بنغازي: قتل عشرة من الثوار الليبيين واصيب 26 اخرون الاربعاء في هجوم جديد شنته القوات التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي على مصراتة، معقل المعارضة في غرب البلاد، كما اعلنت مصادر في حركة التمرد اتصلت بها وكالة فرانس برس هاتفيا.

وقال حسن المصراتي عضو اللجنة الاعلامية التي انشاها الثوار في مصراتة ان ما بين الفين الى ثلاثة الاف جندي من القوات الحكومية هاجموا ظهر اليوم هذه المدينة الساحلية الكبيرة الخاضعة لسيطرة الثوار والتي تبعد 200 كلم عن طرابلس شرقا.

واوضح ان قوات القذافي التي شنت هجومها من الجنوب والغرب والشرق استخدمت صواريخ غراد والدبابات والمدفعية الثقيلة لكن الثوار تصدوا لها ومنعوها من دخول المدينة.

ولم تحلق اي طائرة من طائرات الحلف الاطلسي الاربعاء قرب المدينة لوقف تقدم قوات القذافي كما اكد المصراتي، موضحا ان المعارك كانت لا تزال مستمرة حتى الساعة 16,00 ت غ.

وقد نجح ثوار مصراتة، الذين تعرضوا للحصار والقصف لمدة شهرين، في كسر الطوق مطلع ايار/مايو الماضي بل وحققوا نصرا كبيرا في 12 من الشهر نفسه بسيطرتهم على مطار المدينة ما جعل الجزء الاكبر منها بعيدا عن مرمى القوات الحكومية.

ومنذ ذلك الحين توقفت الهجمات على مصراتة وهي ايضا ميناء هام. ويطمح الثوار ايضا في السيطرة على مدينة الزليتن التي يبلغ عدد سكانها 200 الف نسمة والتي تبعد نحو 50 كلم غربا.

من جهة أخرى، توصلت الدول الاعضاء في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة الى ترتيبات الاربعاء بعد ان اجلت مرارا هذا الاسبوع نقاشا حول تمثيل ليبيا بسبب خلاف حول تمثيل هذا البلد بحسب الامم المتحدة.

وكان يفترض ان يدرس المجلس الاثنين تقرير خبراء اشار الى ارتكاب نظام القذافي quot;جرائم ضد الانسانيةquot; وquot;جرائم حربquot; منذ اندلاع الثورة في شباط/فبراير.

لكن المكتب المكلف تنظيم جلسات المجلس تلقى طلبين احدهما من طرابلس والثاني من المجلس الوطني الانتقالي (الثوار).

وقال سيدريك سابيه المتحدث باسم المجلس لفرانس برس ان quot;حكومة طرابلس تبقى بالنسبة الى الامم المتحدة المحاور الرسمي الوحيدquot; كعضو في الامم المتحدة.

لكن اعضاء المجلس لم يتوصلوا الى اتفاق واعلن المكتب الاعلامي للامم المتحدة الثلاثاء ان الجلسة ارجئت الى الخميس quot;مما يسمح للمجلس باتخاذ قرار يتعلق بمشاركة ممثلين عن وفدي الحكومة الليبية والمجلس الوطني الانتقالي الليبي في النقاشquot;.

وبحسب الامم المتحدة فان اقتراح مكتب المجلس السماح بهذه المشاركات اثار تحفظات من قبل بعض الوفود في مجلس حقوق الانسان خصوصا كوبا والارجنتين والاردن وجزر المالديف.

وبعد مفاوضات جديدة في المجلس اعلن رئيسه التايلاندي سيهاساك فوانغكيتكويو الاربعاء التوصل الى ترتيبات تتيح لليبيا الممثلة بالحكومة الحالية التحدث فورا بعد عرض التقرير.

من جهة اخرى سيتمكن المجلس الوطني الانتقالي من المشاركة في النقاش من خلال القاء كلمة اذا عرضت عليه منظمة غير حكومية او دولة قسما من الفترة المخصصة لها للتحدث.

واوضح انه بما ان دبلوماسيين في البعثة الليبية لدى الامم المتحدة انشقوا عن النظام في شباط/فبراير فان quot;مندوبين من طرابلس في طريقهم الى جنيفquot; للمشاركة في النقاش.

إلى ذلك، يلتقي الرئيس السنغالي عبدالله واد الخميس قادة التمرد الليبي في معقلهم بنغازي بشرق ليبيا، وفق ما اكد الاربعاء مصدر قريب من الرئاسة السنغالية لوكالة فرانس برس.

وهي المرة الاولى التي يتوجه فيها رئيس دولة اجنبية الى بنغازي منذ بداية الثورة على نظام الزعيم معمر القذافي في شباط/فبراير الفائت.

وقال هذا المصدر من باريس التي وصل اليها واد مساء الثلاثاء في quot;زيارة خاصةquot; لم يعلن برنامجها ان quot;رئيس الجمهورية سيتوجه الى بنغازي غدا (الخميس)، سيلتقي المجلس الوطني الانتقاليquot;.

ولم تتوافر اي معلومات اضافية عن زيارة واد لبنغازي، علما انه تلقى دعوة في هذا الصدد من رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل خلال اتصال هاتفي في 22 ايار/مايو.

وكان واد استقبل موفدين من عبد الجليل في 19 ايار/مايو في دكار ثم في باريس في 27 منه قبل ان يقرر الاعتراف بالمجلس الانتقالي quot;ممثلا شرعيا للشعب الليبي ويسمح له بفتح مكتب تمثيلي في دكارquot;.

وخلال استقباله وفد المجلس الانتقالي في دكار، عرض واد تنظيم مؤتمر وطني موسع يكلف اعداد دستور جديد واجراء انتخابات في ليبيا برعاية الثوار.