أبدى وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة رغبته في أن تُفصل المؤسسات الإعلامية عن الثقافية، وتشكل وزارة أو هيئة للثقافة، معتبرًا أن وزارته لم تمارس أي إقصاء على كتّاب الصحف أو ضيوف معرض الكتاب الدولي في الرياض.
في الليلة الأخيرة التي تسبق اختتام معرض الكتاب الدولي في الرياض، عقد وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة لقاء مفتوحاً مع المثقفين، وعلى الرغم من قلة الحضور من صفوفهم في السعودية إلا أن الوزير خوجة أراد أن يكون اللقاء شاملاً لأوجه الثقافة المتعددة.
ففي مستهل كلمته، اكد خوجة أنه حامل حقيبة الثقافة والإعلام، ويجب عليه الإجابة على ما يطرح عليه بكل صراحة وشفافية، وما إن فرغ من إلقاء كلمته الموجزة إلا وإنهالت عليه الأسئلة، استهلها أحد رجال الدين محمد الهزاني، الذي إنتقد الوزارة في ضوابطها في اختيار المحاضرين لفعاليات المعرض المصاحبة، متسائلاً عن كيفية السماح في بيع كتب تحرّض على الدين والوطن وفق قوله.
فأجابه الوزير بأن اللجنة التي كلفت بإختيار المحاضرين هي لجنة أمينة وموثوقة، وهي جزء من الوطن في ميولها واتجاهها. وعن الكتب قال خوجة إن هنالك جهات تراقب كل ما يباع، وإن ما يباع هو بعيد عن التحريض الديني والوطني.
وفي مداخلة أخرى، تساءل الأكاديمي المتخصص في الدعوة الإسلامية الدكتور رياض مسلم عن كيفية السماح للكتاب السعوديين بالتطاول على الذات الإلهية، مستشهداً بأطروحات لكتّاب سعوديين هم من أثار جدل في نظر الإسلاميين، مضيفاً في تساؤله عن رأي الوزير في التلفزيون السعودي وهل هو يمثل إعلاماً إسلامياً يرضى عنه، فأجابه خوجة بأن الساحة الإعلامية تتسع للجميع، وأن أي مقالات تكتب يسمح للطرف الآخر بالرد عليها عبر منبر الصحيفة نفسها، مؤكداً أن هذا هو دور الإعلام السعودي في احترام الثوابت والوحدة.
وفي سؤال من القاعة النسائية المنفصلة عن القاعة الرجالية، سألت إحدى الكاتبات السعوديات عن كيفية صرف المبالغ المالية للأندية الأدبية التي أمر بها العاهل السعودي، فأجاب خوجة بأنه وجّه الجهات الأخرى داخل الوزارة باعتماد تحويل المبالغ إلى حسابات الأندية مباشرة، معتبراً أن الأندية الأدبية هي الأحق وصاحبة المعرفة في كيفية صرف المبالغ على أنشطتها المختلفة.
وفي مداخلة من الكاتبة بديعة كشغري، انتقدت حصر الأنشطة الثقافية في الأندية الأدبية، متسائلة كذلك عن سبب عدم فصل الإعلام عن الثقافة في السعودية، ورد خوجة على كشغري بأنه يحلم بأن يتم فصل المؤسسات الإعلامية عن الثقافة بوزارة مستقلة، مؤكداً أن الوزارة تسعى إلى تحويلكل مكتباتها في المملكة إلى مراكز ثقافية.
وحمل الوزير السعودي، الذي لم تغب دبلوماسيته بالإجابة على التساؤلات المطروحة عليه، بشرى للمثقفين والمثقفات بأنه سيتم خلال شهر أيلول/ سبتمبر عقد الملتقى السعودي الثاني للمثقفين والمثقفات وفق أوراق عمل تقدم، تتم مناقشتها بين أطياف المثقفين المختلفة، مشدداً على أن هذه الأوراق ستحدد المستقبل الهيكلي الذي يحدده المثقفون بأيديهم.
وأشار خوجة بمضمون حديثه الى أن العالم يتطور من حولنا، وأنه يجب علىكل الجهات في المجتمع أن تعترف بذلك وتتجاوب مع هذا التطور بما يحقق لها أهدافها وغاياتها وفق رؤية وطنية، موضحاً أن عصر التقنية الحالي مكنه هو بالذات من الاستفادة من الأجهزة التقنية الجديدة في الحصول على أحدث الإصدارات من المكتبات العالمية من خلالها، مستشهداً بعددٍ من الكتب الإنكليزية التي قرأها عبر جهاز الآيباد الخاص به.
وكان معرض الرياض شهد خلال أولى أيامه الفعلية عددًا من الأحداث التي قادها quot;متشددونquot; إسلاميون أثرت على سير فعاليات المعرض في أيامه الأخرى، ومنها إلغاء إدارة المعرض ثلاث ندوات كانت أسماء المحاضرين فيها مثار جدل في أوساط بعض من الإسلاميين، وشهد المعرض الذي سيختتم غدًا الجمعة مبيعات تجاوزت الـ (18 مليون ريال)، بعدد زوار تجاوز مليوني زائر.
التعليقات