أكدت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في حديث مع quot;إيلافquot; الموافقة على توطين سكان معسكر اشرف للمعارضة الإيرانية في شمال بغداد في بلدان ثالثة، ولكن بشروط .. فيما اعتبر مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس في تصريح لـquot;إيلافquot; أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا سيعجّل في رحيل النظام الإيراني، وقال إن ظروف إيران والمنطقة والعالم مهيأة جداً حالياً لهذا الرحيل.


باريس: قالت مريمرجوي، وهي الرئيسة المنتخبة للجمهورية الإيرانية من قبل المقاومة، على هامش التجمع الجماهيري الذي تشهده باريس لدعم الانتفاضات الشعبية في إيران والدول الدول العربية، ردَا على سؤال لإيلاف إنه مع التأكيد أن معسكر اشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة هو رمز للمقاومة الإيرانية ولكفاح الشعب الايراني برمته، وهناك رغبة اكيدة في إبقائه، لكن الأهم من ذلك هو سلامة سكانه والحفاظ على أرواحهم، ولذلك quot;نحاول أن نصل إلى حل سلمي لحياة سكانه البالغ عددهم 3400 مناضلاًquot;، بينهم ألف من النساء والأطفال.

وأشارت إلى أن الحل العاجل لمشكلة المعسكر هو قيام الامم المتحدة والولايات المتحدة بحماية السكان فيه، عن طريق استقرار فريق مراقبة تابع للامم المتحدة في داخله، يكون بحماية الولايات المتحدة الأميركية، التي وقعت مع سكانه اتفاقاً بضمان حمايتهم، مقابل تخليهم عن اسلحتهم، وذلك لدى دخول قواتها الى العراق عام 2003. وقالت إن وجود هذا الفريق الأممي في المعسكر سيجعل من الصعب على القوات العراقية ان تقوم بالاعتداء مجددًا على سكانه، كما حدث ذلك مرتين من قبل، كان اخرها في الثامن من نيسان (ابريل) الماضي، وهو الاعتداء الذي خلف 36 قتيلاً، وجرح 360 من سكان المعسكر العزل.

واشارت إلى أن المجلس قد وافق على المقترح الأوروبي بترحيل سكان اشرف إلى دول ثالثة، بينها الولايات المتحدة وكندا واستراليا ودول الاتحاد الأوروبي، موضحة أن هذه الموافقة مشروطة بضمان انسحاب القوات العراقية من داخل المعسكر ورفع الحصار عنه والتعويض عنكل الممتلكات فيه. وقالت quot;عند ذاك، سنقوم مع الأوروبيين بالدخول في مفاوضات مع السلطات العراقية لنصل الى حل، موضحًا أن هذا الحل لن يستغرق شهوراً، وانما سنواتquot;.

العلاقة بين ما يحدث في سوريا ورحيل النظام الايراني

محمد محدثين
من جهته، ابلغ مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، محمد محدثين، quot;ايلافquot; في ما يخص العلاقة بين ما يحدث في سوريا من انتفاضة شعبية وتأثيره على وضع ايران في المنطقة،مشيرًا إلى أن لذلك تأثيرًا كبيرًا على الساحة الايرانية ومستقبل نظام طهران من جانبين: الاول هو خوف هذا النظام من انتقال الاحتجاجات الشعبية الواسعة من سوريا الى إيران، التي يدرك نظامها ان سقوط نظام بشار الاسد في سوريا سيعجّل بسقوطه هو أيضا.

وقال إن سقوط الأسد سيعزل النظام الإيراني في المنطقة، لأن دمشق حليف استراتيجي مهم لطهران. واوضح أن الجانب الثاني من الأمر هو أن سقوط النظام الإيراني سيؤثر سلباَ على حركة حماس الفلسطينية أيضًا، ويدفعها باتجاه التفاهم مع حركة فتح، بعد أن تكون قد خسرت حليفها في طهران.

واكد محدثين أن النظام الايراني متخوف جدًا مما يجري في سوريا حالياً، واوضح أنه لذلك فإن المتحدث باسمه صرح للتلفزيون الايراني قبل أيام، معبّرًا عن القلق مما اسماه بالتدخل الأميركي في سوريا، في وقت يعلم الجميع هي إن إيران هي التي تتدخل هناك، وليس الولايات المتحدة.

وشدد على أن معلومات المعارضة الايرانية تشير بدون ادنى شك إلى وجود قوات من الحرس الثوري وفيلق القدس الإيرانيين في سوريا حاليًا لتقديم الدعم الاستخباري والاستشاري إلى القوات والاستخبارات السورية لمواجهة الاحتجاجات الشعبية التي تعمّ سوريا.

وقال إن النظام السوري سينتهي قريبا لامحالة، ولن يتمكن من العودة الى الوراء والى وضعه السابق. وناشد محدثين السوريين في داخل بلدهم وخارجه الى التوحد لاسقاط النظام بسرعة quot;والذي سيتبع ذلك بالتاكيد سقوط نظام ايران، لان ظروف البلد والمنطقة، والعالم مهيأة لانجاز عملية التخلص منهquot; هذه.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن أخيرًا عن مشروع لنقل سكان معسكر أشرف الى الولايات المتحدة ودول اوربا السبعة والعشرين وكندا، ودعا الى انسحاب القوات العراقية من داخل المعسكر، ورفع الحصار عنه واجراء تحقيق مستقل حول الهجوم ضده.

وقال عضو البرلمان الأوروبي رئيس لجنة العلاقات مع العراق استراون استيونسون اثر زيارة الى العراق quot;إننا مستعدون للبحث عن حلّ طويل المدى وسلمي مستند إلى مفاوضات تتضمّن كلّ الجوانب ونقبل الموقف بأنّ سكان أشرف لا يستطيعون البقاء في العراق الى الأبد، وقد يتم مساعدتهم للذهاب إلى الدول الأعضاء الأوروبية السبعة عشر لتفادي إراقة دماء وعنف آخرquot;.

وأضاف انه أطلع مريم رجوي والممثلين الرسميين لسكان معسكر أشرف خارج العراق ومندوبين عن سكان أشرف quot;بأنني وزملائي مشغولون بدراسة وإعداد خطة واقعية وعملية لنقل سكان أشرف إلى البلدان الثالثةquot;.

وشنّت جماعة مجاهدي خلق، التي تسعى الى الاطاحة بالحكومة الايرانية، هجمات انطلاقًا من العراق قبل سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003. وفي السبعينات، قادت حملة على شاه ايران المدعوم من الولايات المتحدة، بما في ذلك هجمات على أهداف أميركية. ولا يتمتع نحو 3400 شخص في معسكر أشرف بأي وضع قانوني في العراق، حيث تعهدت الحكومة بإغلاق المعسكر بحلول نهاية العام الحالي 2011.

يذكر أن منظمة مجاهدي خلق قد تأسست في عام 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران، وبعد الثورة الإسلامية عام 1979 عارضت النظام الإسلامي، والتجأ كثير من عناصرها إلى العراق في الثمانينيات خلال الحرب بين إيران والعراق، التي دارت رحاها بين عامي 1980و1988.

وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران، ومقره فرنسا، إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في حزيران (يونيو) عام 2001. وتزيد مساحة معسكر أشرف عن 50 كم مربع ويسكنه 3400 من الإيرانيين المعارضين لحكومة بلادهم، بينهم الف من النساء والاطفال.