بات في حكم المؤكد أن يتفاعل التشنج الحاصل بين السلطات الأردنية وإخوان الأردن، على خلفيّة دعم الأخيرة لاحتجاجات واعتصامات تدعو للإصلاح ومحاكمة الفساد، إلا أن التطور الأهم هو نجاة مقر للقادة الإسلاميين في عمان من التدمير بحزام ناسف.


زكي بني إرشيد

عامر الحنتولي، وكالات: قالت السلطات الأمنية الأردنية اليوم إنها تمكنت من إبعاد شخص هدد العاملين في مقر حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني ndash; الذراع السياسية لجماعة الأخوان المسلمين في الأردن- بأنه يرتدي حزاما ناسفا، وينوي تفجير مقر الحزب الكائن في منطقة حيوية قريبة جدا من قلب العاصمة الأردنية، قبل أن يتبيّن أنه حزام ناسف مزيّف، ولاصحة لإحتوائه على كمية من المتفجرات.

إلا أن القيادي في الحزب زكي بني إرشيد رئيس الدائرة السياسية قال لـquot;إيلافquot; إن قادة الحزب لا يثقون أبدا بالرواية الأمنية، ويحب أن تستكمل التحقيقات، وطالب ببيان رسمي في هذا الإطار، وعدم الإدلاء بتصريحات إرتجالية مرتبكة.

ووفقا للقيادي بني إرشيد فإن محاولة نسف مقر الحزب في عمان اليوم، هي رسالة إرهابية تصر أحد مراكز القوى الأردنية على بعثها عبر ظاهرة البلطجية، التي ظهرت بكثافة مع جموع المحتجين والمعتصمين من الشباب الأردني الذين يريدون إصلاحات سياسية فورية، ومحاكمة الفساد والمفسدين وفق آليات واضحة، ومفهومة، وأن البلطجة رافقت جميع المسيرات، الأمر الذي أدى الى مقتل أحد المعتصمين، ووقوع مئات الجرحى جراء قيام البلطجية بضربهم، والإعتداء عليهم، دون أن تحرك السلطات الأمنية أيّ ساكن، وهو الأمر الذي يضع علامات إستفهام، حول مرجعية هؤلاء البلطجية، وأهدافهم.

وطالب بني إرشيد عبر quot;إيلافquot; رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت بأن يتوقف عن حملة التحريض ضد الحركة الإسلامية في الأردن، والإبتعاد عن مهاجمة الحركة في تصريحاته ولقاءاته، لأن من شأن هذا التحريض أن يبعث برسالة خاطئة الى البعض، خصوصا وأن الحركة الإسلامية الأردنية تعمل في العلن، وتتخذ قراراتها وفقا للصالح العام، وأنها تعلن مساندتها لجميع أشكال الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح السياسي، وأيضا المطالب المتعلقة بالتصدي لظاهرة الفساد، ومحاكمة الفاسدين الذين سرقوا أموال الشعب الأردني.

وكانت قيادات حزب جبهة العمل الإسلامي قد رفضت المشاركة في الإنتخابات الأردنية الأخيرة التي جرت وفقا لقانون إنتخاب موقت ترفضه الحركة الإسلامية، كما رفضت المشاركة في حكومة معروف البخيت، قبل أن تعود وترفض المشاركة في لجنة الحوار الوطني الخاصة بالإتفاق على نوع وشكل الإصلاحات السياسية التي أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن مساندته لها.

وكانت الشرطة الاردنية اعلنت في وقت سابق اليوم ان الرجل الذي اقتحم مقر حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة في الاردن مدعيا انه يرتدي حزاما ناسفا لم يكن يحمل متفجرات وكان quot;تحت حالة سكرquot;.

وقال بيان لمديرية الامن العام quot;بعد فحص الحزام الذي كان يرتديه تبين انه عبارة عن قطعة خشبية ملونة مربوطة ببطاريات جافة غير صالحة للاستعمال ولا يحمل أي مادة متفجرةquot;.واشار البيان الى ان quot;التحقيق جار معهquot;.

واوضح البيان quot;ظهر هذا اليوم وبناء على اتصال هاتفي ورد من أحد الاشخاص في مقر جبهة العمل الاسلامي الكائن في العبدلي (وسط عمان) بان هناك مواطنا قام بالدخول الى مقر الجبهة مهددا بتفجير المكانquot;.

واضاف quot;على الفور تحركت مجموعات من الشرطة بقيادة قائد أمن إقليم العاصمة ومدير شرطة وسط عمان ومجموعات من المختبر الجنائي وخبراء في المتفجرات حيث تم اخلاء الموقع كاملا وجرى التفاوض مع هذا الشخص وخلال نصف ساعة تم ضبطهquot;.

وكان مراد العضايلة عضو المكتب التنفيذي في حزب جبهة العمل صرح في وقت سابق بان رجلا يدعي حيازة حزام ناسف اقتحم مقر الحزب.

وقال العضاية quot;كنا نصلي الظهر في مقر الحزب عندما سمعنا احد الاشخاص يصرخ: اريد حمزة اريد حمزةquot;، في اشارة الى الشيخ حمزة منصور امين عام الحزب.

واضاف quot;بمجرد ان انتهت الصلاة سألناه ماذا تريد؟ فاجاب: اريد حمزة منصور وانا ارتدي المتفجراتquot;.

وتابع العضايلة quot;قال لنا انتم تتكلمون عن الملك فقلنا له اننا نتكلم ضد الفسادquot;، مشيرا الى انه quot;ذكر ان اسمه عبدالوهاب وطلب ان تأتي قناة الحقيقة الدولية (قناة فضائية اردنية) لتصورهquot;.

وقال quot;طلبنا الشرطة التي اتت وتعاملت معه كما أتى خبراء المتفجرات واخرجوه من مقر الحزب الذي تم اخلاؤهquot;. واضاف ان quot;الشكل يوحي انه حزام ويحمل بيده ما يشبه الصاعق المتفجر ولكن لا اعلم ان كان ذلك حقيقيا ام لا. هذا ما يفترض ان تؤكده الشرطةquot;.