بوستر يدعو لإحياء ذكرى النكبة

استحوذ إحياء يوم النكبة الفلسطينية اليوم الأحد، على اهتمام الرأي العام الإسرائيلي، حيث أبرزت التحليلات والمقالات في الصحف الإسرائيلية مدى القلق والترقب الشديد الذي ينتاب المسؤولين الإسرائيليين السياسيين والعسكريين منهم، إزاء الاستعدادات الفلسطينية لإحياء ذكرى النكبة الـ63، مؤكدة أن الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفعت حالة التأهب القصوى والعسكرية لمواجهة أي طارئ خلال إحياء الفلسطينيين ذكرى النكبة في 15 أيار/مايو.



يحيي الفلسطينيون اليوم الأحد الذكرى الـ63 للنكبة الفلسطينية، وسط مخاوف إسرائيلية من نشوب مواجهات ومظاهرات حاشدة بين قوات الأمن الإسرائيلي والفلسطينيين، وفي هذه المناسبة ركزت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية استعداداتها لمواجهة أي طارئ قد ينشب في أعقاب الدعوات لانتفاضة ثالثة عبر المواقع الاجتماعية كـquot;الفيس بوكquot; وquot;تويترquot; وغيرها.

وقد أعلن الجيش والشرطة رفع حالة التأهب القصوى في صفوفهما ابتداءا من أول أمس الجمعة، بزعم مواجهة تنظيم الفلسطينيين احتجاجات كبيرة في يوم ذكرى النكبة الفلسطينية الذي يصادف اليوم الأحد.
وقام الجيش الإسرائيلي بنشر قوات كبيرة في أنحاء الضفة الغربية بعد تقييمات أجرتها قيادة الجيش استعدادا لنشاطات فلسطينية في يوم النكبة، إلى جانب قيامة برفع حالة الاستنفار على طول الشريط الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة وخصوصا عند معبر quot;إيرزquot; في شمال القطاع في أعقاب الإعلان عن مسيرة ستتجه من داخل القطاع باتجاه المعبر في ذكرى النكبة، والحدود الشمالية مع لبنان، وفي منطقة المثلث وسط إسرائيل والملاصقة للخط الأخضر.

غانتس يصدر تعليمات باتخاذ إجراءات مشددة
ذكر موقع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس قد أصدر تعليماته إلى قادة تشكيلات الضفة الغربية، باتخاذ كافة الاستعدادات والتدابير الأمنية اللازمة، لمواجهة أي تصعيد محتمل من قبل الفلسطينيين خلال فعاليات إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية اليوم الأحد.
فيما نقلت صحيفة quot;معاريفquot; عن قائد لواء quot;أفرايمquot; آفي جيل أنه بدأ إعداد القوات الميدانية لمواجهة ما وصفه بسيناريو انتفاضة ثالثة، الذي أشار في تصريحات له أن الأجهزة الأمنية في السلطة الوطنية الفلسطينية ستعالج أي مواقف محتملة داخل الأراضي التي تتبع مسؤوليتها الأمنية.

quot;يديعوت احرنوتquot;: الفلسطينيون يستعدون لإشعال الانتفاضة الثالثة في ذكرى النكبة
صحيفة quot;يديعوت احرنوتquot; ومن خلال متابعتها لاستعدادات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أشارت من خلال العديد من التحليلات والإخبار أن الجيش وأجهزة الأمن أعلنت حالة التأهب القصوى والعسكرية لمواجهة أي طارئ خلال إحياء الفلسطينيين ذكرى يوم النكبة اليوم الأحد، موضحة أن ثمة دعوات فلسطينية على شبكات التواصل الاجتماعي وموقع quot;فيس بوكquot; لإشعال انتفاضة ثالثة في وجه إسرائيل في ذكرى يوم النكبة.

ونوهت إلى أن الجيش الإسرائيلي أجرى مناقشات حول تقديرات الأوضاع والأحداث المتوقعة، قرر زيادة عدد قواته في الضفة الغربية، وعدد من الكتائب النظامية ستنضم إلى الوحدات الموجودة، في إطار التأهب لإمكانية أن تتحول الفعاليات الفلسطينية لأحداث عنف نتيجة الاحتكاك مع قوات الجيش والمستوطنين.
وأن الجيش يستعد لاحتمالات قيام مظاهرات سلمية وحتى عنيفة في ظل استخلاص العبر من الثورات العربية، واتفاق المصالحة بين حركتي quot;فتحquot; وquot;حماسquot;.

quot;معاريفquot;: إحياء النكبة لحظة الحقيقة
صحيفة quot;معاريفquot; كتب تقول أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة قامت بالاستعدادات لمواجهة أي احتمال، وخصوصا في الضفة الغربية وداخل إسرائيل وعلى الحدود الشمالية، خشية حصول اضطرابات مع إحياء يوم النكبة، وان ثمة تقديرات تشير إلى إمكانية اندلاع مواجهات وسلسلة نشاطات احتجاجية من قبل الفلسطينيين و quot;عرب إسرائيلquot;.

