إعتبر أبرز قيادي في حزب الإصلاح المعارض في اليمن أن المعارضة لم يعد يهمها بقاء أو عودة الرئيس علي عبدالله صالح كون سلطته قد انتهت، في الوقت الذي لا تزال فيه أعمال العنف والقتل مستمرة في العديد من المدن، إضافة إلى انتشار الكلاب الشرسة التي تنهش الجثث في الشوارع.

محمد قحطان الناطق باسم أحزاب quot;اللقاء المشتركquot;

تعز: أكّد القيادي والناطق باسم أحزاب quot;اللقاء المشتركquot; المعارضة في اليمن محمد قحطان لـ quot;إيلافquot; أن المعارضة ليست لديها مخاوف من عودة الرئيس أو من بقائه في الرياض.
وأضاف: quot; نعتقد أن سلطة الرئيس انتهت، وعليه الإختيار إما تسليم السلطة بشكل سلمي لأبناء اليمن حسب الإتفاقية الخليجية أو ستنتقل السلطة بحسب الخيار الثوري.quot;

وإعتبر قحطان القيادي في حزب الإصلاح (أكبر أحزاب المعارضة ) أن quot; اللقاء المشترك حث على الإسراع في نقل السلطة لنائب الرئيس quot;عبد ربه منصور هاديquot;، وذلك لتشكيل حكومة وحدة وطنية يمضي بها الجميع في تنفيذ بنود الاتفاقية الخليجية، ولكن في حال رفض المؤتمر وحاشية الرئيس نقل السلطة لعبد ربه، فليس أمامنا في هذه الحالة إلا تأييد الخيار الثوري وتشكيل مجلس انتقالي.quot;


وحول ما إذا كان ذلك المجلس سيكون مماثلاً لما حدث في ليبيا، على الرغم أن الدولة ما زالت متواجدة في اليمن، قال قحطان :quot;أعتقد أنه في حال عارض الطرف الآخر سيكون قد سقطت آخر ورقة شرعية من الحزب الحاكم.quot;

وأشار إلى أن الفترة الإنتقالية أمر وارد، ولا بد منها للعبور إلى مرحلة الانتخابات، كما أيّد حق الشباب في التعبير عن تطلعاتهم وطموحاتهم وذلك عبر اختيار مجلس إنتقالي.

ليلة نارية من أجل الرئيس

هذا وقد عاشت المدن اليمنية مساء أمس ليلة مرعبة نتيجة إطلاق النار من المدافع الرشاشة الثقيلة والخفيفة، إضافة إلى قذائف الآر بي جي و القنابل الصوتية والألعاب النارية، وذلك في كل من صنعاء وعدن وتعز والحديدة وغيرهم، احتفاءً بخروج الرئيس من العناية المركزة وفقا للمصادر الرسمية.

واستمر إطلاق النار إبتهاجاً حتى وقت متأخر من الليل، ما أجبر سكان المدن على إطفاء أنوار منازلهم والإختباء خوفاً من وقوع أخطاء، وقد أفادت عدة مصادر عن وقوع إصابات خطرة ، بينهم طفل في quot;الحديدة quot; لا يزال يرقد في حالة موت سريري.

منزل الشيخ صادق الأحمر محترقاً في صنعاء

تصعيد عسكري أميركي

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية اليوم عن مقتل 12 من أخطر قيادات القاعدة ، في حين إعلانها يوم أمس الأول عن مقتل ما يزيد عن 30 آخرين.
ويتزامن الخبر مع ما أوردته صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; أن الولايات المتحدة صعّدت غاراتها الجوية في اليمن خلال الأسابيع الماضية بواسطة طائرات من دون طيار، ومقاتلات ضد ناشطين مفترضين من القاعدة.

وتأتي هذه العمليات بعد توقف استمر نحو عام، عقب تسبب معلومات إستخباراتية غير دقيقة بإفشال مهمات عسكرية، وبالتالي تسببها بمقتل مدنيين عزل، كما حدث في quot;المعجلةquot; في أبين، ما أفقد تلك العمليات طابعها السري.

وذكرت quot; النيويورك تايمزquot; أن الحملة العسكرية الأميركية في اليمن تشرف عليها قيادة quot; قوة العمليات الخاصةquot; في وزارة الدفاع، بالتعاون مع وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية، وألمحت إلى فرق التنصّت والتجسس التي تعمل من صنعاء لتحديد الأهداف.

وأضافت الصحيفة أن السفير الأميركي في صنعاء إجتمع بزعماء المعارضة لإقناعهم بضرورة استمرار العمليات العسكرية الأميركية، وان هؤلاء دعموا فكرة ضرب القاعدة بصرف النظر عمن يحكم صنعاء.

