أجمعت وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية على قرب سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، وذلك مع دخول المواجهات بين النظام والمتظاهرين أسبوعها الثاني على التوالي، وقيام القذافي بإصدار تعليماته لقصف المتظاهرين بالطائرات.


في ظل تواصل المجازر التي يقوم بها النظام الليبي ضد الشعب المطالب بتغيير النظام، تتابع إسرائيل الرسمية باهتمام بالغ ما يجري في العالم العربي عامة، والجماهيرية الليبية بصورة خاصة، فيما تفاوتت ردود الأفعال الإسرائيلية على الأحداث الآتية من المدن الليبية.

في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية العامة، اعتبر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن الانتفاضات التي تشهدها دول الشرق الأوسط تدل على نهاية quot;الأنظمة الديكتاتوريةquot;، وأنه بات من الواضح عدم بقاء أي ديكتاتور مطمئن في المنطقة، وقد أثبتت الأحداث أنهم راحلون، وسيبقى فايسبوكquot;.

وقال بيريز مضيفًا quot;من الآن فصاعدًا يجب على الطغاة الإجابة على مشاهد الفقر والقمع والفساد، واليوم كل شيء بات شفافًا إلى حد إنه لم يعد أمام الطغاة أي مكان يختبئون فيه، واليوم هناك أجندات جديدة وواقع جديد في منطقة الشرق الأوسط، والعالم يريد تحقيق السلام، والبعض يتهم إسرائيل بأنها هي التي ترفض السلام، وسواء كانوا صادقين أو لا سنضطر لمواجهة ذلكquot;.

شالوم: الدول الغربية عاجزة عن مساعدة حلفائها
وزير المالية الإسرائيلي يوفال شطاينتس أكد أن الحكومة الإسرائيلية قررت التزام الصمت حيال التغييرات والثورات التي يمر بها العالم العربي، مشيدًا بموقف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي يتعامل مع هذه الأحداث برابطة جأش وبهدوء، كما يتخذ قرارات مضبوطة، موضحًا في الوقت نفسه أن إسرائيل تتابع الأحداث الجارية ومستعدة لأي سيناريو محتملquot;.

فيما هاجم النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم الدول الغربية، واتهمها بالفشل في مساعدة وحماية حلفائها في الشرق الأوسط، مدعيًا أن إيران تلعب دورًا فعالاً في الثورات التي تشهدها الدول العربية في المنطقة، وعلى العالم أن يتحد في مواجهة هذه الجهود، ومنع طهران من السيطرة على احتياطي النفط في المنطقة، الذي بإمكانه توفير احتياجات العالم على مدى السنوات المائة والخمسين المقبلةquot;.

وأضاف quot;أن العدوى التي وصلت إلى ليبيا تدفعنا لطرح السؤال عمن سيكون سيد الشرق الأوسط، فقد واصلت الشرارة التي انطلقت في تونس ثم في مصر، طريقها في نهاية هذا الأسبوع، لتنتشر في شمال أفريقيا والشرق الأوسط مع بلوغها ليبيا التي باتت على شفير حرب أهلية، في حين تسيطر المعارضة البحرينية على وسط المنامة، كما تم تنظيم تجمعات احتجاجية في المغرب وإيرانquot;.

وزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعلون رأى أن ما يجري في العالم العربي هو بمثابة زلازل وحدث تاريخي، وعلى إسرائيل النظر إلى الأحداث من خلال ما قد تنطوي عليه من تهديد، إلى جانب ما تحمله في طياتها من فرص جديدة، مدعيًا أن هذه الأحداث قد تقود الإسلام المتطرف لاستخلاص الفرص والهيمنة على الوضع الجديد في الدول العربية.

بدوره، قال رئيس لجنة الخارجية في الكنيست الإسرائيلي شاؤول موفاز في اجتماع للجنة إن الشرق الأوسط يشهد زلزالاً وتحولاً تاريخيًا، متهمًا الحكومة الإسرائيلية باتباع سياسة النعامة، وإخفاء رأسها في الرمال، وأنها لا تبادر إلى إطلاق مسيرة سياسيةquot;.

وقال موفاز في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية إنه لو كان رئيسًا للوزراء لما كان بقي مكتوف اليدين كما فعلت حكومة بنيامين نتنياهو على مدار العامين الماضيين، متهمًا الحكومة الإسرائيلية بالتبجح بحجج وهمية كي لا تدفع عملية السلام مع الفلسطينيين والسوريين إلى الأمام، محذرًا من أن الوقت أخذ بالنفاد، وأعرب مع ذلك عن اعتقاده بأن حكم الزعيم الليبي معمّر القذافي سينتهي قريبًا.

رونين: ليبيا ليست كمصر
يهوديت رونين الخبيرة في الشأن الليبي وشرق البحر المتوسط في قسم العلوم السياسية في جامعة بار إيلان مركز موشي ديان في جامعة تل أبيب، كتبت في صحيفة quot;يسرائيل هيومquot; مقالاً بعنوان quot;ليست مثل مصرquot;.

أشارت في المقال إلى أن الحالة الليبية أثبتت لنا إلى أي مدى من الصعب البقاء في جزيرة منعزلة في البحر العاصف الذي يثور من حولها، فالإضطرابات في ليبيا تفاقمت في الأسبوع الأخير، وهناك من يشكك حتى في عدد القتلى البالغ عددهم 300، وهناك ارتفاع مضطرب في عدد القتلى والجرحى، لكون كلا الجانبين يصرّان على الإنتصار في الصراع لمعرفتهما أنهما يقاتلان من أجل حياتهما.

وأوضحت رونين أن طرفي الصراع في ليبيا يستخدمان أفضل محركات القوة التي يملكها لكي يحقق النصر الميداني، فالقذافي يستخدم السلاح الثقيل، ويستعمل المروحيات والقناصة للفتك بالمتظاهرين، وقد نشروا في كل زاوية في الشارع، كما إستخدم ميليشيات، تتكون من مهاجرين أفارقة غير قانونيين موجودين في ليبيا وبلطجية حرّروا من السجون.

وقالت رونين على الرغم من التشابه في أنظمة الحكم ووسائل القمع وأساليب الحكم عينها، إلا أن الوضع الليبي ليس كالوضع المصري، أو الوضع اليمني أو لأي قصة أخرى في العالم العربي، فسكان ليبيا، وهم قرابة 8 مليون نسمة، مقابل 80 مليون مصري، وليبيا دولة غنية بالنفط على خلاف مصر الفقيرة (...).

وأضافت الأهم من كل ذلك فإن الجماهيرية الليبية تشتهر بأنها توفر الدعم للمنتجات الغذائية الرئيسة، لدرجة إن مواطني تونس والجزائر ومصر والسودان يتوجهون من آن إلى آخر إلى ليبيا لشراء السكر والزيت والدقيق، وجلبه إلى دولهم لبيعه.

مع ذلك، تختم رونين quot;فإن الحالة الليبية تعلمنا أنه لا يوجد شخص يسير على معدته فقط، حتى حين يتوفر الخبز، فليس الطعام وحده هو ما يُخرج الناس للشوارع، ولكن أيضًا توزيع القوى السياسية والموروثات الأخرىquot;.