ونقلت عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية أن تقوم جهات فلسطينية بتشجيع موجة الاحتجاجات متأثرة من الثورات في الدول العربية، وتطبيق النموذج ذاته في إسرائيل.

المستوطنون يخططون ليوم نكبة
في المقابل يستعد المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية ليوم نكبة خاص بهم، إذ بدا المجلس الإقليمي للمستوطنات (مجلس السامرة) بحملة واسعة النطاق وزع فيها أعلام إسرائيل. ومن المتوقع أن يقوم نشطاءه اليوم الأحد بتوسيع الحملة حيث سيقف المستوطنون في المفترقات المركزية في شوارع إسرائيل وسيوزعون هناك أيضا إعلام إسرائيل.

وقالت وسائل الأعلام الإسرائيلية أمس السبت أن رئيس المجلس الإقليمي quot;السامرةquot; جيرشون مسيكا، قام يوم الخميس بتوزيع وتعميم على المستوطنين في الضفة الغربية دعاهم إلى رفع الأعلام الإسرائيلية على سياراتهم ومنازلهم كخطوة احتجاجية.

مسيرة عودة إلى الجدار الفاصل مع لبنان
أمس السبت قامت حركة quot;أبناء البلدquot; بتوزيع مناشير دعت فيه فلسطيني الـ48 إلى المشاركة مسيرة العودة لإحياء النكبة الفلسطينية إلى منطقة الجدار الفاصل بين إسرائيل ولبنان. حيث ستجري سلسلة مظاهرات الفلسطينية في عدة نقاط على طول الحدود مع إسرائيل، وخصوصا في منطقة مارون ألراس، بوابة فاطمة ورأس الناقورة.
وقال عدد من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين في تصريحات لوسائل الأعلام الإسرائيلية أنه بسبب الوضع الحساس في هذه الفترة، فإنه من الصعب التأهب بشكل دقيق، ومعرفة أين ستذهب الأحداث، لذلك شملت التجهيزات عدة سيناريوهات، مضيفة المصادر نفسها quot;نحن لا نريد أن نفاجأ، ولكن نريد أن نكون جاهزين لكافة الاحتمالات، الضفة شهدت في الفترة الأخيرة هدوء، ولكن الوضع من الممكن أن يتغيرquot;.

وان الجيش يعتزم رفع حالة التأهب اليوم الأحد عند حدوده مع لبنان وسوريا والأردن ومصر في أعقاب دعوات في هذه الدول إلى تسيير مظاهرات احتجاجية باتجاه الحدود الإسرائيلية في يوم النكبة.
فيما أعلن الجيش أمس السبت فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية اعتبارا من منتصف ليلة السبت/الأحد
ووفق ما أورده موقع صحيفة quot;معاريفquot; الالكتروني ، مشيرا إلى أن اليوم الأحد يمثل قلقا كبيرا لإسرائيل.

quot;هآرتسquot;: انتقادات واسعة للسلطة الوطنية
بدوره قال موقع صحيفة quot;هآرتسquot; أن إسرائيل وجهت انتقادات شديدة اللهجة لقيادة السلطة الوطنية الفلسطينية لمساحها بنشر مطبوعات وملصقات في مدن الضفة الغربية تؤكد على حق العودة إلى أراضي 48 في ذكرى النكبة.

مشيرا إلى أن آلاف الملصقات شوهدت في مدينة رام الله ومدن أخرى أصدرتها دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية وفتح تدعو إلى عودة اللاجئين إلى ديارهم في ذكرى النكبة، واتهمت السلطة إتباع خطاب مزدوج فيما يتحدث عباس عن السلام باستمرار إلا أن الخطاب الداخلي له ولمنظمة التحرير والتعبئة الفكرية تناقض توجهات السلام وتدعو إلى عودة اللاجئين إلى ديارهم.

