وسط أنباء تتحدث عن أن الدوحة تسعى إلى اقتراح فكرة أن يتم تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، يطرح السؤال حول من هو الأوفر حظا للفوز بمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية المصري مصطفى الفقي أم القطري عبدالرحمن العطية وذلك خلفا لعمرو موسى الذي تنتهي ولايته منتصف ايار- مايو.


بعد اعلان قطر عن ترشيح الامين العام السابق لدول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية لمنصب الامين العام لجامعة الدول العربية خلفا للامين الحالي للجامعة عمرو موسى الذي تنتهي ولايته منتصف ايار- مايو المقبل، وما تبعه من اعلان مصر عن نيتها لترشيح الدبلوماسي والبرلماني السابق الدكتور مصطفى الفقي للمنصب نفسهيبدو أن الصراع سيكون محتدما بين الدولتين مصر وقطر ليس فقط للحصول على هذا المنصب الذي لم يخرج عن احتكار المصريين إلا في الفترة الممتدة من 1979 الى 1990 - بعد القطيعة العربية لمصر جراء توقيع القاهرة لمعاهدة السلام مع تل أبيب، الأمر الذي أدى الى انتقال مقر الجامعة الى تونس وتولي التونسي الشاذلي القليبي المنصب- انما بسبب سعي قطر الحثيث لتولي الريادة العربية والامساك بدفة القيادة خلال الفترة المقبلة وهو ما يتضح من خلال مشاركتها العسكرية مع قوات التحالف لفرض حظر الطيران ضد نظام القذافي في ليبيا، واستضافة اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا، فضلا عن قيامها بتحركات سياسية ودبلوماسية في العديد من القضايا العربية. وهو ما قد يصطدم بـ quot;مصر الجديدةquot; بعد ثورة 25 يناير التي ستحاول ان تستعيد مكانتها وريادتها للدول العربية من جديد وذلك بعد 30 عاما من تراجع الدور والمكانة المصرية على مختلف المستويات العربية والافريقية والعالمية.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن من هو الأوفر حظا للفوز بمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية المصري مصطفى الفقي أم القطري عبدالرحمن العطية؟!

مصر قامت بترشيح مصطفى الفقي وفقا لما أكده وزير الخارجية المصري نبيل العربي انطلاقا من ثقتها في كفاءة الفقي لشغل هذا المنصب كمفكر قومي معروف، وانطلاقا من خبراته السابقة كمساعد أول لوزير الخارجية للشؤون العربية، ومندوبا في الجامعة ثم نائبا لرئيس البرلمان العربي. وأضاف العربي أن تاريخ الفقي يجعله quot;المرشح الأنسبquot; لشغل المنصب، معبرا عن أمله في حدوث توافق عربي على ترشحه.

وفي المقابل قالت مصادر إن قطر رشحت عبدالرحمن العطية لهذا المنصب، في ظل التطورات السريعة والمتلاحقة التي يمر بها العالم العربي بغرض إيجاد فكر جديد لإدارة الجامعة العربية وعملها، وتقول قطر إن مرشحها له تجربة كبيرة في إدارة دفة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي يشكل رطنا مهماً في العمل العربي المشترك.

وأضافت المصادر أن هناك مؤشرات بأن الدوحة تسعى إلى اقتراح فكرة أن يتم تدوير منصب الأمين العام للجامعة، معتبرة أن ذلك يعطي العمل العربي المشترك فعالية وديناميكية وضمان المشاركة الفعلية لجميع الدول العربية.

وعلى العكس اعتبرت مصادر أخرى أن تقدم قطر بمرشح لشغل منصب الأمين العام للجامعة يخالف الاتجاه العام العربي الذي يساند مصر في الاحتفاظ بالمنصب والذي تم التأكيد عليه مؤخرا في ظل الدعم العربي لمصر في ظل الظروف الحالية. لافتة الى أنه حتى لو أصرت قطر على عدم سحب مرشحها للجامعة العربية فإن ذلك لن يقلل من فرص المرشح المصري الذي يحظى بإجماع عربي بشرط ألا يكون أحد رموز نظام مبارك الذي أسقطته ثورة 25 يناير.

ترشيح مصر لمصطفى الفقي يصب في مصلحة عبدالرحمن العطية لأن الفقي يتعرض لإنتقادات عربية وداخلية كبيرة كما أنه لا يحظى بقاعدة شعبية في مصر حاليا فهو محسوب على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك حيث شغل عدة مناصب حيوية في عهد مبارك آخرها رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى المصري.

