أعلنت مصادر مختلفة عن مقتل سوريين وجرح العشرات في quot;جمعة الشهداءquot;، في حين قالت منظمة حقوقية سورية إن قوات الأمن تعتدي على المتظاهرين بينما الشرطة تتفرج.

وأعلنت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا إن أجهزة الآمن اعتقلت عددًا من المتظاهرين في مدينة دوما في ريف دمشق على خلفية المظاهرة التي خرجت الجمعة للمطالبة بالحرية، وللتضامن مع شهداء درعا.

وأكد المحامي محمود مرعي رئيس المنظمة لـquot;ايلافquot; أنه عرف من المعتقلينquot; محمد فليطاني عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، والدكتور عدنان وهبة قيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، اضافة الى حسان عبد المنعم، وحسن فتح الله، وتمام العمر، والشاب علاء محدين، وهو طالب سنة رابعة طب بشريquot;.

ودانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا quot;أسلوب الملاحقة والاعتقال الذي تلجأ اليه السلطات السوريةquot;، كما طالبت بالكفّ عن هذا الأسلوب، والعمل على إطلاق سراح معتقلي الرأي والضميركافة في سوريا.

وكانت وكالة الأنباء السورية quot;ساناquot; قد قالت إنّ quot;مجموعة مسلحةquot; أطلقت النار على مئات كانوا يتجمعون في دوما، مما نتج منه مقتل عدد منهم، وجرح العشرات، من دون أن تحدد عددهم، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول العدد الحقيقي للقتلى والجرحى.

ضرب المتظاهرين والشرطة

في غضون ذلك، نقلت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا عن الدكتور فرحان السباعي في حمص أنهquot; عندما كان يسير يوم الجمعة الماضي عائدا من صلاة الجمعة، وجد التظاهرات في مركز المدينة. ورأى مجموعة من الأمن تهجم على المتظاهرين، ثم رد المتظاهرون عندما يسحب أحدهم لإعتقاله وهكذا.

فتقدم من ضابط في الشرطة برتبة رائد، وطالبه بالتفريق بين الفريقين، فلم يرد عليه، وطالبه بالذهاب الى رتبة أعلى الذي أعاده بدوره إلى الضابط السابق نفسه،وعندما طالبه ثانية صدر من الضابط حركة جعلت الدكتور فريسة لأعداد من الموجودين حوله، وانهالوا عليه ضربًا مبرحًا بالعصي والهراوات، مما جعله يغيب عن الوعي للحظات يستفيق بعدها وهو مضرج بالدماء، فساعده بعض الموجودين لإستعادة وعيه، وذهب إلى الضابط الأعلى، وطالبه بحقه في مقاضاة الضابط الذي أوحى بضربه، فطلب منه أن يراجعه في مكتبه في اليوم التالي لدراسة الموضوع.

واضاف انه ذهب بعدها الدكتور الى أقرب مستشفى للمعالجة، حيث تمت خياطة قطب عدةفي رأسه ومعالجة جروحه الأخرىquot;. وفي اليوم التالي، بحسب المنظمة، quot;ذهب الدكتور السباعي الى قيادة الشرطة في حمص للمطالبة بحقه في مقاضاة الضابط، وبعد تحويله من ضابط إلى آخر من دون جدوى، طلب منه أن يعود في اليوم التالي، وهكذا لأيام عدة من دون جدوىquot;.

ودعمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا الدكتور السباعي في الوصول الى حقه، وطالبت المسؤولين إيلاء الموضوع أقصى الأهمية، ومحاسبة الضابط المذكور مباشرة من دون أدنى تأخير، لأنه لايجوز قطعًا الإعتداء على مواطن من قبل من هو مسؤول عن خدمته وأمنه على أساس ان الشرطة في خدمة الشعب.

نشر أسماء القتلى على فايسبوك

الى ذلك ومحاولة لتعويض quot;تضليلquot; الاعلام السوري الرسمي، نشر أعضاء مجموعة quot;أنا مندســةquot; السوري أسماء عدد من شهداء دوما وكفرسوسة في أحداث quot;جمعة الشهداءquot;، وأكد الأعضاء quot;أنها كل ما وصل إليه من أعضاء الغروب الذين ينتمون إليه من الداخل السوري، كما يضم أسماء نشطاء من خارج سورياquot;.

