تزايدت أعداد المتطوعين من مختلف الفئات العمرية، وغالبيتهم مجموعات من البدو المقاتلين غير المدربين، الذين يقبلون على مراكز التجنيد لمحاربة القوات الموالية للقذافي.
في وقت ما زالفيهالعقيد الليبي معمر القذافي يتشبث بالسلطة، غير مكترث أو معترف بما يدور حوله من تغيرات على أرض الواقع، بدأت تتزايد أعداد المتطوعين من مختلف الفئات العمرية، وهم في الغالب مجموعات من البدو المقاتلين غير المدربين، الذين هرعوا إلى مراكز التجنيد لمحاربة القوات الموالية للقذافي.
وذكرت اليوم صحيفة quot;لوس أنجلوس تايمزquot; الأميركية أن العشرات من الشبان احتشدوا في سيارات الأجرة والسيارات الخاصة يوم أمس الأربعاء للمساعدة في صد هجوم شنته القوات الحكومية على مجمع رئيسي للنفط وكذلك مطار يقع على بعد قرابة 100 ميل إلى الجنوب. وقالت إن بعضهم لم يكن حاملاً حتى للسلاح.
ونقلت الصحيفة عن بقال يدعى عادل سنفاز بعد أن بات جنديًا وهو في سن الخامسة والأربعين، قوله: quot;لسنا جيشًا مجهزًا بشكل صحيح، لكن لدينا الكثير من الرجال المستعدين للقتال. صحيح أننا غير مدربين، لكننا نعرف كيفية إستخدام تكتيكات حرب العصاباتquot;. ومضت الصحيفة تقول أيضًا إنه لم يظهر حتى الآن أي قوة عسكرية منظمة من هؤلاء المتظاهرين الشبان المتحمسين والجنود الحكوميين المنشقين الذين نجحوا في فرض سيطرتهم الشهر الماضي على بنغازي وشرق ليبيا.
لكن جيش القذافي لا يمثل قوة كاسحة بالضبط أيضًا، وقد نجحت حتى الآن مجموعات البدو من المقاتلين المتمردين في الظهور بشكل فعال على نحو مفاجئ في الدفاع عن مكاسبهم. وقد اعترف قادة المتمردين بأن مقاتليهم غير مستعدين لإلحاق الهزيمة بالقذافي في طرابلس أو حتى تحريك مؤيديه من معاقلهم في مدينة سرت الساحلية. فيما يعتقد أن الكثير من أنصار القذافي الذين قاموا بمهاجمة المجمع النفطي يوم أمس الأربعاء قد أتوا من سرت أو من منطقة مجاورة لها، بحسب الصحيفة.
وقال إدريس لاغا، عضو مجلس المتمردين العسكري الذي تم تشكيله يوم الاثنين الماضي: quot;هذه ميليشيا مكونة من أناس عاديين في مقابل نظام بالغ القسوة. ويشعر شعبنا بالحماسة الشديدة تجاه القتال لنيل حريته، لكن علينا أن ننظم صفوفنا أولاً، حيث يتصرف الجميع الآن من تلقاء نفسهquot;. وبعيدًا من أي شيء آخر، يبدو أن المقاتلين المتمردين أكثر حماسًا من القوات الموالية للحكومة، التي تضم مرتزقة.
وقال أيضًا مصطفى غيرياني، أحد زعماء المعارضة في بنغازي: quot;لا نشجع الناس على أن يندفعوا من تلقاء أنفسهم، لكن لا يمكننا السيطرة عليهمquot;. ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن كثيرين من قادة المعارضة يقولون إنهم لا يثقون تمامًا بالقوات الحكومية السابقة أو أفراد القوات الخاصة الذين تخلوا عن القذافي. لكنهم استعانوا بهؤلاء الجنود كي يقوموا بتدريب المواطنين العاديين، وقد قاموا ببناء مخزون من الأسلحة الصغيرة والذخيرة التي قاموا بالإستيلاء عليها من مستودعات وثكنات عسكرية.
ولم تتضح حتى الآن الأعداد الحقيقية للجنود الذين انضموا إلى الثورة الشعبية التي تشهدها ليبيا، في وقت تحدثت فيه كثير من التقارير عن رفض طيارين قصف أهداف في شرق البلاد. وأشار محللون في هذا الإطار إلى أن جيش القذافي يمتلك دبابات قتالية روسية الصنع، وناقلات جند مدرعة ومروحيات هجومية وطائرات حربية، لكن جزءًا كبيرًا من ترسانته يتألف من معدات قديمة وغير متطورة تكنولوجيًا.
في المقابل، تؤكد تقارير أن تلك الكتيبة التي يطلق عليها كتيبة خميس، التي يترأسها خميس نجل القذافي والمكلفة بحماية النظام، تمتلك معدات أحدث وأفضل، بما في ذلك دبابات وقاذفات صواريخ. وأوردت الصحيفة عن معتز مغراتي، الذي يدير مركزًا للتجنيد في بنغازي، قوله: quot;نعتمد على شجاعة وحماسة الأشخاص المتطوعين، الذين بإمكانهم أن ينجحوا وليس بحوزتهم سوى بندقية كلاشينكوف أو حتى سكين. ونحن بالفعل لسنا في حاجة للجيش، بل في حاجة لأسلحتهquot;.
وقال العقيد عطية عبيدي، وهو قائد في إحدى ثكنات الجيش في بنغازي، إن المتمردين يمتلكون صواريخ مضادة للطائرات، وبنادق عديمة الإرتداد قطرها 106 ملم وقذائف صاروخية وبنادق آلية، وأوضح أن الأسلحة لا تكفي لتسليح كل فرد من هؤلاء المتطوعين الذين تقدر أعدادهم بالآلاف.
التعليقات