وخير دليل على غياب شعبية الفقي ما قام به شباب الثورة في ميدان التحرير في العاشر من شباط- فبراير الماضي تجاهه حيث قاموا بطرده من الميدان بعد أن حاول زيارتهم عقب استقالته من الحزب الوطني، وتعالت الأصوات بخروج الفقي من الميدان حيث اعتبره المتظاهرون ضمن أحد رموز النظام.

وتذكر الشباب أقوال الفقي عن الرئيس المخلوع مبارك وعن آرائه المؤيدة له حينما أعلن في وقت سابق دعمه للرئيس مبارك في الانتخابات وقال وقتها quot;يبقى قليل الأدب اللي يترشح ضد الرئيس مبارك لحكم مصرquot;، وهو ما دفع الفقي إلى مغادرة الميدان في حماية الجيش وسط تهليل من الشباب وهتافات بسقوط النظام ورموزه.

وذكر الفقي سابقا أنه قدم استقالته من الحزب الوطني بعدما شاهد ما فعلته ثورة الشباب في 25 يناير، قائلا إنه quot;منذ هذه اللحظة لم تعد له علاقة بالحزب الوطني وأنه سينذر نفسه مفكرا مستقلا حرا يستمع لآراء الشبابquot;.

وعلى المستوى العربي قد لا يلقى ترشيح الفقي قبولا واجماعا عربيا كونه أحد رموز النظام السياسي المصري السابق وفي ظل عدم رضا شباب الثورة عن ترشيحه لتولي المنصب. ولهذا يرى البعض أنه إن لم ترشح مصر شخصية أخرى بدلا من الفقي quot;على أن تكون غير محسوبة على النظام السابق.. وذات ثقل في أوساط الشعب المصريquot; فإنها ستفقد منصب الأمين العام للجامعة وسيؤول المنصب للقطري العطية.

ويذهب البعض الآخر الى القول إنه رغم التاريخ السياسي الكبير الذي يمتلكه كل من الفقي والعطية إلا أن أيّا منهما لا يمكنه قيادة الجامعة في المرحلة العصيبة المقبلة، مشيرين الى أن الجامعة تحتاج الى رجل أقوى بكثير من مصطفى الفقي أو عبدالرحمن العطية، ومطالبين الدول العربية بعدم الموافقة على تولي أي من الرجلين لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية.

مصطفى الفقي

ولد في مركز المحمودية في محافظة البحيرة في ايلو- سبتمبر 1944. درس في مدارس دمنهور الاعدادية والثانوية. حصل على بكالوريوس كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة عام 1966. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1977. ثم التحق بالسلك الدبلوماسي فعمل في سفارتي مصر في بريطانيا والهند. وكان أمين عام المجلس الاستشاري للسياسة الخارجية.

وأمين معهد الدراسات الدبلوماسية وسفير مصر في جمهورية النمسا وسفير غير مقيم في جمهورية سلوفاكيا وسلوفينيا ومندوب مصر في المنظمات الدولية في فيينا.

عمل سكرتيرا للرئيس السابق محمد حسني مبارك للمعلومات بين عامي 1985 ،1992. وقام بالتدريس في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وأشرف على عدد من الرسائل العلمية. وهو أحد المتحدثين في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي الدولي في quot;دافوس quot; في سويسرا في يناير سنة 1995.

كان عضو مجلس الشعب عن انتخابات سنة 2005 عن دائرة دمنهور وقد أعلن سقوطه في بادئ الأمر ثم أعلن فوزه بعد ذلك، وثار لغط كبير بسبب شهادة المستشارة نهي الزيني التي أيدها نادي القضاة و137 قاضيا بأن إجمالي عدد الأصوات كان لصالح منافسه الدكتور جمال حشمت المرشح عن جماعة الاخوان المسلمين. وعمل الفقي كنائب لرئيس البرلمان العربي، ورئيسا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى المصري حتى تم حل المجلس بعد ثورة 25 يناير. والفقي هو عضو سابق في الحزب الوطني الديمقراطي واستقال يوم 05/02/2011 إثر الثورة.

عبدالرحمن العطية

ولد في الدوحة في 15 ابريل 1950. حصل على بكالوريوس علوم سياسية وجغرافيا من جامعة ميامي / فلوريدا - الولايات المتحدة الأميركية في يوليو 1972. متزوج وله ولدان واربع بنات، يشغل حاليا منصب وزير دولة في الحكومة القطرية، كان يشغل منصب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ الرابع من أبريل 2002 ndash; الى 1 أبريل 2011. عمل كعضو وفد دولة قطر إلى اجتماعات مجلس الجامعة العربية من 1972 إلى 2001. وعضو وفد قطر لدورات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك من الدورة الثامنة والعشرين حتى السادسة والخمسين.