اللواء عبد الفتاح يونس

تعتقد بريطانيا أن إسلاميين يقفون خلف عملية قتل القائد العسكري للثوار اللواء عبد الفتاح يونس خلال الاسبوع الماضي، فيما اعتبر الباحث الاستراتيجي الليبي نعمان بن عثمان أنه من الصعب معرفة أو التكهن بهوية المتورطين في الحادث.


لندن: حذر وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس الاحد من أن مسلحين إسلاميين ربما كانوا وراء مقتل القائد العسكري للثوار اللواء عبد الفتاح يونس في الاسبوع الماضي.

وصرح فوكس لإذاعة البي بي سي ان ظروف مقتل يونس، الذي قالت الصحف البريطانية انه من تنفيذ عناصر من تنظيم القاعدة داخل صفوف الثوار، لا يزال غامضًا.

واضاف quot;لم يتضح بعد من يقف وراء مقتله .. وبالطبع نتوقع وجود مسلحين (اسلاميين) في ليبيا، ويوجد مسلحون (اسلاميون) في كل انحاء الشرق الاوسط. ومن الغريب ان لا يكون هناك مسلحون في ليبيا نفسهاquot;.

واعترفت بريطانيا في الاسبوع الماضي بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل الثوار quot;حكومة شرعيةquot; وحيدة في ليبيا، وتعهد فوكس بأن بريطانيا ستواصل دعم المجلس رغم مقتل يونس.

وتابع فوكس quot;لقد كانت قوى المعارضة في ليبيا تضم على الدوام خليطًا من الناس .. والليبيون هم الذين سيقررون بأنفسهم هيكل السلطة الذي سيتطور بعد فترة (الزعيم الليبي معمّر) القذافيquot;.

واضاف quot;نحن نعرف من التاريخ انه توجد عناصر متشددة هناك.. وسيكون الهدف اثناء انتقالنا الى مرحلة التطور ونمو الديموقراطية في ليبيا، ضمان تهميش هؤلاء الاشخاص. ولكن من غير الواقعي التظاهر بانهم غير موجودينquot;.

وشكل المجلس الوطني الانتقالي لجنة تحقيق لمحاولة القاء الضوء على ظروف مقتل اللواء عبد الفتاح يونس. وقتل اللواء يونس الخميس على ايدي مجموعة مسلحة بعدما كان استدعي الى بنغازي للتحقيق معه في مسائل عسكرية.

وكان يونس من الموالين المقربين للعقيد معمّر القذافي، لكنه انتقل بسرعة الى صفوف حركة التمرد لدى اندلاعها في شباط/فبراير الماضي. وهو ينتمي الى قبيلة العبيدي، التي تعتبر مدينة طبرق الساحلية، شرق البلاد، موطنها.

من الصعب التكهن بهوية المتورطين في الحادثة

من جهة ثانية، اعتبر الباحث الاستراتيجي الليبي نعمان بن عثمانأنه من الصعب معرفة أو التكهن بهوية المتورطين في حادث اغتيال القائد العسكري عبدالفتاح يونس، لكنه رجح في المقابل أن يكون الجناة من ذوي الخلفية الإسلامية، وتحديداً جماعة تطلق على نفسها سرية عبيدة بن الجراح.

وأشار بن عثمانفي حديث لـquot;العربيةquot;إلى وجود دعاية تم تسريبها عمداً من طرابلس، مفادها أن يونس quot;عميل مزدوجquot;، ما سهّل على بعض المحسوبين على الثوار مهمة القتل وإباحة دمه.

وشدد خلال مداخلته على أن التخطيط لعملية الاغتيال تم من دون علم مصطفى عبدالجليل. وأشار إلى أن الخلافات احتدت بين المقاتلين الليبين ويونس في الآونة الأخيرة حول إدارة العمليات العسكرية في البريقة، حيث تم اتهام الاخير بتعطيل عملية اقتحامها، ما تسبب في قتل عدد كبير من الثوار.

وبيّن أن مقر قيادة حلف الناتو في بروكسيل يرفض توجيه الاتهام للقذافي، ويؤكد أن المسؤول عنها هم من الثوار والمعارضة في بنغازي.

ورفض الباحث الليبي بشكل قطعي توجيه أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة، معتبراً إياها حجة واهية وشماعة لطالما علق عليها النظام عمليات القتل والتخريب.

وأوضح أن جماعات ذات خلفيات إسلامية شاركت في عمليات قتالية في العراق وأفغانستان، ثم عادت إلى ليبيا هم المتورطون في هذه الحوادث.

وأشار في نهاية حديثه إلى أنه لا توجد أية ضمانات لعدم تعرض قيادي آخر للاغتيال في بنغازي، مشدداً على ضرورة تسريع عمليات الإفراج عن الأموال المجمدة في البنوك الدولية لفائدة المعارضة وليس مجرد اعتراف الدول بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي في ليبيا.

من جانبه، كشف زكريا صهد، القيادي في الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، أن المعلومات الواردة حول ظروف مقتل اللواء عبدالفتاح يونس، القائد العسكري الميداني للقوات المعارضة، تشير إلى عدم علم مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الانتقالي ومسؤول ملف الدفاع في المجلس، عن أمر استدعاء يونس إلى بنغازي.

وقال صهد في مقابلة مع إذاعة quot;سواquot; الأميركية إن يونس توجّه إلى بنغازي من البريقة بعد تلقي اتصال هاتفي من أحد أقربائه quot;صباح الخميس وأبلغه بأنه في طريقه إلى بنغازي، ما يشير إلى أنه استلم استدعاء المجلس الانتقاليquot;.

وأضاف أن تأخير تحقيق التقدم العسكري للمعارضة في البريقة كان وراء استدعاء يونس quot;من قبل المكتب التنفيذيquot;.