ومن قتلى دوما في ريف دمشق ابراهيم المبيض قتل برصاص قناص، نعيم المقدم، احمد رجب، فؤاد بلة، محمد علايا. اما من المعتقلين والمصابين فذكر عدنان وهبة، عماد الدين البيسواني، فارس النخال، محيي الدين خوشان، علي وهبة، عمار تيناوي، حسن فتح الله، ومن معتقلي دوما اليوم عدنان طه، حسان منعم، طارق فليطاني، محمد فليطاني، تمام العمر.

أما من معتقلي جامع الرفاعي في منطقة كفرسوسة في وسط دمشق فيذكر راتب المؤيد 21 سنة، عبد الله الأصيل 21 سنة، صهيب محمد العمار، محمد معن شربجي 41 سنة، عبد الرحيم عليان، محمد عودة، أنس جبان، ومن شهداء إنخل في درعا ضياء الشمري.

وقد دعت المجموعة أعضاءها الذين يتجاوز عددهم 1300 مشترك إلى ضرورة تحديث هذه القوائم ونشرها لتعويض التعتيم الإعلامي الذي يمارسه النظام السوري بهدف قمع المظاهرات السلمية بالقوة. من جانبه طالب الصحافي السوري خالد الاختيار بـquot;تنحية المضللين الإعلاميين في الإعلام السوري الرسمي ورؤوس طاقم الإعلام الإخباري الرسميquot;.

وقال quot;ان السوريين، وبينهم شهداء اليوم، هم من دفعوا ويدفعون من جيوبهم وضرائبهم رواتب هؤلاء المضللين ليستخدموها في بث الأنباء الكاذبة، والبروباغاندا الوقحة، والتعتيم على الحقائق، والإمعان في الفساد المالي والإداري والمحسوبيةquot;.

وبرأي الاختيار quot;هؤلاء المضللون الإعلاميون، وعلى رأسهم وزير الاعلام، هم من يساهمون في التغطية على جرائم إطلاق النار على المتظاهرين السوريين المدنيين، ويتسترون إعلامياً على الفاسدين الذين يسرقون قوت الناس باحتكارتهم التجارية والصناعية، وسرقاتهم الموصوفة ليل نهار، ويستخدمون الوشاية الأمنية لسجن الصحافيين وملاحقتهم أمنياً والتضييق عليهم في معاشهم وعملهمquot;.

ودعا جميعالصحافيين العاملين في الإعلام الرسمي الحكومي إلى الامتناع عن نشر الأنباء الكاذبة وذات البعد الطائفي التي يروج لها مسؤولوهم. أما الصحافي السوري خالد سميسم فقال إنه يشعر المتابع للاعلام السوري الرسمي وجود أزمة ثقة بين هذا الاعلام وجمهوره، وتحت اسم quot; الاعلام الرسمي ..الله لا يعطيك العافيةquot; اعتبر أن رئيسة تحرير جريدة تشرين الحكومية سجلت موقفًا، حيث اعترفت بتضليل الاعلام الرسمي، وكذلك غابت عن افتتاحيتها اليومية في الجريدة، لافتا الى انها من درعا، ولفت سميسم الى أداء الاعلام الرسمي الذي مرة يقول له الناسquot;الله يعطيك العافيةquot; ومرات يقولون لهم quot;الله لا يعطيك العافيةquot;.

إعتصام برلين أمام السفارة السورية

بدوره إعتبر مزكين ميقري عضو اللجنة السياسية لتنظيم أوروبا لحزب يكيتي في سوريا في تصريح خاص لـquot;ايلاف quot; أنّ الاعتصام أمام السفارة السورية في برلين الذي جرى اليوم بالتزامن مع الدعوة الى quot;جمعة الشهداءquot; داخل سوريا، quot;كان جيدا جداquot;، لكنه اعتبر أن quot;ما كان ينقصه هو التغطية الاعلامية الجيدة، حيث اقتصر الحضور على التلفزيون الألماني وبعض الصحافيين الألمانquot;. وطالب ميقري من وسائل الاعلام الاهتمام بالحدث السوري وما يتعلق به وسط حالة التعتيم التي تمارسها السلطات حول ما يجري.