جوبا: أطلق رئيس جنوب السودان سلفا كير الاثنين جنيه جنوب السودان وامر المسؤولين باعادة اموالهم الى البلاد فيما يستشري فساد مزمن في هذا البلد الذي نال استقلاله في التاسع من تموز/يوليو.

وقال كير اثناء حفل لاطلاق العملة الجديدة في المصرف المركزي في جنوب السودان امام وزراء ومسؤولين كبار في الحكومة quot;اود ان انصحكم جميعا بكل صدق --اولئك من بينكم الذين يضعون اموالا في الخارج-- باعادة اموالكم الى هذا المصرفquot;.

وشدد على القول quot;اعلم ان هناك اناسا يملكون اموالا طائلة في حسابات خارج البلاد. اعيدوا هذا المالquot; الى البلاد، قبل ان يصرف هو نفسه كمية قليلة من المال الى الجنيه الجديد التي حدد سعره مساويا للجنيه السوداني.

وفي نيسان/ابريل حذرت مجموعة الازمات الدولية قبل ثلاثة اشهر من استقلال جنوب السودان رسميا من مخاطر اختلاس عائدات الدولة على مستوى كبير لغايات الاثراء الشخصي لافراد في الحكم.

وتحمل الاوراق النقدية الجديدة صورة لجون قرنق الزعيم التاريخي للمتمردين الجنوبيين الذي توفي بعد بضعة اشهر من اتفاقات السلام المبرمة في 2005 والتي وضعت حدا لعقود من الحرب بين المتمردين الجنوبيين والحكومات المتعاقبة في الخرطوم.

واعتبر محافظ البنك المركزي لجنوب السودان اليجا مالوك ان هذا الخيار هو عربون quot;احترامquot; للزعيم السابق ولتاريخ الامة الجديدة.

وناشد مالوك حكام الولايات العشر في جنوب السودان التعاون مع لجنة تقنية مؤلفة من مصرفيين ومسؤولين في وزارة المالية لضمان تداول العملة الجديدة باسرع وقت وتفادي ان تجتاح البلاد العملة القديمة، اي الجنيه السوداني الذي يسجل تضخما متزايدا.

وحذر مالوك من خطر عدم سحب العملة القديمة بسرعة من التداول في وقت ما زالت تستخدم فيه في الشمال ما يهدد بتدمير الاقتصاد.

وكان الرئيس السوداني عمر البشير اعلن الاسبوع الماضي ان السودان سيطلق عملة جديدة quot;في الايام المقبلةquot; لتحل مكان الجنيه السوداني الذي تتدهور قيمته منذ ستة اشهر بسبب الارتفاع الكبير في الاسعار وضعف مالية الدولة.

وقد ازدادت الصعوبات امام تداول العملة الجديدة بسبب موسم الامطار الذي يجعل معظم طرق البلاد غير سالكة.

وتعتبر العملة من المسائل الاساسية التي لم يتمكن السودان ودولة جنوب السودان الوليدة من الاتفاق عليها قبل تقسيم السودان في التاسع من تموز/يوليو.