القاهرة: أعلن الباحث المصري، علاء شلبي، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان في تصريح لـquot;ايلافquot; أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان استمعت لعدد من الشهود السوريين على الحدود التركية، والذين يقيمون حالياً بمخيم اللاجئين بمنطقة ياليادا، وأشار إلى إجماع الشهود بعلمهم بوقوع جرائم اغتصاب واعتداءات جنسية متعددة على فتيات بواسطة قوات عسكرية، ونقل مشاعر الصدمة لهذه الشهادات.

وأشار شهود إلى معايشتهم لعمليات قمع المتظاهرين التي اشتملت على استخدام محدود للهراوات والغازات المسيلة للدموع مع التوسع في استخدام الرصاص الحي منذ بدء التظاهرات السلمية في جسر الشغور، غير أن أعمال القمع سرعان ما تحولت عبر بضعة أسابيع إلى قتل عمد للمتظاهرين باستخدام الرصاص الحي كوسيلة وحيدة لمواجهة التظاهرات السلمية.

كما أشار الشهود إلى أن التظاهرات لم تكن تطالب في الأسابيع الأولى بإسقاط النظام، وإنما الدعوة للحرية والتمسك بسلمية التظاهرات، ولكن أعمال القتل والتنكيل التي شملت القتل جراء التعذيب لبعض المعتقلين سرعان ما صعدت المطالب الشعبية إلى إسقاط النظام.

وأجمع الشهود على كذب إدعاءات السلطات بشأن وجود جماعات مسلحة في المدينة ومحيطها، مؤكدين علمهم بعمليات قتل متبادل جرت بين أفراد جهاز الأمن العسكري، وأدت بحسب شهود عيان لمقتل 37 جندياً، واستنكر الشهود رواية السلطات بشأن مقتل 120 جندياً.

وقد أكد جنود منشقين من بين الشهود، أن العديد من الجنود جرى قتلهم بواسطة الضباط أمام زملائهم لامتناعهم عن تنفيذ أوامر قياداته بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العُزل.

ولفت هؤلاء الجنود إلى أنهم وزملائهم تعرضوا للخديعة، حيث طلب منهم التوجه إلى مناطق محددة لحماية المتظاهرين من جماعات مسلحة تستهدفهم لإذكاء التوتر في سوريا، وخاصة التوجه إلى مناطق الرستن وتبليسة وباب عمرو في محافظة حمص، وجسر الشغور في محافظة إدلب التي ينتمي إليها هؤلاء الجنود المنشقين. واعترف أحدهم بأنه تورط في أعمال قتل واسعة في الرستن وتبليسة قبل انشقاقه خوفاً من تعرضه للقتل، كما جرى لزملائه.

وأشار أحد هؤلاء الجنود إلى أنه عايش مقتل المئات من المدنيين في الرستن وتبليسة، والتي نتجت عن استهداف قتلهم بالرصاص الحي أثناء المظاهرات، وقد جرى ملاحقة الفارين داخل بيوتهم وقتلهم. كما أشار شاهد آخر إلى تعمد استهداف سيدتين في شرفات أحد الأبنية برصاص القناصة لقيامهما برش الورود والأرز على المتظاهرين، وأن إحداهما قتلت على الفور، بينما تمكنت الثانية من الاحتماء من رصاص القناصة، غير أن الجنود اقتحموا البيت على الفور للتمكن منها، ولم يكن بوسعه الجزم بشأن مصيرها.

كما أشار أحد الجنود إلى أن مهام أفواج القوات الخاصة شملت حصار المناطق وقطع خطوط الاتصال الأرضية والجوالة، وقطع أسلاك الكهرباء، وتوجيه الأوامر لهيئة المياه بقطع المياه، مع منع الإمدادات التموينية من دخول هذه المناطق.

كما أكد شاهد عيان منشق عن جهاز أمن الدولة أنه شارك في عمليات قمع خطيرة، جرى خلالها قتل 8 مصلين بعدما هاجم ألف عنصر أمني 500 مصلي بالهراوات على أبواب أحد المساجد وفي داخله، كما اعتقلوا 14 آخرين إثر تقديم الإسعافات الأولية لهم في أحد المستشفيات، وأنه علم من زملاء قدامى له بوفاتهم جميعاً جراء تعذيب يهدف إلى القتل، ولكنه لم يكن بوسعه التأكد شخصياً.

وأجمع الشهود على علمهم بوقوع جرائم قتل بحق بعض العائدين الذين استجابوا لدعوة السلطات السورية بالعودة الطوعية خلال اليومين الماضيين. كما أجمعوا على تلقيهم اتصالات من بعض الأقارب والجيران والأصدقاء الذين عادوا لبعض الوقت إلى جسر الشغور حول اقتحام المساكن والمحلات التجارية وسرقة منقولاتها، مع تعمد تخريب مساكن بعض الناشطين المطلوبين.

