وجّه البيت الأبيض دعوة إلى ولي عهد البحرين لزيارة واشنطن في الأسبوع المقبل للبحث في الأوضاع الأمنية والسياسية، يأتي ذلك بعد توتر العلاقات بين الدولتين على خلفية بداية الإنتفاضة الشعبية منذ أربعة أشهر.


واشنطن: أعلن مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى أن البيت الأبيض يستعد لإستضافة ولي عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة فيالأسبوع المقبل، في محاولة للضغط من أجل نشر التحرر السياسي في المملكة.

وأفادت صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية صباح اليوم أن إدارة أوباما تنظر إلى ولي العهد باعتباره أبرز مسؤولي الحكومة البحرينية المؤيدين لتحرير النظام السياسي في المنامة، وتأمل الإدارة أن تدعم تلك الزيارة جهوده الرامية إلى التخفيف من رد فعل حكومته القاسي تجاه الانتفاضة.

وأوردت الصحيفة في هذا السياق عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية، قوله: quot;نعتقد أن ولي العهد محاور جاد، ونرى من الأهمية في مكان أن نتواصل معه مباشرةًquot;.

وكانت البحرين قد شهدت قبل أشهر عدة موجة من الاحتجاجات، التي تزامنت مع موجة الانتفاضات الشعبية في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن، لكن المملكة تعاملت بصرامة مع المتظاهرين، في وقت كان من الصعب على واشنطن أن تتدخل بصورة فعالة، سيما وأن عائلة آل خليفة تعتبر من الحلفاء المقربين للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب والبرنامج النووي الإيراني.

فضلاً عن استضافة البحرين الأسطول الأميركي الخامس، وبرزت المملكة بوصفها ساحة قتال رئيسة بالوكالة بين واشنطن وحلفائها وإيران، التي كانت تشجّع المتظاهرين البحرينيين على مواصلة تظاهراتهم واحتجاجاتهم من خلال ما تبثه من أخبار وتعليقات رسمية.

وفي مؤشر يدل على حساسية علاقتها الدبلوماسية بالبحرين، أكد البيت الأبيض فقط هذا الأسبوع أن توم دونيلون، مستشار الأمن القومي الأميركي، سوف يلتقي الأمير سلمان. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنه من المتوقع أن تكون هناك مقابلة بين الأمير سلمان والرئيس باراك أوباما. وأوضح مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى أن الموعد الدقيق للاجتماع لم يُحدد بصورة نهائية بعد، تبعاً للصحيفة.

من جانبهم، انتقد ناشطون سياسيون في البحرين رحلة الأمير سلمان المقررة إلى واشنطن، بحجة أن إدارة أوباما تخاطر في أن تظهر مؤيدةً لحملة أسرة آل خليفة الحاكمة ضد خصومها السياسيين، الذين تم اعتقال المئات منهم.

ونقلت الصحيفة في هذا الشأن عن نبيل رجب، ناشط ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، قوله: quot; لا أعتقد أن مقابلة الرئيس أوباما للأمير تبعث برسالة جيدة لشعبنا. ولا أرى أن هناك إشارات تدل على أن الحكومة البحرينية جادة بشأن تفاوضها مع المتظاهرينquot;.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين: quot;يبذل البحرينيون جهوداً لإطلاق حوار وطني. واقترح الملك ذلك في الخطاب الذي ألقاه في الأسبوع الماضي، وقد رحّب به حزب الوفاق. ونحن نعتقد أن هذه إشارة إيجابيةquot;.

وكانت العلاقة قد توترت بين واشنطن والمنامة، بعدما بدأت الانتفاضية الشعبية في البحرين خلال شهر آذار/ مارس الماضي. وضغط أوباما، في خطاب له خلال الشهر الماضي، على البحرين، من أجل إطلاق سراح سجناء سياسيين، وانتقد إقدام الحكومة البحرينية على تدمير مساجد للشيعة.