أربكت قصة مؤخرة الدجاجة التي ذاع صيتها خلال الأسبوع الماضي أكثر من خمسة عشر كاتبًا سعوديًا، ذهبوا ضحية خطأ صحافي نقل خبرًا جعل الكتّاب يصوّبون أقلامهم نحو مرمى القضاء، الذي حكم على آكِل مؤخرة الدجاجة بالسجن والجلد؛ في حكم اختلقه الصحافي المفصول لاحقًا.


لم يكن من بعض الكتاب السعوديين بعدماوردخبر في جريدة المدينة مفاده أن المحكمة الجزئية في جدة (غرب السعودية) أصدرت حكمًا بالسجن سنة وشهرين والجلد ثمانين جلدة، على مقيم دخل مطعم أكل quot;مؤخرة دجاجةquot; في غفلة من صاحب المطعم، إلا أن انتقدوا الحكم الصادر الذي أوهمهم به صحافي مغمور في جريدة quot;المدينةquot; السعودية.

فقد علّق الكاتب خلف الحربي من جريدة quot;عكاظquot; على أن هذا الحكم منحه شعورًا بالاطمئنان، بحيث إنه ما دام من يسرق مؤخرة دجاجة يسجن عامًا وشهرين ويجلد ثمانين جلدة quot;فإن من يسرق مليار ريال سوف يسجن ثلاثة قرون ويجلد ترليون جلدة!quot;.

في حين طالب الكاتب عبدالعزيز السويد بضرورة إصدار بيان عن القضية quot;حتى لا تصبح الأحكام في بلادنا خاصة بعصاعص الدجاج وسرقة الخواريف من العمالة والشباب لا غيرquot;.

على الصعيد نفسه، استشهد الكاتب محمد الرطيان بوزيرالخارجية الياباني laquo;سيجي مايهاراraquo; الذي قدم استقالته من الحكومة بعدما اعترف بتلقيه هدية قيمتها (450) يورو.

وتساءل الكاتب خالد السليمان عن عقوبة المرتشين والفاسدين وquot;عقوبة الذين سحبوا أيديهم من فوق طاولات مكاتبهم ليمدوها منأسفلها؟!rdquo;.

إلا أن الكاتب أحمد العرفجاعترض على الكتاب أنهم تحمسوا للخبر quot;لقد سَحبت مُؤخِّرة الدَّجاجة الكُتَّاب مِن ذقونهم، فأخذوا يُحلِّلون ويُفكِّرون، ويَتأمَّلون، ويَدرسون ثُمَّ يَكتبون عَن هَذا الخَبر، فمِن طَائرٍ بالخَبر في فايسبوك، إلى مُحلِّقٍ بهَذه المَعلومة في تويتر.rdquo; وحذرهم مما تكتب أقلامهم، مشيرا إلى أن الإنسان السوي يتحرى الدقة.

في خضم حرب المقالات، أعلنرئيس المحكمة الجزئية المساعد في محافظة جدة الشيخ إبراهيم صالح السلامة أنه لا وجود لقضية في المحكمة بشأن معاقبة مقيم سرق مؤخرة دجاجة بالسجن 14 شهرًا و80 جلدة، وما كان من جريدة المدينة إلا أن أوقفت المحرر الذي اعتمد فقط على رواية السجين.

الكتّاب الذين وقعوا ضحية خبر صحافي غير دقيق ما كان من واحد منهم فقط إلا الاعتذار، حيث ذكر الكاتب خالد السليمان أنها ليست المرة الأولى التي يقع فيها الكتاب ضحية خبر صحافي غير دقيق، مشيرًا إلى أن هذه الأخطاء لن تكون الأخيرة quot;ما دامت الصحف مستمرة في الاعتماد على محررين غير متفرغين يعملون بالقطعة، دون إلمام كافٍ باحترافية ومهنية العمل الصحافيquot;. مقدمًا اعتذاره لجهازالقضاء السعودي قائلاً quot;فإنني ملزم بالاعتذار لجهاز القضاء على مقاليquot;.

الأمر الذي دعا العديد من القراء إلى طرح تساؤلات عن إمكانية قيام كتاب آخرين بالاعتذار جراء الخطأ والهجوم الذي شنّته ساحات وزوايا الكتاب نحو جهاز القضاء، الذي اتضح من خلال اعتذار الصحيفة أنه كان في حكم الإعدام الخطأ.