تحذيرات من افتعال مواجهات مع فلسطيني الـ48
النائب العربي في الكنيست عفو إغبارية (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) حذّر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاك أهرونوفيتش من مغبّة افتعال مواجهات مع فلسطيني الـ48 في الذكرى الـ63 للنكبة
الفلسطينية، من قبل رجال الشرطة وأجهزة الأمن يوم إحياء الذكرى الـ63 للنكبة وتهجير المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم وهدم قراهم.

وأكد اغبارية أن التصريحات الصادرة عن المسؤولين الحكوميين التي تشير إلى تكثيف التواجد الأمني على المفترقات الرئيسية وفي مداخل المدن والقرى العربية، هي خطوة استفزازية من شانها أن تشعل فتيل المواجهات بين المواطنين وأجهزة الشرطة، وعليه على وزارة الأمن الداخلي أن تبتعد عن اللعب بالنار والكفّ عن ممارساتها التحريضية.

وذكر اغبارية اهرنوفيتش إن الشرطة الإسرائيلية زرعت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي وحدات المستعربين في أم الفحم، وقامت بالاعتداء على المواطنين الفحماويين، وإن وجود عصابات كهذه في قرانا هو أمر مرفوض لنا ونطالب بحلّ هذه الوحدات، وعلى الشرطة أن تحمي الناس لأن هذا هو واجبها الذي وجدت من أجله، وعدم استعمالها كسوط في أيدي السلطة الحاكمة وأعداء الديمقراطية لتعذيب وقمع مواطني الدولة العرب.

الآلاف يتجهون من المناطق اللبنانية الى الحدود مع اسرائيل

توجه الاف من اللاجئين الفلسطينيين من مناطق مختلفة قبل ظهر الاحد الى منطقة مارون الراس الحدودية مع اسرائيل في جنوب لبنان، بحسب ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس، في مسيرة quot;العودة الى فلسطينquot; في الذكرى الثالثة والستين للنكبة.

من مدينة صور (85 كلم جنوب بيروت)، انطلقت عشرات الحافلات محملة بالاف الاشخاص من سكان المخيمات الفلسطينية في المدينة، من رجال ونساء واطفال. وحملت الباصات اسماء قرى فلسطينية هجرها اهلها منذ العام 1948 وفي مراحل لاحقة من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وبينها بيت لحم، وحيفا، ولوبيه، وام الفحم وغيرها.

وارتفعت لافتة كبيرة على طريق صور الساحلية كتب عليها quot;42 كيلومترا نحو فلسطينquot;.

وقال احد المنظمين اياد ابو العينين من مخيم الرشيدية ان quot;هدف المسيرة تذكير الاجيال الجديدة التي ولدت لاجئة خارج الوطن، بان هناك اراضي لاهلنا واجدادنا سلبها اليهود وهجرونا منها ويجب استعادتهاquot;.

واضاف quot;كما انها رسالة الى العالم الغربي، لا سيما الاميركي، الذي ينادي بالديموقراطية والحرية، لينظر الينا. نحن نريد العودة وتنفيذ القرار 194quot; الصادر عن الجمعية العمومية للامم المتحدة والذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم.

ولاحظ صحافي في وكالة فرانس برس ان الحافلات لم تحمل صور زعماء فلسطينيين او اعلام فصائل، بل اكتفت برفع العلم الفلسطيني.

وكانت شكلت في المخيمات لجان مشتركة لتنظيم مسيرة اليوم المنسقة مع عدد من الدول العربية التي لها حدود مشتركة مع اسرائيل ويفترض ان تشهد مسيرات مماثلة نحو الحدود.

ومن داخل الباصات، ارتفعت هتافات quot;الشعب يريد العودةquot;.

في مدينة صيدا القريبة، انطلق موكب مماثل من الحافلات بعد اشكال بسيط بسبب كثرة عدد المشاركين وعدم وجود وسائل نقل كافية. الا ان المنظمين ما لبثوا ان امنوا حافلات اضافية.

وقال منظمون لوكالة فرانس برس ان حزب الله شارك في تمويل عملية النقل الى الحدود.

كما توجهت مواكب من الحافلات المحملة بالفلسطينيين من البقاع (شرق) والشمال.

وفي مارون الراس، على بعد كيلومتر واحد من الحدود مع اسرائيل، بدأ الواصلون يتجمعون. وأدى عدد من رجال الدين الصلاة وتلوا quot;دعاء من اجل فلسطينquot;.