دبي: يخوض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح (68 عاما) بحسب محللين معركته الاخيرة بعد ان فقد معظم دعائم حكمه في الجيش ولدى القبائل والمؤسسة الدينية.

وانضم اللواء علي محسن الاحمر الذي يعد من اهم قادة الجيش ومن اعمدة النظام الى المحتجين، تبعه عشرات الضباط في خطوة سبق ان اتخذها وزراء وسفراء ونواب انشقوا عن الحزب الحاكم.

والاحد طالب شيوخ القبائل والعلماء، وهما دعامتا النظام الاساسيتان، الرئيس اليمني الذي يحكم منذ 32 عاما بquot;احترام ارادة الشعبquot; الذي يطالب في شتى مناطق اليمن بتغيير النظام وتنحي الرئيس.

وقال الباحث الفرنسي المتخصص في الشؤون اليمنية فرانك ميرمييه ان صالح quot;يتحصن في معاقله الاخيرة. لقد فقد الشرعية امام شعبه، انه يخوض حربه الاخيرة، انها معركة موت او حياةquot;.

وساهمت المجزرة في ساحة جامعة صنعاء الجمعة حين قتل 52 شخصا من معارضي النظام برصاص مسلحين يشتبه بانهم موالون للنظام، في تسريع الانشقاقات وفي تاجيج حماسة المطالبين باسقاط النظام الذين اطلقوا تحركهم في نهاية كانون الثاني/يناير بمبادرة من الطلاب.

وقال ميرمييه ان هذه المجزرة اظهرت ان صالح quot;فقد الامل ولم يعد يملك اوراقا كثيرة في يدهquot; مشيرا الى ان quot;هذه السياسة القمعية تصعد شبح الحرب الاهليةquot;.

وخسر الرئيس اليمني خصوصا دعم غالبية القبائل التي تمكن من خلالها في السابق من حكم بلاد شديدة التعقيد، وهو قام بذلك بحسب معارضيه عبر المزج بين تكتيكات تستخدم الزبائنية والمحسوبية والفساد.

في المقابل، تبدو المعارضة للمرة الاولى موحدة، خصوصا مع وضع الحراك الجنوبي مطالب الانفصال جانبا ومع التحاق المتمردين الشيعة في الشمال بالحركة الاحتجاجية بقوة، بينما تبدو المعارضة البرلمانية موحدة مع الطلاب الجامعيين الذي يشكلون عصب الحركة المطالبة بالتغيير.

وقال ميرمييه في هذا السياق ان النظام quot;لم يبق لديه غير قوى الامن التي تقودها شخصيا عائلة الرئيس، وهم يقودون اعمال القمعquot;.

من جانبه، قال فارس السقاف رئيس مركز دراسات المستقبل ان quot;لدى اليمن جيشين، الجيش النظامي التابع لوزارة الدفاع، والوحدات الخاصة من حرس جمهوري وحرس خاص وامن مركزي وامن خاص التي تتبع الرئيس مباشرة ويقودها ابناء واقارب الرئيسquot;.

واشار السقاف الى انه quot;بعد مجزرة الجمعة، اصبحت المطالبة بالمحاكمة تتقدم على المطالبة بالرحيل، والتغيير آت لا محالة، ولكن متى وكيف وما هي الفاتورة التي سيدفعها اليمن؟quot;.

وبحسب السقاف، فان quot;السؤال الان هو ماذا بعد علي عبدالله صالح؟quot; مذكرا بان نائب الرئيس quot;ليس لديه قرارquot; وquot;البرلمان منتهية ولايتهquot; فيما quot;البعض يطرح فكرة انشاء مجلس انتقالي يعد لانتخاباتquot;.

ورأى السقاف ان quot;اليمن اقرب الى التجربة المصريةquot; في اشارة الى دور يمكن ان يؤديه الجيش في ارساء الاستقرار، quot;لكنه قد يتحول ايضا الى سيناريو ليبي على اعتبار ان هناك قبائل واسلحةquot;.

واعرب عبدالعزيز الصقر رئيس مركز الخليج للابحاث في دبي عن المخاوف نفسها.

وقال الصقر quot;الاشكالية هي من هو البديل الذي يستطيع ان يحل مكان صالح لكي لا تستغل القاعدة الوضعquot; في اشارة الى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتحصن في اليمن.

كما اشار الصقر الى وجود quot;قلق سعودي واميركيquot; حيال الوضع في اليمن، مع العلم ان البلدين كانا يتمسكان بدعم صالح، خصوصا في مواجهة تنظيم القاعدة.

وقال الصقر quot;انهم متمسكون به (صالح) ليس محبة به ولكن لانه لم يبرز على الساحة البديل الذي يمكن ان يوفر الامن لمجتمعه ويستطيع الوقوف ضد القاعدةquot;.