجوي في العراق وهو ما عملناه نفسه على صعيد حماية الأجواء العراقية منذ عام 1991 وحتى اليوم .. موضحا أن نظام الدفاع الجوي نظام معقد جدا quot;وإننا نسعى لحل جميع العقد الخاصة بهquot;. ونفى ما يتردد عن بقاء 30 ألف موظف في السفارة الأميركية في العراق لكنه أقر ببقاء حوالى 15 ألف موظف لكن ليس في السفارة الأميركية في بغداد وإنما في القنصليات الأميركية في البصرة وأربيل وكركوك . وأشار إلى أن هذا العدد سوف يبدأ في التقلص بدءا من العام المقبل وسوف يتم استبدال موظفين عراقيين بكثيرين منهم .

وكان عديد القوات الاميركية في العراق بلغ 170 الفا عام 2007 مع زيادة القوات الاميركية لكبح العنف الطائفي. واعلن اوباما في 21 من الشهر الماضي ان جميع القوات الاميركية سترحل عن العراق بنهاية عام 2011 ما ينهي حربا استمرت قرابة تسع سنوات واسفرت عن مقتل الاف الجنود الاميركيين وعشرات الالاف من العراقيين وكلفت مئات المليارات من الدولارات.

ومن جهته قال البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما سيلقي كلمة امام الجنود الاميركيين العائدين من العراق في قاعدة في ولاية نورث كارولاينا بمناسبة انسحاب آخر القوات الاميركية من العراق الاسبوع المقبل. واضاف انه quot;مع انهاء اميركا كليا لحرب العراق هذا الشهر يريد الرئيس الحديث مباشرة الى القوات في فورت براغ والقاء كلمة لافراد القوات المسلحة واسرهم في كل مكانquot;. واشار الى ان اوباما سيتحدث quot;عن التضحيات الجمة والانجازات التي بذلها الاميركيون الشجعان الذين خدموا في حرب العراق وعن العلامة البارزة التاريخية المتمثلة في انهاء الحرب في العراقquot;. ومن المقرر ان يلقي اوباما كلمته الاربعاء المقبل وسيحضر عطلة الاسبوع الحالي مباراة رياضية بارزة بين الجيش والبحرية قرب واشنطن.
وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 على انسحاب جميع القوات الاميركية من كامل الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى نهاية الشهر الحالي حيث انسحبت القوات المقاتلة فعلا من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران (يونيو) عام 2009. كما الحق العراق والولايات المتحدة بالاتفاقية الامنية اتفاقية اخرى سميت quot;الإطار الإستراتيجيquot; لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال من الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة من التعاون في الميادين العسكرية الى المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية والعلمية.