ينتظر قطار انتخابات الرئاسة المصريّة العديد من المرشحين الذين أعلنوا نيتهم الترشّح إلى منصب الرئاسة، وتنطبق عليهم الشروط المطلوبة في الدستور الحالي. ووفقًا للدستور، في حال ما جرت الموافقة على التعديلات في الاستفتاء الذي ينظّم السبت، ستكون الانتخابات في أغسطس/آب المقبل.
القاهرة: بالرغم من إجماع المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية على رفض التعديلات الدستورية المقرر الاستفتاء عليها اليوم السبت، إلا أن هذا الرفض لم يمنعهم من الاستعداد للانتخابات الرئاسية، سواء كانت في أغسطس/آب المقبل في حال الموافقة على التعديلات الدستورية، أو كانت بعد ذلك، في حال رفض المصريين التعديلات المقترحة.
التعديلات التي دعي إليها المصريون اليوم تقرر مصير المرحلة المقبلة، وما إذ كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قادرًا على تسليم السلطة في الموعد الذي حدده سلفًا خلال 6 أشهر لرئيس وبرلمان منتخبين، أم ستطول الفترة الانتقالية الى أكثر من ذلك، سيما وأن الكثيرين يرون أن رفض التعديلات الدستورية المقترحة يعني زيادة الفترة الانتقالية.
ورغم الاختلافات الواضحة بين مرشحي الانتخابات الرئاسة المحتملين، إلا أنهم اتفقوا على التصويت بـquot;لاquot; في الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقترحة، مؤكدين على أن هذه التعديلات محاولة لإعادة الروح الي دستور سقط مع الثورة، ومطالبين بتشكيل مجلس رئاسي ووضع دستور جديد للبلاد، من خلال جمعية تأسيسة يتم انتخابها أو تعيينها تضم عددًا من رجال القضاء المشهود لهم بالنزاهة.
قطار الانتخابات الرئاسية ينتظر نتيجة الاستفتاء ليعلن عن إنطلاقه، سواء ما إذا كانت الانتخابات ستتم في موعدها المقترح أم بعد ذلك، إذ يعكف كل مرشح في الوقت الحالي على إعداد برنامجه الانتخابي وتشكيل حملته الانتخابية، والتي يبرز فيها الاعتماد على الشباب بصورة كبيرة.
أبرز الشخصيات التي أعلنت عن نيتها الترشح إلى انتخابات رئاسة الجمهورية عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، والدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير، والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق ووزير الطيران، والسفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق، والدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد، والنائب البرلماني السابق حمدين صباحي، واللواء محمد علي بلال قائد القوات المصرية خلال حرب الخليج، والمستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض.
ورغم أن الوقت لا يزال يسمح بطرح أسماء جديدة على الساحة السياسية، إلا أن غالبية الأسماء المطروحة بدأ عدد كبير منها في تحضير خطة عمله خلال الفترة المقبلة، فعمرو موسى بدأ في الترويج لنفسه في الأوساط الشبابية، حيث عقد لقاءات عدةمع شباب 6 أبريل، وقام بلقاء مع عدد كبير من الشباب في ساقية الصاوي، فضلا عن قيامه بعقد لقاءات مع عدد من المثقفين في مكتبه.
أما الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير فقد بدأت حملته في الترويج له في مختلف محافظات مصر، حيث عقد لقاءات عدة مع الشباب خلال الأسبوعين الماضيين لبحث خطط العمل خلال المرحلة المقبلة، حيث بدأ شباب حملته في إعداد حملات ترويجية له، تبدأ قريبًا من أحد المناطق العشوائية في القاهرة، فيما دشّنوا حملة لجمع 30 الف توقيع ترشّحه الى انتخابات الرئاسة في حال الموافقة على التعديلات الدستورية بصورتها الحالية.
النائب البرلماني السابق حمدين صباحي بدأ حملته الانتخابية برفقة مجموعة من الشباب، الذين بدأوا في جمع توقيعات أيضًا لترشحه إلى انتخابات الرئاسة في حال إقرار التعديلات أيضًا، فيما يعتزمون القيام بالترويج له كمرشح في المحافظات المختلفة خلال الفترة الماضية.
