قال مسؤولون يمنيون واميركيون ان تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به قررت تصعيد عملياتها ضد قوات الجيش اليمني بهدف السيطرة على جنوب اليمن مستغلة فراغ السلطة المتزايد لإقامة موطئ قدم قرب ممرات مائية حيوية لناقلات النفط.
ويرى مسؤولون امنيون يمنيون ان دلائل هذه الخطة تبدت في سيطرة مسلحي القاعدة خلال الاسابيع الماضية على بلدتين احداهما زنجبار مركز محافظة ابين والمناطق المحيطة واستمرار توغلهم اعمق في الجنوب. ويبدو ان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يسعى لأول مرة الى السيطرة على رقعة ارض والاحتفاظ بها ليضيف بعدا خطيرا آخر الى الأزمة اليمنية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤولين اليمنيين والاميركيين قلقهم من ان خروج الجنوب عن سيطرة صنعاء يمكن ان يزيد انعدام الاستقرار في هذا البلد الاستراتيجي المبتلى اصلا بالشلل السياسي والنزاعات المسلحة وسط مخاوف من الانهيار التام.
وقال المسؤولون وموظفون في محافظة ابين ان زنجبار تحولت الى مدينة اشباح دمر القصف شوارعها وانقطعت عنها الكهرباء والماء والخدمات الأخرى. ونزح عشرات الآلاف غالبيتهم من النساء والأطفال فيما بقي الرجال لحمايتهم بيوتهم. واقام المسلحون الاسلاميون المتطرفون حواجز تفتيش فيما اختفى كل مظهر من مظاهر السلطة ، بحسب الصحيفة.
وقال يمنيون من سكان المنطقة ان غالبية المسلحين جاءوا من محافظات يمنية مختلفة لكن بينهم مقاتلين عربا وأجانب ايضا. وهم يسمون انفسهم quot;انصار الشريعةquot;.
ونقل المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي في لندن عن احد المسلحين ان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يستخدم اسم انصار الشريعة للتعريف بنفسه في المناطق التي ينشط فيها.
وكان المسؤولون الاميركيون ينظرون الى تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية على انه من أكبر الأخطار التي تهدد الأراضي الاميركية حتى قبل مقتل اسامة بن لادن وابدوا قلقهم من سعي التنظيم الى اقامة قاعدة ينطلق منها لاستهداف الولايات المتحدة وحلفائها. وتوفر السيطرة على زنجبار والبلدات القريبة منفذا للتنظيم على البحر الأحمر والممرات الحيوية لنقل النفط. كما ان مسلحي القاعدة في موقع قوي لاستهداف ميناء عدن.
وابدت وزارة الخارجية واجهزة الاستخبارات الاميركية خشيتها من ان يستغل تنظيم القاعدة تردي الوضع الأمني في اليمن فيما تابع المسؤولون الاميركيون باهتمام بالغ تطور القتال في زنجبار بوصفه اختبارا مبكرا لقوة التنظيم في المنطقة.
كما ان صعود تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به يزيد تعقيد الساحة السياسية المزدحمة اصلا بقوى متعددة تريد السلطة بينها ناشطون شباب والمعارضة السياسية التقليدية وانصار الرئيس علي عبد الله صالح وزعماء قبائل قوية وقادة عسكريون انشقوا على جيش النظام.
ورغم ان المتطرفين لم يعلنوا اي اهداف سياسية محددة فان اوساطا مختلفة تخشى ان يبسطوا سيطرتهم على مناطق من الجنوب مثلما فعل الحوثيون في الشمال وبذلك تعميق انقسام البلاد وتقويض سلطة الحكومة المركزية.
وكان جنوب اليمن بتضاريسه الوعرة معقلا لمسلحي القاعدة في الجزيرة العربية منذ سنوات يحتمون بجبالها في ضيافة قبائل مناوئة للنظام. ويُعتقد ان انور العولقي المولود في الولايات المتحدة والذي استهدفته ادارة اوباما بمحاولات لتصفيته ، موجود في جنوب اليمن.
ولا يُعرف عدد المتطرفين المنضوين في تنظيم القاعدة. ولكن آلاف المسلحين الاسلاميين بينهم جهاديون سابقون قاتلوا في افغانستان والعراق وبلدان مسلمة أخرى ، يعيشون في اليمن. ولكثير منهم ارتباطات بتنظيم القاعدة ويتعاطفون مع افكاره فيما تربط آخرين اواصر قبلية وقرابية واجتماعية بالشبكة الارهابية.
ويتهم العديد من خصوم صالح الرئيس اليمني بالتعمد في تمكين عناصر القاعدة من السيطرة على مساحات في الجنوب لتحذير حلفائه في الولايات المتحدة والعالم العربي وكذلك اليمنيين من انهيار اليمن كله إذا نُحي عن الحكم وكذلك للحصول على مزيد من الدعم والمال من الغرب. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن احمد عبد الله عضو البرلمان اليمني من محافظة ابين ان تنظيم القاعدة يظهر متى ما اراد النظام ويختفي متى ما أراد النظام.
في غضون ذلك يسيطر مقاتلو القاعدة على شوارع زنجبار حيث ينسحبون اثناء القصف الجوي ثم يظهرون بعد انتهاء القصف. وقال مسؤولون امنيون يمنيون ان هناك نحو 700 مسلح في زنجبار والمناطق المحيطة.
التعليقات