بعد أنباء أفادت برجم فتاة أوكرانية مسلمة لمشاركتها في مسابقة للجمال، تحدثت الصحافة البريطانية على نطاق واسع عن أحكام الشريعة، وأعادت إلى الأذهان محنة الإيرانية سكينة أشتياني.


صلاح أحمد من لندن: قُتلت أوكرانية مسلمة تدعى كاتيا كورين (19 عامًا) رجماً في قريتها، بعد مشاركتها في مسابقة للجمال باعتبار هذا انتهاكًا لتعاليم الدين.

كاتيا كورين

وقد عثر على جثة المراهقة، التي يقول أصدقاؤها إنها كانت تحبّ الأزياء الغربية، وإنها احتلت المركز السابع في مسابقة الجمال، وهي تحمل آثار الرجم في غابة قريبة من قريتها في شبه جزيرة القرم، التي تتمتع بالحكم الذاتي في جنوب أوكرانيا، ويشكل التتار المسلمون 20 % من سكانها. وعُثر على الجثة بعد أسبوع من إعلان أهلها عن اختفائها.

ونقلت الصحافة البريطانية عن شرطة المنطقة قولها إنها بدأت تحقيقًا في الجريمة، وتنظر حاليًا في أن ثلاثة شبان رجموها laquo;عملاً بتعاليم الإسلامraquo;.

وقالت إن أحد الثلاثة، ويدعى بيهال غازييف، اعترف بعد القبض عليه بقتلها مع الاثنين الآخرين، قائلاً إنه غير نادم على فعلته laquo;لأن كاتيا انتهكت قوانين الشريعة الإسلامية، وتستحق القتلraquo;.

استنادًا الى هذا الخبر، ألقت صحف التابلويد الشعبية البريطانية الضوء على ممارسة الرجم في بعض الدول الإسلامية. فأوردت جزءًا من تقرير أصدرته laquo;منظمة العفو الدوليةraquo; في إبريل/نيسان الماضي، وجاء فيه أن العام 2010 لم يشهد إعدامات بالرجم.

لكن laquo;ديلي ميرورraquo; وlaquo;ديلي ميلraquo;، على سبيل المثال، تشيران إلى أن هذه العقوبة ndash; التي قالتا إن المسلمين أنفسهم منقسمون بشأن تطبيقها في هذا الزمان ndash; مازالت تُمارس في أماكن مثل إيران وباكستان وإقليم بوتشي النيجيري المسلم.

وقد أشارت منظمة العفو إلى أن 10 نساء و4 رجال أدينوا بالزنى، ويتنظرون تنفيذ الرجم في حقهم في إيران حاليًا. وقد تزايدت الأحكام بهذه العقوبة في أعقاب الثورة الإسلامية في 1979. ولكن، برغم أن النظام القضائي الإيراني لا يزال يحكم بها، فقد خففت السلطات تخفف منها في عدد من الحالات، واعتمدت أحكامًا أخرى بدلاً منها.

سكينة محمد اشتياني

وقد سُلّطت الأضواء الدولية على ما وصفه الاتحاد الأوروبي بأنه laquo;عقوبة بربريةraquo; منذ العام الماضي عندما أصدر القضاء الإيراني حكمًا برجم سكينة محمد أشتياني، بعد إدانتها بالزنى. كما أدانها بقتل زوجها، الذي يقول محاميها إنه كان مدمنًا للأفيون، وحاول إجبارهاعلى البغاء، حتى يتمكن من تمويل إدمانه. وحُكم عليها بالسجن عشر سنوات لقتلها زوجها، وبتلقي 99 جلدة لتجاوزاتها الجنسية، والرجم لارتكابها الزنى على حد قول قضاتها.

لكن السلطات الإيرانية تراجعت عن تنفيذ عقوبة الرجم، بعد موجة احتجاج دولي واسعة النطاق، وبعدما عرضت البرازيل، التي تتوسط بين طهران والغرب في مسألة البرنامج النووي الإيراني الشائكة، منح حق اللجوء لأشتياني.

وكان بين الضغوط التي تعرضت لها إيران أيضًا عريضة موقعة من بعض أشهر الأسماء، مثل نجمي هوليوود روبرت دي نيرو وروبرت ريدفورد والمغني ستينغ، إضافة إلى أكثر من 80 شخصية سينمائية وموسيقية وسياسية.

وعندما ألقت سيدة فرنسا الأولى، كارلا بروني بثقلها خلف أشتياني (43 عامًا وأم لابنين)، جاء رد فعل النظام الإيراني غاضبًا للغاية، ووصل الأمر به وصف بروني بأنها laquo;زانية، وتعيش حياة الفجور بلا رادع أخلاقي، ولذا فلا يحق لها الإفتاء في الصواب والخطأraquo;.

وتقول منظمة العفو الآن إنها بانتظار رد السلطات الإيرانية على مطلبها بمعرفة مصير جويد حوتان كيان، أحد محامي آشتياني، الذي تقول إنه يقبع خلف القضبان الآن.