بالنسبة إلى الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق ووزير الطيران فإن ترشحه بات شبه مؤكد، إذ أعلن أمس وسط مئات من انصاره أنه سيرشح نفسه في حال ما إذ كانت رغبة من الشعب في ذلك، حيث بدأ مئات من الشباب في جمع التوقيعات لدعمه وتفويضه للترشح الى انتخابات الرئاسة في أكثر من محافظة.
لا يختلف الحال كثيرًا بالنسبة إلى الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد والسفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق، فكل منهم أعلن عن اعتزامه الترشح من خلال حزبه، الأول من خلال حزب الغد، والثاني من خلال حزب مصر الحرة، الذي يقوم بتأسيسه في الفترة الحالية.
المفاجأة الكبرىكانت في إعلان اللواء محمد علي بلال رئيس قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية عن ترشحه الى انتخابات الرئاسة، حيث أعلن عن اعتزامه الترشح، وبدأ في تأسيس حزب شباب مصر ليترشح من خلاله الى انتخابات الرئاسة، في وقت أعلنت المؤسسة العسكرية أنها لن يكون لها مرشح في انتخابات الرئاسة المقبلة، بينما أعلن أيضًا المستشار هشام البسطويسي اعتزامه الترشح الى انتخابات الرئاسة، فيما لم يكشف بعد عن ما إذا كان سيؤسس حزب أم سيجمع توقيعات من المواطنين للترشح.
من جهته يقول الدكتور سامي السيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة في إفادة لـquot;إيلافquot; إنه بغض النظر عمّا سيفسر عنه الاستفتاء على التعديلات الدستورية فإن مُرشّحي الرئاسة الأبرز حتى الآن هما عمرو موسى ومحمد البرادعي، ويمكن ضمّ الفريق أحمد شفيق إليهم، على اعتبار أن له قاعدة جماهيرية تؤمن بأنه لم يحظ بالفرصة الكاملة في رئاسة الوزراء.
ويشير إلى أن عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية لديه قاعدة جماهيرية في أوساط الجماهير المصرية ذات المستوى التعليمي المتدني والمتوسط، وهي فئة كبيرة، فيما يحظى البرادعي بثقة المثقفين وعدد من رجال السياسة على اعتبار أنه لم يتعامل مع النظام السابق مطلقًا، وهي فئة أقل من الفئة التي يرتكز عليها موسى.
وأشار السيد إلى أن اعتماد مرشحي الرئاسة المحتملين على عدد كبير من من الشباب في حملتهم الانتخابية وتحديد مطالب خاصة بالشباب في البرنامج الانتخابي لتحقيقها سيكون له تأثير كبير، حيث سيكون على عاتق مرشح الرئاسة إنشاء الآلاف من الوحدات السكنية الجديدة وتوفير ملايين فرص العمل للشباب العاطل عن العمل وصرف إعانات بطالة لهم.
فيما اعتبر الخبير الإستراتيجي الدكتور علي صالح أن رفض التعديلات الدستورية سيكون له دور مهم في تحديد هوية الرئيس المقبل، مشيرًا الى أن تصويت المصريين بـquot;لاquot; في الاستفتاء السبت سيخرج العشرات من المرشحين الذين لم نكن نسمع عنهم، ولم يكن لهم وجود على الساحة السياسية من قبل، لافتًا إلى أن طول الفترة الانتقالية سيفتح مجال الاختيار أمام الشعب المصري.
ولفت إلى أنه على الرغم من أن أسماء بارزة سياسيًا عدةمطروحة على الساحة السياسية الآن، إلا أن هذه الأسماء يمكن أن تطرح لها أسماء أخرى أقوى وأكثر بروزًا في الشارع المصري في حال ما إذا استمرت الفترة الانتقالية لمدة عام، بحيث تفتح الباب لتأسيس أحزاب سياسية، ويبرز روساؤها في الأوساط السياسية والإعلامية لتكون وجوهًا جديدة في انتخابات الرئاسة، متوقعًا أن يتقدم أكثر من 40 مرشحًا إلى انتخابات الرئاسة المقبلة في حال رفض التعديلات الدستورية.
التعليقات