آخر تحديث الجمعة 4 آذار/مارس الساعة 14:42 بتوقيت غرينيتش

يتخوف الليبيون من استغلال الولايات المتحدة للوضع في بلادهم من اجل السيطرة على النفط.


برلين: تشير التقارير الى أن الليبين يتخوفون من احتلال اميركي لبلادهم بهدف السيطرة على موارد النفط، ونقلت صحيفة دير شبيغل عن بعض الليبين تخوفهم في هذا الاطار، وكتبت تحت عنوان quot;إذا جاء الأميركيون فإنهم سيسرقون ثورتناquot; تقول: بدأت قوات القذافي بشن معارك ضد المعارضة في شرقي البلاد من أجل المحافظة على السيطرة على مرافق المهمة في ليبيا على طول خليج سرت، على أن المعارضة ردت الهجمات الليبية، في البريقة وأجدابيا. والمعارض الليبي يوسف سلطان، يحمل السلاح في مواجهة القوات الحكومية، ويعتقد أن القذافي يسعى وراء النفط، وأن هذا يعد مؤشراً على أن النفط لديه لم يعد كافيا.

فيما كان ينظر من نافذته، صرخ قائلاً quot;النصرquot;، وفي الأثناء كانت مقاتلتان حكوميتان تقصفان في منطقة البريقة، ولكن حتى لو واصل القذافي هجماته على الثوار، فإن يوسف ورفاقه يقولون، إنهم لا يريدون رؤية قوات غربية في ليبيا، طالبين بإقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا.. وقالوا: quot;إذا جاء الأميركيون فإنهم سيسرقون ثورتنا.quot;

العرب لا يثقون بفاعلية التدخل العسكري الغربي
من جهتها الدول العربية تتردد في دعم تدخل عسكري غربي في ليبيا مستندة في موقفها هذا الى النتائج التي ترتبت على تدخلات عسكرية سابقة في الشرق الاوسط، بحسب ما يرى خبراء.

في موازاة ذلك يحذر محللون في الخليج من خطر ان تحيي العملية العسكرية الغربية في ليبيا التي يواجه نظامها انتفاضة شعبية غير مسبوقة، الحماسة في بعض الاوساط العربية لإعلان الجهاد ضد quot;الغزاة الاجانبquot;. فيقول المحلل في مركز الخليج للابحاث مصطفى العاني لوكالة فرانس برس quot;الوقت لا يزال مبكرا جداquot;، مضيفا ان quot;الدول العربية تعتقد انه من السابق لاوانه الحديث عن التدخل العسكريquot;.

ويوضح العاني ان quot;نظام معمّر القذافي قد يسقط، والعدّ التنازلي بدا بالفعل. الا ان التدخل العسكري سيعقد الامورquot;. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن الخميس ان الولايات المتحدة تدرس quot;كل الخياراتquot; بما فيها الخيار العسكري في الازمة الليبية.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت هذه الخيارات تتضمن فرض حظر جوي في الاجواء الليبية قال اوباما quot;انه واحد من الخيارات التي سننظر فيهاquot;. وفي وقت سابق، اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان الحلف لا ينوي التدخل في ليبيا لكنه يستعد quot;لكل احتمالquot;.

الا ان جامعة الدول العربية اعلنت رفضها للتدخل العسكري، في موقف يعكس قرارا عربيا واضحا، رغم انه قد لا يحمل في طياته قدرة فعلية على منع تدخل مماثل في الوقت الذي تلف فيه الفوضى العالم العربي.

ورأى جميل مروة الصحافي والمحلل المقيم في ابوظبي، ان رفض تدخل غربي مماثل يشمل ايضًا المسؤولين في المعارضة الليبية. ويقول مروة ان quot;الثوار يخشون عدم كفاءة الغرب الذي اخفقت قواته في العراق وافغانستان، ويمكن ان تخفق مجددًا، فيما يخاف الليبيون من ان تتحول الثورة الى حرب اهلية، وان توفر هذه الحرب الاهلية بدورها ارضية للاسلاميينquot;.

ويتابع مروة quot;بالتاكيد، فان الثوار الليبيين يواجهون معضلة صعبة عنوانها: كيف يمكن ان نوقف هذا المجنون؟ (القذافي)، الا انهم لا يثقون بتاتًا في امكانية ان يحقق تدخل عسكري دولي هذا الهدفquot;. من جهته، يرى العاني ان quot;القذافي يمكن ان ينجوquot;، بينما سيحرك التدخل العسكري كذلك الذي حصل في العراق وافغانستان الجهاديين الذي يرون في الغرب هدفا يجب محاربته. ويتساءل quot;هل نريد رؤية سيناريو مماثل في لبيبا؟quot;.

وتبقى تبعات التدخلات العسكرية السابقة والاحداث التي رافقتها والنتائج المبهمة التي افضت اليها محفورة في الذاكرة الجماعية للعرب وفي تصرفات وتحركات الحكومات في المنطقة.

فقد قاد الغزو الاميركي للعراق في آذار/مارس 2003 من دون موافقة الامم المتحدة البلاد نحو مرحلة من عدم الاستقرار والفوضى المدنية التي دفع ثمنها عشرات آلاف العراقيين. وقبيل الحملة العسكرية، فرضت ثلاث دول غربية ولسنوات حظرًا جويًا على العراق، ايضا من دون موافقة صريحة من قبل مجلس الامن الدولي.

ويقول العاني مبررا قيام فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بمهمات فوق كردستان والجنوب العراقي الشيعي quot;كان لا بد من ذلكquot;.
والهدف كان حماية الجموع المستهدفة من قبل نظام صدام حسين بعد حرب الخليج عام 2001. الا ان هذه المهمات العسكرية عمدت الى التدمير المنهجي للقوات والدفاعات الجوية العراقية، التي سبق وان تضررت خلال الحرب.

ويرى نائب مدير معهد بروكينغز في الدوحة ابراهيم شرقية ان quot;التجرية العراقية تمثل انذارا لانها طبقت بشكل سيء وادت الى سقوط عدد كبير من الضحاياquot;. ويشعر العرب عموما بالريبة بسبب ضبابية التفويض وحدود التدخل المحتمل في ليبيا ولان quot;لا احد يستطيع ان يضمن التبعات التي يمكن ان تاتي بنتائج عكسية تعزز موقع القذافيquot;، بحسب ما يؤكد شرقية.

من هذا المنطلق، يقترح شرقية وضع قيد التنفيذ دبلوماسية عربية اكثر نشاطا، مشددًا على ضرورة الانتظار والترقب، اذ ان quot;اسابيع الازمة ستطول والوضع الراهن هو الذي سيسودquot;.