مطار الدوحة |
يهرب القطريون من الصيف الملتهب في بلادهم، ويبحثون دوماً عن وجهة سياحية توفر لهم الإستمتاع بإجازاتهم الصيفية بعيداً عن برودة المكيفات. لكنّ الثورات والحركات الإحتجاجية الشعبية في العالم العربي غيّرت مخططات الإجازات هذا العام.
يقضي عدد كبير من القطريين إجازة الصيف عادة في عدد من الدول العربية، إلى جانب شريحة تقصد أوروبا وأميركا وغيرها من الدول الآسيوية. لكن الصيف الذي يطل على الأبواب سيكون مختلفاً مع الثورات وحركات الإحتجاج التي تعمّ البلاد العربية كافة.
فقد غيّرت الثورات التي اجتاحت الدول العربية من أقصاها إلى أقصاها، الخريطة السياحية العالمية، وحوّلت بلداناً مثل تونس والمغرب وسوريا كانت في الماضي مقصداً للسياح الخليجيين، إلى خطوط تماس يتجنبها الكثيرون.
ما يطرح تساؤلات حول الوجهة التي سيختارها القطريون هذا العام لقضاء الإجازة الصيفية، فمن غير الممكن أن يبحثوا بعيداً عن حر الدوحة عن ملاذ للراحة في ظل لهيب التحركات الشعبية وما تتركه من آثار لافتة على البلاد التي تجري فيها.
يؤكد المواطن القطري أحمد العبدلي أنه لن يغير مخططه السنوي وسيتوجه إلى لبنان لأنه quot;البلد المفضل لدي، كما أن التحركات الشعبية هناك سلمية ولم نسمع عن أية أحداث تخل بالأمنquot;.
طائرة تابعة للخطوط القطرية |
ويؤكد أحمد أنه اتفق مع مجموعة من رفاقه الشباب للسفر معاً ولديهم برنامج حافل خلال الإجازة quot;خصوصاً أن إجازتي ليست طويلة، لذا سأستغلها في السباحة وممارسة هوايتي في تسلق الجبال، وهذا أمر متوفر في لبنان، وسبق لي أن أقمت به عدة مراتquot;.
كما لا يبدي العبدلي قلقه من تأزم الأوضاع اللبنانية نتيجة ما جرى مؤخراً في جنوب لبنان، معتبراً الأمر quot;مجرد حادث عابر لا يمكن أن يتسبب بحرب على غرار حرب تموز 2006quot;.
ويوضح مسؤول في أحد مكاتب الحجوزات التابعة لشركة الطيران القطرية أن الرحلات المتجهة إلى لبنان على سبيل المثال لم تشهد تغييرا يذكر، فالإقبال من اللبنانيين عادة يكون خلال الصيف، بينما القطريون عددهم قليل ونسبتهم أقل بكثير من اللبنانيين، لذا لا تتأثر الحجوزات كثيراً في حال قرر القطريون تغيير وجهة سفرهم.
من جهته، إختار عبد الله درويش وعائلته ماليزيا لتمضية الإجازة، مؤكداً أنه لن يخاطر بحياة أطفاله بعد أن كان يمضي عطلته عادة في دول عربية مثل مصر والمغرب، quot;الأوضاع الأمنية هناك غير مستقرة، لذا فكرت بالتوجه نحو آسيا، وماليزيا خيار مميز وجديدquot;.
أما فاطمة فخرو فارتأت التوجه نحو أوروبا حيث تجد الفرصة متاحة لها لتمضية العطلة بعيداً عن quot;صداع نشرات الأخبار، فقد اكتفينا، ونتوق لفترة راحة، قبل أن نعود لنستأنف حياتنا، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان المباركquot;.
ويشير سامر عبد الحميد الموظف في أحد مكاتب السفريات إلى أن الكثير من القطريين يسألون عن رحلات إلى تركيا والدول الأوروربية وصولاً حتى دول شرق آسيا على الرغم من الكوارث الطبيعية التي حصلت مؤخراً في بعض من هذه الدول.
ويلفت الى أن المواطنين quot;يرغبون في إجازات بعيدة عن المناطق الساخنة سياسياً، لذا تأتي الحجوزات بالدرجة الأولى لدي مثلاً إلى لندن وباريس، بينما تأتي تركيا وماليزيا وتايلند بالدرجة الثانيةquot;.
ويؤكد عبد الحميد أن الطلبات التي تأتيه للحجوزات إلى الدول العربية التي تشهد حراكاً احتجاجياً quot;تقتصر على مواطني تلك الدول، في حين أن حجزاً واحداً قمت به لمواطن قطري كان متجهاً إلى دولة عربية لإنجاز أعمال خاصة به وليس لقضاء الإجازةquot;.
وحتى جلاء غمامة الاضطرابات ووضوح الصورة في الدول العربية quot;الثائرةquot;، تبقى توجهات القطريين نحو قضاء عطلات هادئة تبردها نسمة صيف في أي مكان خال من الاحتجاجات حول العالم.
التعليقات