الكلاب تلتهم الجثث

وقد نقل عن أحد سكان مدينة quot;أبينquot; اليمنية يدعى quot; عبدالله باعشquot; بأن جثث القتلى تنتشر بأعداد كبيرة في شوارع مدينة quot;زنجبارquot; والتي يبلغ عدد سكانها خمسين الف مواطن غادروها جميعاً بسبب المواجهات العسكرية.

وأضاف شارحاً:quot;شاهدت ثلاث ناقلات جنود تحترق، وأربع مصفحات، إضافة إلى مجموعة من الدوريات مدمرة، و 5 جثث مرتمية على جانب الشارع في المدينة.quot;
ثم أوضح أنه كان قادماً من مدينة عدن بعدما أسعف أحد أقاربه إلى مستشفى quot;صهيب العسكريquot;، الذي كان مكتظاً بعشرات المصابين، حالات بعض منها شديدة الخطورة وتم نقلها إلى مستشفيات كبيرة في صنعاء.quot;

وقد نقلت بعض المصادر الطبية والصحية في المنطقة بأن مدينة quot;زنجبارquot; تحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح وانقطعت عنها الكهرباء والمياه.

وأكّدت تلك المصادر أن عددا كبيرا من الكلاب الضالة والشرسة تنهش الجثث في الشوارع، ودعت منظمات الصحة المحلية والدولية للمساعدة في رفع الجثث من الشوارع ودفنها.

أما في صنعاء فقد أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن فرقها جمعت بالتعاون مع فرق الهلال الأحمر اليمني نحو 20 جثة من مدينة صنعاء وضواحيها منذ يوم السبت ، من بينها سبع جثث تم انتشالها يوم الثلاثاء في حي الحصبة شمال العاصمة.

الجوع والغلاء والفقر ينتشرون في اليمن

ناقلة الذخائر التي أحرقت أمس بالقرب من تعز
بوابة وزارة الإدارة المحلية

من جهة أخرى أعلنquot; جيان كارلو كيريquot; مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن الجوع ينتشر في انحاء اليمن لصعوبة إمداد السكان بالطعام والشراب بسبب القتال الحاصل، الأمر الذي أدى بالتالي إلى ارتفاع أسعار الوقود والمياه وغيرها من الاحتياجات الأساسية.

وأضاف كيري :quot;هناك تدهور حاد في موضوع الأمن الغذائي في اليمن، و سنقترب من وصول أسعار الطعام ضعفين عن العام الماضي، خصوصاً ما يتعلّق بالمواد الأولية مثل طحين القمح والزيت النباتي والسكر.quot;

أنصار الأحمر يسلمون مؤسسات الدولة

وعن الوضع الميداني في صنعاء، فقد باشرأنصار الأحمر تسليم المقرات الحكومية في منطقة الحصبة في صنعاء إلى طلاب الكلية الحربية، باعتبارها لجنة محايدة، مقابل بداية انسحاب قوات الحرس الجمهوري والنجدة من المنطقة.

وقال مصدر مقرب من أنصار الأحمر إنهم سلموا مباني كل من quot;وزارة الصناعة والتجارةquot;، و quot;وزارة الإدارة المحليةquot;، quot;وزارة السياحةquot;، quot;وكالة الأنباء اليمنية سبأquot;، وquot;الهيئة العامة للأراضي والمساحةquot;، وquot;مبنى مكافحة الجرادquot;، وquot;مدرسة الرماحquot;.

ومن المقرر أن يتم تسليم بقية المنشآت الحكومية التي يسيطر عليها الأحمر، إضافة إلى انسحاب قوات الحرس الجمهوري من المناطق المحيطة الأخرى اليوم الخميس.

أما في quot;تعزquot; فقد إندلعت مواجهات مسلحة بين قوات من الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في منطقة التعزية شمال شرق المدينة مساء أمس.
وحسب المصادر المحلية التي أفادت بأن قافلة عسكرية حاولت المرور باتجاه مدينة تعز، غير أن بعض المسلحين المؤيدين للثورة اعترضوها وأعطبوا إطاراتها في شارع الدائري في مديرية التعزية بالقرب من مدينة القاعدة.

وإستمرت المواجهات أكثر من ساعة ما أسفر عن إصابة ناقلة محملة بالأسلحة بقذائف وأدى إلى انفجار القذائف التي بداخلها حتى وقت متأخر من مساء أمس.
يشار إلى أن العتاد العسكري كان في طريقه لمساندة قوات الحرس الجمهوري في تعز التي تعيش توتراً بعد وقوع اشتباكات متقطعة منذ مطلع الأسبوع في المدينة بين مسلحين قبليين وتلك القوات.