تبدو واشنطن محرجة، كونها من جهة تعلن دعمها للاصلاح الذي تطالب به حركات الاحتجاج، ومن جهة اخرى تجدد التزامها دعم حلفائها في المنطقة.
ابوظبي: تعكس الجولة الحالية لرئيس اركان الجيوش الاميركية المشتركة في الخليج الاحراج الذي وجدت واشنطن نفسها فيه، كونها من جهة تعلن دعمها للاصلاح الذي تطالب به حركات الاحتجاج في العالم العربي، ومن جهة اخرى تجدد التزامها دعم حلفائها في المنطقة.
وقام الاميرال مايكل مولن بزيارات رسمية مقررة منذ فترة طويلة، الى السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة.
وعلم لدى اوساط مولن انه من المحتمل ان يزور البحرين التي تضم مقر الاسطول الاميركي الخامس والتي تواجه تحركا شعبيا يطالب باسقاط الحكومة.
ويتمركز حوالى 4200 عسكري اميركي في البحرين.
وبدا مساعد وزيرة الخارجية للشرق الاوسط جيفري فيلتمان الثلاثاء جولة تستمر عشرة ايام في دول الخليج حيث سيزور البحرين كذلك. وتشمل جولة فيلتمان قطر والكويت وعمان والامارات لتشجيعها على تبني اصلاحات سياسية واقتصادية، والاستجابة لنداءات بالتغيير.
وياتي مولن الى المنطقة بهدف quot;طمانةquot; الحلفاء وquot;فهم ما يجريquot; والتاكيد على ان التوترات quot;يجب ان تعالج بالطرق السلميةquot;.
واثنى مولن على قرار ولي العهد البحريني الامير سلمان بن حمد آل خليفة اجراء حوار مع المتظاهرين، الامر الذي طمأن المسؤولين الذين التقى بهم في الرياض والدوحة وابوظبي.
وهي رسالة شدد عليها خلال مقابلة بثتها قناة الجزيرة الفضائية التي تخصص حاليا تغطية واسعة للتظاهرات في العالم العربي.
والى جانب الدعوات الى التهدئة، قابل اعلى مسؤول عسكري اميركي عددا كبيرا من القادة العسكريين في المنطقة بهدف التاكيد مجددا على استمرار دعم واشنطن التي لها قواعد عسكرية في قطر والامارات.
وينظر العديد من مسؤولي الخليج بقلق الى الوضع في البحرين، المملكة الاستراتيجية الصغيرة التي تسكنها غالبية شيعية، وهم يخشون من ان تحاول ايران، quot;فزاعةquot; الخليج، استغلال الازمة، رغم ان مولن رفض الحديث عن وجود يد ايرانية تحرك تظاهرات المنامة.
وتحتضن المملكة منذ 63 سنة المقر العام للاسطول الاميركي المكلف مراقبة الممرات البحرية للنفط وتنفيذ مهمات في افغانستان، ومواجهة ايران.
ويرتبط البلدان باتفاق دفاعي وقع في العام 1991 ونقح في العام 2001، ويتحدث تحديدا عن مسالة اجراء مشاورات في حال وجود تهديد لامن البحرين، بحسب ما يؤكد كينيث كاتزمان، الخبير في شؤون الشرق الاوسط، في تقرير قدمه الى الكونغرس الاميركي.
وقال ديفيد آرون، الدبلوماسي السابق والخبير في مركز الابحاث quot;راندquot;، ان quot;المسالة الاهم تتمحور حول تواجد قوات في الخليج من اجل طمأنة حلفائناquot;.
ويضيف لوكالة فرانس برس quot;اذا فقدنا هذه الميزة بسبب الاحداث الجارية، فسيشكل هذا الامر ضربة كبيرة لقدرتنا على ردع ايرانquot;.
وتقع السعودية التي بدت ممتعضة من quot;التدخلات الاميركيةquot; خلال الانتفاضة المصرية بوجه حسني مبارك، في قلب الاستراتيجية الاميركية في المنطقة.
ومنذ بداية الاحداث، قدمت الرياض دعما غير محدود للبحرين، فيما تخشى من امكانية امتداد الاحتجاجات الى منطقتها الشرقية الغنية بالنفط وحيث يتواجد الشيعة بشكل قوي، وان تستفيد ايران من هذا الامر.
ويشير تقرير مؤسسة ستراتفور المتخصصة في تقديم الاستشارات الى ان quot;البحرين ارض مواجهة في المعركة الجيوسياسية الاكبر بين السعودية والولايات المتحدة وايرانquot;.
التعليقات