قوات درع الجزيرة تدخل البحرين- ارشيف

الرياض: عبّر مصدر سعودي quot;مسؤولquot; عن بالغ الاستنكار والاستهجان للتصريح غير المسؤول والصادر مما يسمّى بلجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، التي نعتت السياسة السعودية باللعب بالنار في منطقة الخليج، وطالبت المملكة بسحب قواتها من البحرين.

وقال البيان الذي بثته وكالة الأنباء السعودية إن quot;تجاهل البيان الإيراني عن سابق إرادة وتصميم حقائق التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة وانتهاك سيادتها واستقلالها، ومحاولات إثارة الفتن والقلاقل على أراضيها، في سياسات عدوانية تضرب عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية، ومبادئ حسن الجوار. وآخرها التدخل الإيراني السافر في دولة الكويت الشقيقة بشبكة تآمرية مرتبطة بعناصر رسمية إيرانيةquot;.

وأضاف المصدر أن مروّجي هذه الأكاذيب، نسوا أو تناسوا عمدًا أنه ليس من حق إيران انتهاك سيادة مملكة البحرين، أو إقحام أنفها في شؤونها أو شؤون أي دولة خليجية، أو محاولة مصادرة حق البحرين المشروع في الاستعانة بقوات درع الجزيرة الخليجية، التي تكفلها لها اتفاقات دول مجلس التعاون، وتمنحها الحق في الاستعانة بقوات درع الجزيرة مثلها مثل بقية دول المجلس الأخرى، وذلك لحفظ الأمن والسلام وحماية الشعب البحريني ومكتسباته.

يأتي البيان السعودي بعد ساعات على ما أشارت إليه quot;لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلاميquot; في بيان جاء فيه quot;ان السعودية تدرك أكثر من أي دولة اخرى بأن اللعب بالنار في منطقة الخليجالحساسة ليس لمصلحتهاquot;، داعية المسؤولين السعوديين إلى سحب قوات بلادهم العسكرية من البحرين.

وقالت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي في بيانها الذي صدر الخميس بشأن التطورات في المنطقة، ان على السعودية وبدلاً من أن تتبع سياسات أميركا في المنطقة أن تفكر بمصالحها والعالم الإسلامي وأن تعمل على سحب قواتها من البحرين في إطار إرساء الهدوء والأمن في المنطقة.

واضاف البيان الإيراني أن التطورات الحالية في المنطقة ستغير مسار تاريخها، وستخلق مشاكل اكبر فيها لأميركا وحلفائها، حيث إنهم سيفقدون موقعهم في المنطقة، وذلك رغم حشد إمكانياتهم كافةللحيولة دون ذلك، مؤكدًا أن شعوب المنطقة ستوفر مصالحها.

كما اشار البيان الىان السعودية والإمارات ومن خلال ارسال قواتهما الى البحرين زادتا من تعقيد الموضوع، حيث ان هذا الاجراء يماثل احتلال الكويت من قبل صدام، مع فارق ان احتلال البحرين جاء بموافقة أميركا، لكن هذا الأمر لا يختلف إطلاقًا في طبيعة الموضوع.واضاف ان قضية البحرين على غرار قضية ليبيا، حيث إن الشعب في البحرين يناضل من أجل الحرية والديمقراطية، لذلك فإن من يطرح القضية في البحرين على أساس الطائفية، إنما ينادي بصوت أميركا وبريطانيا.

وتمر العلاقات الخليجية - الإيرانية في أسوء مراحلها منذ الحرب العراقية - الإيرانية التي انتهت بهزيمة طهران في نهاية ثمانينات القرن الماضي.

وتماهت الحرب الإعلامية بين دول الخليج العربي وإيران مع مواقف خليجية جماعية ومنفردة اتسمت بالصلابة ضد السياسة الإيرانية منذ اندلاع الاضطرابات في مملكة البحرين قبل نحو شهرين تقودها المعارضة الشيعية.

واضطرت البحرين إثر تلك الاضطرابات إلى استدعاء قوات درع الجزيرة التي تتمركز أساساً في حفر الباطن (شمال السعودية)، من بينها ألف عسكري سعودي، ونصفهم من الإمارات، وأيضاً من قطر والكويت، فيما انشغلت عمان بأوضاعها الداخلية التي مازالت تعالجها بعدما شهدت بعض محافظاتها تظاهرات واعتصامات تطالب بالإصلاحات.

وتبادلت البحرين وطهران سحب السفراء بين البلدين، إثرما قالت عنه البحرين إنه تدخل سافر في شأن داخلي محض، فيما بدأت الدول الخليجية في مراجعة قوائم وملفات عديدة تختص بشبكات ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بتنفيذ أجندة طهران في المنطقة.

واتهمت البحرين رسمياً حزب الله اللبناني بالتدخل في شؤونها، وطلبت من الحكومة اللبنانية التصرف وفق ما يقتضيه الموقف، وتزامن مع ذلك إيقاف الرحلات بين البلدين، فيما رد حزب الله بأنه يكتفي بالدعم السياسي والمعنوي فقط.

وفي الكويت نسبت صحيفة quot;القبسquot; الكويتية لمصادر مطلعة الجمعة، أن شبكة التجسس الإيرانية، والتي حكم على 3 من أعضائها بالإعدام قبل يومين وهما إيرانيين وكويتي، هي واحدة من أصل ثمان شبكات تجسسية في البلاد، وأن اثنتين من الشبكات مسلحتان، وتدرب عناصرها على التفجيرات.

وقالت المصادر نفسها إن الملحق السياحي في السفارة الإيرانية علي ظهراني، وهو المسؤول الاستخباراتي للحرس الثوري الإيراني في الكويت ومنطقة الخليج، قد غادر البلاد مع 3 دبلوماسيين في شهر ديسمبر/كانون الأولمن العام 2009 بعدما وردت أسماؤهم في التحقيق في قضية شبكة التجسس.

وحذرت المصادر من أن الخطِر في الموضوع هو أن المتهم الأساسي يعمل ضابطاً في الجيش الكويتي، وأن استخبارات الحرس الثوري عملت على تجنيد لبنانيين وسوريين في هذه الشبكات، كما إنها حرصت على تجنيد مجموعات من quot;البدونquot;، وتحديداً بعض الذين يعملون في الجيش أو مؤسسات أمنية حساسة.

ومن المتوقع أن يُطلب من السفارة الإيرانية إبعاد بعض الدبلوماسيين خلال الأسبوع المقبل. وبحسب الصحيفة، فإن شبكة التجسس زرعت أعضاءها في المؤسسة العسكرية، وتحديداً الجيش، حيث وصلوا إلى معلومات دقيقة في أجهزة حاسوب.

وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح قال في وقت سابق إن بلاده استدعت سفيرَها لدى طهران غداة إصدار أحكام بإعدام ثلاثة أشخاص أدينوا بالانتماء إلى شبكة تجسس لمصلحة إيران.

وكان المتهمون في القضية يُحاكمون بتهمة التجسس لمصلحة إيران، ونقلِ معلومات عن الجيشين الكويتي والأميركي المنتشرين في الدولة الخليجية الى الحرس الثوري الإيراني.