جرائم اغتصاب واعتداءات جنسية

ورغم إجماع الشهود على علمهم بوقوع جرائم اغتصاب واعتداء جنسية متعددة على فتيات بواسطة قوات عسكرية، فإنهم لم يستطيعوا تأكيد مشاهدتهم لذلك شخصياً أو الاحتكاك المباشر بالضحايا، ووعدوا بحسب بيان أصدرته المنظمة العربية وتلقت quot;ايلافquot; نسخة منه، بالتوصل لأربعة من الفتيات الذين جرى إلقائهن عرايا على الحدود السورية التركية بعد تناوب اغتصابهن بواسطة جنود، وتم إسعافهن بواسطة مواطنين سوريين فارين، وجرى نقلهن إلى مستشفى في محافظة هاتاي التركية، كما وعدوا بالتوصل إلى والد فتاتين جرى اغتصابهن أمام عينيه في منزله بعد اقتحام المنزل وتقييده وأخيهن، ويتواجد حالياً بأحد المخيمين الآخرين. وبلغ عدد الحالات التي أشار إليها الشهود ثلاث حالات، تضم 8 فتيات.

واستنكر الشهود إدعاءات السلطات السورية بشأن الأوضاع في جسر الشغور، داعين وسائل الإعلام الأجنبية التي أوفدت مراسلين مرافقين لقوات الجيش في المنطقة بتحري الدقة فيما تنقله، على صلة بتعمد الجيش إغلاق المناطق المتضررة أمامهم، وتحديد المناطق التي يمكن دخولها برفقة عناصر أمنية وعسكرية.

وأعربت المنظمة عن بالغ تقديرها للدور التركي الإيجابي في استقبال الفارين وإيوائهم وتوفير الرعاية الضرورية لهم، ولكنها ناشدت السلطات التركية إلغاء قرارها بحظر دخول جماعات وناشطي حقوق الإنسان إلى مخيمات اللاجئين لتوثيق وتدقيق شهاداتهم عن الجرائم المرتكبة، وثمنت المنظمة جهود مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وإيفادها بعض أعضاء فريقها المشكل لتقصي الحقائق في الجرائم المرتكبة في سوريا إلى للقاهرة للقاء مع ناشطي المنظمة وبعض المواطنين السوريين الفارين الذين سهلت المنظمة لأعضاء الفريق اللقاء بهم، وكذا لقاءاتهم مع ناشطي حقوق الإنسان السوريين المتواجدين بالقاهرة، ودعت المنظمة فريق المفوضية إلى تكثيف جهوده لتوثيق شهادات الفارين في مخيمات اللاجئين في تركيا وإعلانها.

وطالبت المنظمة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين إلى تكثيف جهودها لمساعدة الدولة التركية في رعاية اللاجئين، كما دعتها بصفة خاصة لمنح صفة اللجوء للعسكريين المنشقين وغيرهم ممن لن يكون بوسعهم العودة إلى ديارهم في وقت قريب.

مثقفون يطالبون روسيا برفع اليد عن النظام السوري

وجه مثقفون سوريون رسالة ديمتري آناتوليفيتش ميدفيدف، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، وطالبوه برفع يده عن النظام السوري ، وعبّروا فيها quot;عن استياءهم الشديد لموقف روسيا في المحافل الدولية والمتمثل في الانحياز غير المقبول إلى جانب السلطات السورية في حربها الهوجاء ضد شعب أعزل ينشد الحرية والعدالة الاجتماعيةquot;. وقالت الرسالة quot; ندرك أن ثمة علاقات ومصالح تتحكم بالقرار السياسي، لكننا نجد صعوبة في إدراك ما هي مصلحة روسيا مع نظام يمارس القتل والتنكيل اليومي ضد شعبه، نظام فقد شرعيته الأخلاقية والوطنية والسياسية في سيل من الدماء، نظام محكوم عليه بالزوال في كل الأحوال في وقت قريبquot;.

وأكدت الرسالة التي وقعها أكثر من 250 ناشط ومثقف سوري وتلقت quot;ايلافquot; نسخة عنها ، على أن الشعب السوري ينظر إلى روسيا وشعبها كصديق، وقف بقوة إلى جانب القضايا العربية في العديد من المناسبات، ويشعر بالإحباط الشديد، والنقمة، لعدم وقوف روسيا إلى جانب الشعوب العربية، وإلى جانب الشعب السوري في هذه اللحظات التاريخية التي تتجلى فيها نزعته البطولية للحرية والانعتاق السياسي في أرقى صورها.وناشدوا الرئيس الروسي أن يرفع يده عن النظام السوري، quot;الذي لم يعد بوسع الشعب السوري أن يتعايش معه بحال من الأحوال، وقد امتلأت ذاكرته بصور القتل البشع والتعذيبquot;.