بيروت: اتهمت شخصيات سياسية وحزبية لبنانية تنتمي الى فريق رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري السبت السفير السوري علي عبد الكريم علي بتوجيه quot;تهديدات مبطنةquot; الى لبنان وquot;بالتدخل في الشان اللبنانيquot;.

وقال الامين العام لقوى 14 آذار (الحريري وحلفاؤه) فارس سعيد في تصريح لوكالة فرانس برس ان quot;حديث السفير السوري لا يشكل تدخلا فقط في الشان اللبناني، بل يمثل تهديدا مبطنا من قبل السفارة السورية في بيروتquot;.

واضاف ان quot;النظام السوري يريد ان يقول للمجتمع الدولي بانه قادر على تفجير الوضع في لبنان اذا كانت هناك رغبة في اضعافهquot;.

وكان سعيد يشير الى المؤتمر الصحافي الذي عقده عبد الكريم علي الجمعة في بيروت وحذر فيه من ان quot;اي اذى يصيب سوريا يصيب لبنان بالقدر نفسه، واحيانا اكثرquot;.

وجاء ذلك بعدما جدد السفير السوري دعوته quot;الجهات الرسمية (اللبنانية) الى تقصي الحقائقquot; حول quot;اعترافاتquot; لاشخاص بثها التلفزيون السوري الاربعاء وقال ان اصحابها ينتمون الى quot;خلية ارهابية حرضت على التظاهرquot; في سوريا.

وذكر هؤلاء انهم تلقوا دعما من النائب اللبناني جمال الجراح، المنتمي الى تيار المستقبل بزعامة الحريري، وهو ما نفاه الجراح وتيار الحريري في اكثر من مناسبة.

وقال سعيد ان quot;اكبر حماقة ترتكبها سوريا من بعد تصريحات سفيرها هي ان تتسبب بوقوع حوادث امنية في لبنانquot;.

وشدد على ان quot;اي حدث امني في لبنان من بعد تصريحات السفير السوري سنربطه فورا بالتدخل السوريquot;.

بدوره قال عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل بزعامة الحريري النائب السابق مصطفى علوش quot;لا داعي للتهديد بهذا الواقعquot;.

واوضح لفرانس برس ان quot;لبنان حريص دائما على امن سوريا لان امنها من امن لبنان، لكن ان نتعرض للتهديد بهذه الطريقة، فهذا امر غير مقبولquot;.

ودعا النائب المنتمي الى تيار المستقبل عمار حوري quot;الجانب السوري الى ان يسلم ما لديه من خلال وزارة العدل السورية الى وزارة العدل اللبنانية حتى يبنى على الشيء مقتضاهquot;.

وقال لفرانس برس quot;على السفير السوري ان يتبع القنوات الدبلوماسية (...) ونحن نرفض اي تدخل في الشؤون اللبنانية من اي بلد اتىquot;.

وتشهد سوريا موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة في مناطق عدة من البلاد منذ 15 اذار/مارس، للمطالبة باصلاحات واطلاق الحريات العامة والغاء قانون الطوارىء ومكافحة الفساد، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى.

ونشرت سوريا قوات عسكرية في لبنان بين العامين 1976 و2005، ومارست خلال هذه الفترة ولا سيما العقد الاخير منها، نفوذا واسعا في الحياة السياسية اللبنانية. وينقسم اللبنانيون بين مؤيد لها ومعارض.