تتوالى الأحداث في اليمن بشكل دراماتيكي حيث إزدادت أعمال العنف وسجل مقتل ثلاثة في عدن، في وقت يواصل المتظاهرون ،الذين يطالبون بتغيير النظام، حشدهم للتظاهر في العاصمة صنعاء وذلك عقب صلاة الجمعة أمام جامعة صنعاء أكبر صرح تعليمي في اليمن، كما يتوقع ان تشهد مدينة quot;تعزquot; أكبر تظاهراتها اليوم.


تسارعت حدة التوتر في اليمن بشكل مربك حيث قتل شخص ثالث في مدينة عدن بعد مقتل شخصين يوم أمس الأول.

وفي صنعاء جرح قرابة 50 شخصا في ليلة واحدة على أيدي من يطلق عليهم quot;البلاطجةquot; وهم حملة العصي الكهربائية والخشبية والأسلحة البيضاء والنارية التابعين أيضا للنظام.

ونددت الأطراف الدولية بما يجري في اليمن حيث عبر الإتحاد الأوروبي عن قناعته بأن الحوار بين مختلف الأطراف في اليمن هو quot;الطريق الوحيد المؤدي إلى إحراز تقدم فعليquot; على طريق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمنquot;.

وأعربت كاترين آشتون الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي عن قلقها لما يجري في اليمن، خاصة الأحداث التي وقعت في عدنquot; معبرة عن أسفها لوقوع الضحايا. وشددت آشتون في بيان على ضرورة أن يتم احترام وحماية حرية الشعب في التعبير عن مصادر قلقه.

وفيما تلاقي الأعمال القمعية تنديدات من منظمات دولية بشكل متكرر، يواصل النظام تجربته القمعية يوميا وينقل عناصره من ميدان التحرير إلى بوابة جامعة صنعاء بواسطة شاحنات الجيش وأخرى مدنية، كما تغيب قوات الأمن على الأغلب أثناء قيام المواجهات حيث يتاح للمسلحين بمهاجمة المعتصمين سلميا بدون توقف.

وفي هذا الاطار، يصف الناشط الحقوقي عبدالرشيد الفقيه المدير التنفيذي لمؤسسة حوار للتنمية الديمقراطية ما يدور بأنه مفزع للغاية. وقال لـ إيلاف إن quot;هناك ميليشيا معدة لإجهاض الاحتجاجات في كل تجمع بتواطؤ من قبل مختلف الأجهزة الأمنية، فقوات الأمن التي يفترض بها حماية وكفالة حق التجمع وحق التعبير هي من تسهل لميليشيا البلاطجة الاعتداء على المتظاهرينquot;.

وأضاف quot;تعرض المتظاهرون للضرب بالهراوات والسلاح الأبيض والأحجار وكذلك بإطلاق الرصاص الحي من قبل ميلشيا البلطجيةquot;.

وتحدث عن عشرات المصابين بإصابات بليغة محملا كافة الأجهزة الأمنية مسؤولية ما يحدث.

واستغرب الصمت الأميركي حيال ما يحدث في اليمن، مشيدا بمتابعة المنظمات الحقوقية الدولية.

تعز تشهد يوما تاريخيا

وفي محافظة تعز جنوب العاصمة يتوقع أن تشهد المحافظة أكبر حشد لها اليوم حيث حشد الحزب الحاكم أنصاره في حين لازال المتظاهرون من الشباب المطالبين بتغيير النظام مرابطين في quot;ساحة الحريةquot;.

وقال فكري قاسم رئيس تحرير صحيفة quot;حديث المدينةquot; الصادرة في تعز إن من quot;في الميدان هم مجموعة شباب عاطلين ومتعبين ومقصيين، يصعب عليك تحديد من يقودهم، المعاناة هي التي تقودهم وليس غيرهاquot;.

وأضاف فكري وهو أحد المعتصمين في ساحة الحرية لـ إيلاف: quot;للأسف بعض السياسيين يعجبهم الحضور لالتقاط جهود الآخرين أو لخطف البذرة النبيلة التي يحاول الشباب زرعها نحو فكرة التغييرquot;.

وأكد فكري قاسم إن quot;الثورة في تعز شبابية وليست حزبية، القائد لهم هي مطالبهم بالتغييرquot;.

وقال إن quot;السلطة تريد مبرر التخريب وغيرها من الأفكار القديمة من خلال بلاطجتها، لكن أثبت شباب تعز أنهم راقون ولم يتيحوا للنظام فرصة أن يلوث احتجاجاتهم، بل بالعكس هذبوا الحزب الحاكم وقد أعلن الحزب الحاكم اليوم إنه سيخرج في مظاهرة سلمية أسماها يوم الوفاء حاملا الورود، وهذا بفضل الشباب المعتصمين الذين هذبوا أفكار النظامquot;.

كما عبر فكري عن أسفه من quot;أن القنوات الإعلامية بجميع وسائلها تبحث عن الأحداث التي تشهد عنفا، وبرغم ان تعز الأوسع بالنسبة للتظاهرات لكن لأن التظاهرات سلمية فإنها لا تحظى بالتغطية المطلوبة، والناس معتصمون ليلا نهارا منذ سقوط مباركquot;.

وإستغرب الخوف من تغطية الحفلة الوطنية التي أحياها عدد من الفنانين، الذين شدوا بأغاني وطنيةquot; موردا إن السياسيين وبعض المواقع الإلكترونية تعاملوا معها وكأنها حرام مع أنها هي من ألهبت الناس، ومن ثم استغلال البعض للفعاليات للترويج لأنفسهم وهم غير موجودين في الواقع العمليquot;.

الزنداني يخرج عن صمته

من جانبه حيا شيخ الدين عبدالمجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان الثورتين المصرية والتونسية اللتين أطاحتا بالنظامين، وقال انهما quot;شرف الأمةquot;، لكنه قال إن تكرار السيناريو في اليمن سيكون أكثر فداحة.

وأضاف في مؤتمر صحافي إن الثورة إذا قامت في اليمن ستكون عواقبها وخيمة بسبب الأزمات في شمال الوطن وجنوبه، وانتشار السلاح في أيدي المواطنين.
ودعا الزنداني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية من كافة الأطياف تعمل خلال فترة لا تزيد عن ستة أشهر على التحضير لانتخابات برلمانية حرة ونزيهة بعد إجراء حوار جاد بين مختلف الأطراف لتقديم ضمانات لنزاهة الانتخابات.

وقال quot;إذا لم يستجب الحزب الحاكم لإقامة حكومة وحدة وطنية والاتفاق على الضمانات، فعلى الشعب ان يخرج للتظاهر سلمياً للضغط عليه من أجل تقديم تلك الضماناتquot;.
ورأى أن quot;الشارع لم يعد يصدق ما يقوله الحزب الحاكم، إلا أن فرصة إعادة الثقة ما تزال مواتية إذا قام الحزب بإصلاحات حقيقية بشكل سريعquot;.

وطالب الزنداني الرئيس صالح بأن يفي بوعوده بعدم التوريث أو ترشيح نفسه لولاية جديدة في عام 2013، منددا بقمع المتظاهرين المناهضين للحكومة.