السفير السوري لدى لندن سامي خيامي |
أثارت دعوة شخصيات عربية أبرزها ولي عهد البحرين والسفير السوري لدى لندن لحضور الزواج الملكي موجة غضب شعبية وبرلمانية في بريطانيا بينما تحجب الدعوة عن بعض أبرز أبنائها ومنهم توني بلير وغوردون براون.
اعتذر ولي عهد البحرين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، عن عدم قبوله الدعوة لحضور مراسم زواج الأمير وليام وكايت ميدلتون الجمعة بسبب الأحداث في بلاده. وبعد الإعلان عن أن السفير السوري سيمثل الرئيس بشار الأسد، أعلن وزير الخارجية البريطاني سحب دعوته احتجاجا على مقتل مئات السوريين بيد نظام دمشق.
على أن كل هذا لم يفلح في اجتثاث الغضب الشعبي والبرلماني البريطاني من توجيه الدعوة الى ممثلي الأنظمة العربية في المقام الأول. ولهذا الغضب عدة أسباب: أبرزها أن الثورات العربية ألقت ضوءا ساطعا وفجائيا على ما تواجهه مساعي الشعوب الى الإصلاح والحرية.
ومن هذه الأسباب ما يقوله البريطانيون من أنهم laquo;يهدرونraquo; موارد مالية هائلة بالتورط مجددا في حرب خارجية مكلفة (ليبيا) بينما هم يعانون laquo;شظف العيشraquo; بسبب العجز المؤلم في ميزانية البلاد وظروفها الاقتصادية المزرية عموما.
وهناك أيضا امتناع القصر عن دعوة رئيسي الوزراء العمالييْن السابقين توني بلير وغوردون براون الى الزواج - رغم توجيهها الى المحافظيْن مارغريت ثاتشر وجون ميجر - من دون أسباب مقنعة.
فرسميا يقول باكينغهام إن بلير وبراون - على عكس ثاتشر وميجر - لا يتمتعان بعضوية فرقة الفرسان التي تجبر القصر، دستوريا، على دعوتهما. لكن قيل إن كاميلا باركر - بولز، عقيلة الأمير تشارلز، هي التي شطبت اسمي بلير وبراون من قائمة المدعوين عقابا لهما على الانحياز للأميرة الراحلة ديانا ومعارضتهما الضمنية لزواج تشارلز منها.
وحاول بلير التقليل من شأن هذا الأمر المحرج فقال في تصريحات للتلفزيون الكولومبي نقلتها فضائية laquo;سكاي نيوزraquo; الإخبارية: laquo;أتمنى للزوجين الملكيين كل السعادة. واعتقد ان من المعقول أن الدعوات وجهت الى أناس من مختلف أوجه الحياة ولا تقتصر على الساسة. عدم دعوتي شخصيا ليس شيئا مهماraquo;.
وكانت وسائل الإعلام البريطانية المرئية والمسموعة والمقروءة قد شنت حملة ضارية على توجيه الدعوة لولي عهد البحرين، لكن ولي العهد نفسه استبق أي قرار بسحب الدعوة منه فبادر باعتذاره عن عدم الحضور.
وكانت هذه الضغوط نفسها وراء قرار وزير الخارجية سحب الدعوة من السفير السوري الدكتور سامي خيامي صباح الخميس، قبل أقل من 24 ساعة، من بدء مراسم الزواج الملكي. وقال هيغ في بيان قصير له قبيل الظهيرة إن حضور السفير السوري الزواج الملكي laquo;غير مقبول بالنظر الى العنف الدموي الذي يستخدمه نظام بلاده ضد الشعب السوريraquo;. وأضاف أن القرار اتخذ بالاتفاق مع قصر باكينغهام.
وفي وقت لاحق قال 10 داونينغ ستريت إن رئيس الوزراء مسرور لأن بريطانيا تفادت الحرج الذي كان سيسببه حضور السفير السوري الزواج الملكي. وسارع معلقون سياسيون الى التساؤل عن السبب في سحب الدعوة من الدكتور خيامي بينما ترحب به البلاد سفيرا لنظام الأسد في بريطانيا. وذهب البعض الى حد القول إن هذا ربما كان مقدمة لحرب دبلوماسية قد تصل الى حد قطع العلاقات بين البلدين.
وتأتي كل هذه التطورات لتضع زواج وليام وكايت في غمار غليان سياسي ذي أبعاد دولية هائلة، وهذا مع ان الزواج نفسه مناسبة عائلية خاصة ولا يعتبر من مناسبات الدولة الرسمية.
التعليقات