يتسلم الجنرال بيني غانتز رئاسة الأركان الإسرائيلية في ظل توتر اقليمي لا تعرف ابعاده بعد.


القدس: عينت الحكومة الاسرائيلية الاحد الجنرال بيني غانتز رئيسا جديدا للاركان في ظروف ستفرض عليه مواجهة تحديين اساسيين هما الوضع الاستراتيجي الجديد بعد سقوط الرئيس المصري حسني مبارك وانهاء quot;الحروب الداخليةquot; في صفوف القيادة العسكرية.

واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان quot;الجنرال غانتز ضابط ممتاز وقائد ذو خبرة وسيساعد تعيينه على تثبيت الاستقرار في الجيش والذي هو امر مهم دائما لكنه بالغ الاهمية عندما تواجه المنطقة هزاتquot;.

ويستلم غانتز -الذي تنقصه الكاريزما وتعتبره وسائل الاعلام quot;جنديا جيداquot;- قيادة اقوى جيش في المنطقة في فترة غامضة جدا بالنسبة لاسرائيل بسبب سقوط الرئيس المصري حسني مبارك تحت ضغط الشارع المصري بعد حكم امتد لثلاثة عقود.

وبعيد وصوله الاحد الى اسرائيل، التقى رئيس اركان الجيوش الاميركية مايكل مولن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجديد، وفق ما قالت متحدثة عسكرية لفرانس برس.

وسيشارك مولن الاثنين في حفل التسليم والتسلم بين غانتز وسلفه الجنرال غابي اشكينازي في المقر العام لهيئة الاركان في تل ابيب.

وجاء تعيين الجنرال المظلي غانتز في اجواء من التسرع والارتباك. فبعدما عين نائبا لرئيس الاركان، اعلن العام الماضي انه سيستقيل من الجيش وذلك بعد ان قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك انه يفضل ان يتولى الجنرال رئاسة الاركان الجنرال يواف غالانت.

لكن لجنة المراقبة الغت تعيين غالانت في اللحظة الاخيرة بعد الاشتباه باستيلائه على اراض مجاورة لفيلته بطريقة غير قانونية.

ورفض وزير الدفاع ايهود باراك، الذي تربطه علاقات سيئة مع رئيس الاركان الحالي غابي اشكينازي تمديد مدة خدمة الاخير والتي تنتهي الاثنين، افساحا في المجال لمزيد من الوقت لايجاد من يشغل المنصب.

وكان وزير الدفاع نفسه حاول تسمية مرشح اخر لرئاسة الاركان بشكل quot;مؤقتquot; الا ان هذه المبادرة لقيت معارضة شديدة مما اضطر باراك الى ترك مشروعه والاستسلام لتعيين بيني غانتز. وكان رئيس الوزراء نفسه قد تدخل لوضع نهاية لهذا الموضوع.

وبحسب استطلاع للرأي اجري مؤخرا، فان ثلاثة من اربعة اسرائيليين يعتقدون ان تصرف وزير الدفاع انتهك quot;امن الدولةquot;.

ويعتقد محللو الدفاع انه يجب على الجنرال غانتز مراجعة كافة الخطط الاستراتيجية لمواجهة الواقع الاستراتيجي الجديد في الشرق الاوسط.

ويخشى القادة الاسرائيليون من ان يتكرر في مصر سيناريو الثورة الخمينية في ايران اذا تمكن الاخوان المسلمون من الاستفادة من الوضع لتولي السلطة في القاهرة او ممارسة نفوذهم لالغاء معاهدة السلام المصرية-الاسرائيلية الموقعة في كامب ديفيد في 1979.

وبتوقيعها معاهدة سلام مع مصر، الدولة التي تضم اكبر عدد سكان في العالم العربي تمكنت الدولة العبرية من كسر عزلة دبلوماسية كاملة في المنطقة.

وعلى الصعيد العسكري، اتاح هذا الاتفاق للجيش الاسرائيلي خفض نشر دفاعاته على طول الحدود مع مصرالبالغة 240 كلم واعادة نشر قواته على الحدود الشمالية وفي الاراضي الفلسطينية.

واشارت الاذاعة الاسرائيلية الى ان الجنرال غانتز quot;لن يستفيد في هذا الاطار من فترة سماحquot; وليس بالامكان الاعتماد على خدماته.

وانضم الجنرال غانتز الذي يبلغ من العمر 51 عاما الى فرقة المظليين بعدما كان قائدا لقوة النخبة quot;شالداغquot; في سلاح الجو ثم قائدا للمنطقة العسكرية الوسطى التي تغطي الضفة الغربية العام 1994.

وكان غانتز في 2002 قائدا للمنطقة العسكرية الشمالية على الحدود مع سوريا ولبنان ثم قائدا للقوات البرية العام 2005 واصبح العام 2007 ملحقا عسكريا اسرائيليا في الولايات المتحدة قبل عودته لاسرائيل في 2009 ليصبج نائبا لرئيس الاركان.

ويحمل غانتز شهادة البكالوريوس في التاريخ من جامعة تل ابيب وحصل على الماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا وعلى شهاد ماجستير اخرى في ادارة الموارد القومية من جامعة الدفاع القومي في الولايات المتحدة.

وهو متزوج واب لاربعة اولاد.