تعرض مركز مؤتمرات ومعارض الرياض الدولي في آخر ليلة استضاف فيها معرض الكتاب إلى أضرار كبرى تجاوزت حدود أكثر من ست وأربعين دارًا للنشر وكذلكالمركز الإعلامي، نتيجة تسرب كميات كبيرة من مياه الأمطار التي هطلت على العاصمة السعودية، لتنضم الحادثة إلى سلسلة حوادث كتبت فشل معرض الرياض، رغم مبيعاته التي وصلت إلى ما يقارب العشرة ملايين ريال دولار.


لم تكن قصة المبتدأ التي عصفت بفعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب من quot;غزوةquot; لمحتسبين متشددين؛ أن تكتمل سوى بخبر آخر عصف بأكثر من ستة عشر دارًا كانت في أقل من عشر دقائق تغوص في قطرات إقتحمت مركز معارض الرياض.

وعلى الرغم من الوعود التي قطعتها إدارة المعرض لتعويض الدور المتضررة، لاحتواء الأزمة وإعادة الدور التي تضررت من اقتحام مياه الأمطار إلى الأجنحة الخاصة بهم؛ لإكمال ليلة ختام المعرض، إلا أن الامتعاض الشديد من أصحاب الدور كان واضحًا على الرغم من المكاسب المادية التي حققوها.

ففي حديث لـquot;إيلافquot; رأى صاحب الدار الخاصة بالكتاب المستعمل داخل المعرض أنه تضرر من جراء دخول الأمطار، وان ما حققه من مكاسب اندثر في ليلة الختام خلال دقائق معدودة، مضيفًا أن إدارة المعرض وعدتهم بالتعويض، لكن ذلك لن يثنيهم عن المطالبة بحقهم في حال كانت التعويضات أقل من الخسائر.

وفي الوقت الذي امتعض أصحاب دور النشر من تصرف إدارة المعرض تجاه الأمر وعدم توجيه مسؤولي التشغيل والصيانة بتدارك الأمر، إلا أن إدارة معرض الكتاب ألقت بالمسؤولية الكاملة على إدارة مركز المعارض الدولي، حيث تعود إدارة اِلإشراف عليه إلى الغرفة التجارية الصناعية في الرياض.

لم يكن الحال بعيدًا في دور النشر الغريقة عنه في المركز الإعلامي بشقيه المنفصلين الرجالي والنسائي، حيث تم إيقاف العمل فيهما نتيجة تسربات كبيرة في سقف المركزين، الأمر الذي دعا اللجنة الإعلامية إلى نقل العمل خارج مقر المركز الدولي للمعارض.

وكان معرض الرياض شهد في افتتاحيته في الأول من آذار/ مارس زلزالاً quot;احتسابيًاquot; عشوائيًا عصف باليوم الأول، وتتابعت هزات هذا الاحتساب الارتداديةفي أيامه العشرة الأخرى، حيث ساهم هذا المدّ العشوائي من عناصر تخريبية quot;منظمةquot; في إلغاء ثلاث من الفعاليات الثقافية للمعرض، على رأسها محاضرة العالم المصري الدكتور أحمد زويل، وندوة خاصة عن التغير الثقافي والاجتماعي في الخليج، كان سيلقيها الروائي والكاتب السعودي المرفوض من قبل أوساط الإسلاميين الدكتور تركي الحمد، الأمر الذي حدا بعدد كبير من الأدباء والإعلاميين السعوديين إلى مقاطعة معرض الكتاب حتى تتم معالجة الفوضى التي خلقها جمهور شعبي quot;محتسبquot;.

وشهد مساء الخميس وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة لقاء مفتوحًا مع المثقفين والمثقفات تحدث فيه عن عقد لقاء المثقفين الثاني خلال شهر ايلول- سبتمبر المقبل، مؤكدا أن أوراق العمل التي سيقدمها المثقفون بين أطيافهم المختلفة، ستحدد المستقبل الهيكلي الذي يحدده المثقفين بأيديهم.

إلى ذلك أوضح مدير معرض الرياض الدولي الدكتور عبدالعزيز العقيل أن عدد زوار المعرض وصل إلى ثلاثة ملايين زائر حتى نهاية آخر أيام المعرض يوم الجمعة، مشيرًا إلى أن مبيعات المعرض تجاوزت العشرة مليون دولار.