الرئيس الفرنسي سابق جاك شيراك مع خليفته نيكولا ساركوزي

قال الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك إن خليفته نيكولا ساركوزي يميني بإفراط وهو أيضا quot;اميركي بافراطquot; ووصفه بأنه عصبي ومندفق، إلا أن النقد تضمن كذلك بعض المديح عندما قال شيراك عن ساركوزي إنه يتفجر طموحا ومطلق الثقة.


لخص الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك رأيه بخلفه الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي قائلا انه quot;عصبي المزاج ، نزق ، يتفجر طموحا ، مطلق الثقة ، لا سيما بنفسهquot;.
وجاء هذا الهجوم في الجزء الثاني من مذكرات شيراك الذي صدر هذا الشهر بعد اربع سنوات على اعتزاله السياسة و16 عاما على اختصام الزعيمين. وتتراوح الأوصاف التي اطلقها شيراك على ساركوزي بين النعت الملتوي والنقد اللاذع بلا مواربة.

ويفاجئ شيراك قراءه بالثناء على زعيم الحزب الاشتراكي السابق فرانسوا هولاند الذي يعتقد كثيرون في اوساط اليسار بأنه افضل من يستطيع ان يتحدى ساركوزي في الانتخابات الرئاسية العام المقبل بعد اعتقال دومنيك ستروس كان بتهمة الاعتداء الجنسي في نيويورك.

وانتظر شيراك اكثر من 15 عاما للانتقام مما يعده سلسلة خيانات ارتكبها ضده ساركوزي الذي احتضنه وأحاطه برعايته ، وربطته علاقة غرامية بكلود ابنة الرئيس السابق.

وحين اعلن ساركوزي الشاب نيته في الترشح لرئاسة فرنسا قيل ان زوجة شيراك الارستوقراطية برناديت صاحت quot;يا الهي! هذا الرجل شاهدنا بملابس نومناquot;.

وتعود العداوة بين الرجلين الى الحملة الانتخابية الرئاسية عام 1995 عندما حجب ساركوزي الشاب الطموح تأييده عن شيراك لصالح منافسه ادور بالادور. وفاز شيراك بالرئاسة ليحكم 12 عاما لكنه أُرغم على الاعتراف بشعبية ساركوزي وتعيينه في مناصب وزارية أساسية بينها تسليمه حقيبة الداخلية.

ومنذ انتخاب ساركوزي في ايار/مايو 2005 التزم شيراك جانب الصمت بوقار إزاء غريمه ، حتى نشر الجزء الثاني من مذكراته الآن.

ويثني شيراك في الجزء الثاني الذي يقع في 600 صفحة بعنوان quot;الزمن الرئاسيquot; على طاقة ساركوزي وحسه التكتيكي ومواهبه الاعلامية التي جعلته quot;من اكثر سياسيي جيله موهبةquot; لكنه يمضي قائلا انه رفض تعيين ساركوزي رئيسا للحكومة لأنه لا يعتبره quot;موثوقا بما فيه الكفايةquot; أو مخلصا بما فيه الكفاية.

ويكتب شيراك ان ساركوزي يميني بافراط سياسيا واقتصاديا وquot;اميركي بافراطquot;. وينتقد قدرة ساركوزي على quot;تأجيج التناقضات وإلصاق الوصمات وتأليب فئة ضد أخرىquot;.
ويندد شيراك بتهديد ساركوزي لسكان الضواحي الباريسية من المهاجرين ووصفه شبانها بـquot;الحثالاتquot; مفجرا اسابيع من التظاهرات والمواجهات في انحاء فرنسا. ويقول شيراك انه لم يشارك ساركوزي رؤيته لفرنسا.

ويلمح الرئيس السابق الى ان ساركوزي خاض حملة من الأحابيل القذرة ضده ويقول انه جُرح بتعليقات مهينة اطلقها ساركوزي عن شغفه المعروف بمصارعة السومو اليابانية. وعلى النقيض من ساركوزي فان هولاند يتمتع بالقدرة على التصرف quot;كرجل دولة حقيقيquot; ، بحسب شيراك.

وتلاحظ صحيفة الغارديان في مراجعة للمذكرات ان من الثغرات اللافتة فيها سكوت شيراك على الاتهامات التي يواجهها هذا الشهر باختلاس المال العام لتمويل حملته السياسية بإيجاد وظائف وهمية في بلدية باريس حين كان عمدتها في التسعينات.

يكتب شيراك انه من المعجبين برئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي انتُخب بعد عامين على توليه الرئاسة الفرنسية بوصفه شخصية جريئة ، كاريزمية وحصيفة. ولكنه يقول ان التاريخ سيصدر على بلير حكما قاسيا بسبب موقفه من العراق.