أكد وزير الداخلية العراقي جواد البولاني القضاء على قيادات دولة العراق الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة في ولاية شمال العراق وتضم 34 عنصراً وسقوط شبكة تجنيد الانتحاريين من سوريا وشمال افريقيا وأوضح ان التنظيم يعاني حاليا أزمة عسكرية ومالية وإدارية واشار الى صدور احكام بالاعدام ضد 835 مسلحا واحكام اخرى بالسجن ضد 14 الف و500 اخرين.. فيما وصل الى بغداد اليوم رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولين في زيارة مفاجئة.
قال وزير الداخلية العراقي جواد البولاني خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم تم خلاله عرض مجموعة من قيادات وعناصر تنظيمات ولاية شمال العراق في دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة وتضم 34 عنصرا ان القوات الامنية العراقية نجحت اثر توجيه ضربات موجعة قوية لهذه التنظيمات في ولاية الموصل وشمال العراق من اسقاط شبكة استقبال وتجنيد الانتحاريين من سوريا والجزائر وتونس. وأضاف انه تم كذلك قتل واعتقال قيادات دولة العراق الاسلامية في الشمال والتي قامت بتنفيذ اكثر من 100 عملية مسلحة.
واشار الى ان هذه الضربات استهدفت مفاصل التنظيم العسكرية والادارية والمالية والتنظيمية التي كان يوجه من خلالها عملياته الارهابية الهادفة الى ضرب النسيج الاجتماعي للعراقيين وخاصة من خلال استهدافه للمسيحييين والايزيديين في مناطق تلعفر الشمالية قرب الموصل أضافة الى الشخصيات السياسية والامنية والمراكز الامنية واعضاء المجالس البلدية والقضاة ورجال الدين المعتدلين من خلال عمليات تفجير المفخخات والضرب بالصواريخ والهاونات والعبوات الناسفة والعمليات الانتحارية.
وأوضح ان شبكات الشمال كانت تمول العمليات المسلحة في جميع انحاء العراق وخاصة في العاصمة من خلال تقديم المسلحين والاموال والاسلحة. وشدد على ان القوات الامنية العراقية تكلك الان من الجاهزية والاعداد واسيمكنها من سد فراغ انسحاب القوات الاميركية من العراق بشكل كامل نهاية العام المقبل.
وبالتزامن مع هذا التاكيد فقد وصل الى بغداد اليوم رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولين في زيارة مفاجئة. وتاتي الزيارة قبل نحو عام من الانسحاب الاميركي الكامل والمقرر في نهاية عام 2011 وفقا للاتفاقية الامنية المشتركة وفي وقت يحاول فيه رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي تشكيل حكومة بعد ثمانية اشهر على الانتخابات التشريعية.
ولا يزال هناك حوالى 50 الف عنصر اميركي في العراق يقومون بشكل خاص بمهمات تدريب وتقديم النصح للقوات الامنية العراقية. كما يشارك الجنود الاميركيون في عمليات مشتركة لمكافحة الارهاب ويمكنهم اطلاق النار في سبيل الدفاع عن النفس.
وأكد البولاني ان تنظيم ولاية العراق الاسلامية وبعد القضاء على شبكاته في بغداد والانبار والموصل يعاني حاليا من ازمة تنظيمية وادارية ومالية حقيقية. وأوضح ان تنظيمات القاعدة تحاول الان تحريك خلايا في اكثر من مكان لادامة بعض العمليات الضعيفة وبشكل متخبط يؤكد فقدان الرؤيا عكس ماكان عليه الحال قبل اربع سنوات.
واشار البولاني الى ان المحاكم العراقية قد اصدرت لحد الان احكاما مختلفة ضد 14 الف و500 مسلح بينها 835 حكما بالاعدام. وأوضح ان تنفيذ هذه الاحكام يجري وفق سياقات العدالة القانونية وبعد انتهاء عمليات التمييز والمصادقات الرسمية التي ينص عليها الدستور وذلك من اجل عدم السماح لافلات المجرمين من العقاب.
وأضاف وزير الداخلية أن عددا من المعتقلين هم من شمال أفريقيا وبعض الدول العربية ويمثلون الشبكة الممولة لنحو 80% من العمليات الإرهابية في جميع أنحاء العراق. واشار الى ان التنظيمات الإرهابية قد أفرغت من قياداتها المهمة والعناصر الحالية خلايا تتحرك لإدامة بعض العمليات الإرهابية الضعيفة.
ومن جهته قال اللواء ضياء حسين مدير مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة بوزارة الداخلية ان عمليات اعتقال او قتل قيادات تنظيم القاعدة في ولاية شمال العراق التي تضم محافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين قد تمت بعد العثور على ارشيف مهم للتنظيم العام الماضي ويتضمن معلومات ثمينة عن مفاصل التنظيم في بغداد والانبار وشمال العراق.
كما تم العثور على رسالة موجهة من قائد التنظيم السابق ابو ايوب المصري الى واليي الموصل والانبار يطلب منهما دعم تنظيم ولاية بغداد بالمسلحين والانتحاريين والاموال لاعادة الاضطرابات الامنية التي كانت تشهدها في عام 2006. وأكد ان تنظيم دولة العراق مكشوف الان للقوات الامنية ولن ينفعه تغيير اسماء او تشكيلات مسلحيه.
وعرض اللواء معلومات وصور قادة دولة العراق الاسلامية القتلى والمعتقلين وبينهم الامير العسكري لولاية الموصل وامير شؤون المعتقلين والامير الاداري لتنظيمات الجزيرة الشمالية وامراء تنظيمات اخرى في مناطق مختلفة من ولاية الشمال بمحافظات الموصل وصلاح الدين وكركوك أضافة الى مسلحين اخرين بينهم سعوديون.
وفيما يخص شبكة تجنيد الانتحاريين أكد المسؤول الامني تفكيك هذه الشبكة من خلال اعتقال وقتل قادتها والتعرف على خيوط عملها. واشار الى ان هذه الشبكة تقوم بعملها من خلال شخص عراقي يقيم في دمشق مع اشقائه الثلاثة لهم اتصالات مع عناصر في القاعدة بتونس والجزائر الذين يقومون بتجنيد الانتحاريين من البلدين وارسالهما الى سزريا ثم العراق عن طريق الحدود الشمالية حيث يستقبلهم التنظيم ويقوم باسكانهم في الموصل لتكليفهم بعمليات انتحارية في مناطق مختلفة من البلاد.
ويأتي الاعلان عن القضاء على تنظيمات دولة العراق الاسلامية في ولاية شمال العراق بعد أيام من الإعلان عن إعتقال جميع قيادات التنظيم في ولاية الانبار الغربية وعددهم 39 مسلحا عرضتهم على الصحافيين وأكدت ان التنظيم فشل في تجنيد اي عناصر اجنبية وخاصة الانتحاريين منذ عام 2009 ولذلك فهو يعتمد حاليا على عناصر عراقية مؤكدة انه لن يكون له وجود على ارض العراق قريبا.
وقال البولاني في الثاني من الشهر الحالي ان تنظيم دولة العراق الاسلامية تلقى ضربة قاصمة باعتقال جميع قياداته في محافظة الانبار الغربية التي يطلق عليها quot;ولاية الانبارquot; وذلك خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة الامر الذي قلل من عملياته المسلحة في انحاء العراق من حوالي 50 عملية في اليوم الى 5 عمليات فقط. واشار الى ان هذه القيادات كانت تمثل عنصر ادامة العمليات المسلحة في العراق وخاصة في محافظات الانبار (غرب) وبغداد (وسط) والموصل (شمال) وصلاح الدين (شمال غرب).
وأكد الوزير ان التنظيم فشل في كسب اي عنصر في تشكيلاته منذ عام 2009 كما فشل في تجنيد اي مسلحين اجانب منذ ذلك الوقت نتيجة التشديدات الامنية على الحدود ولذلك فهو يفتقر الى الانتحاريين حاليا وبدأ يعتمد على عناصر عراقية في عملياته. ودعا المواطنين الى التعاون مع الاجهوة الامنية للقضاء على quot;الفكر الارهابي التكفيري المتطرفquot; الذي يمثله تنظيم دولة العراق الاسلامية.
يذكر ان تنظيم دولة العراق الإسلامية يعتبر مظلة لعدد من الجماعات االمسلحة وتأسس في 15 تشرين الاول (أكتوبر) عام 2006 في العراق. وهذه المجموعة ظهرت من خلال عدد من الجماعات قبل الإعلان عن quot;تأسيس الدولةquot; وهي متهمة بالمسؤولية عن العديد من العمليات التي اسغرت عن مصرع مئات العراقيين المدنيين والعسكريين وتم دعم وموالاة هذا التنظيم من قبل عدد من المجموعات المسلحة مثل مجلس شورى المجاهدين في العراق وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وجند الصحابة والتوحيد والسنة وجيش الطائفة المنصورة وعدد من الجماعات الاخرى التي تهدف الى إقامة دولة الخلافة الإسلامية في المناطق التي يغلب عليها السنة في العراق. ويدعي تنيم دولة العراق الاسلامية ان له وجود في محافظات بغداد وديالى والأنبار وكركوك ونينوى وصلاح الدين وأجزاء من محافظتي واسط وبابل جنوب العاصمة العراقية.
التعليقات