يثير الهجوم على مقر الامم المتحدة في ابوجا علامات سؤال حول قدرة السلطات على مواجهة التصعيد.


لاغوس: اخذ العنف في نيجيريا بعدا جديدا مع الهجوم الانتحاري على مقر الامم المتحدة في ابوجا، مما يطرح تساؤلات حول جماعة بوكو حرام الاسلامية التي تبنت الهجوم وحول قدرة السلطات النيجيرية على مواجهة استمرار التصعيد.

ويعتبر عدد من المحللين انه من الممكن ان تكون جماعة بوكو حرام الاسلامية وراء هجوم الانتحاري الذي احدث دمارا في المبنى بعد ان فجر الانتحاري سيارته مما ادى الى سقوط 19 قتيلا صباح الجمعة.

لكن الجميع يبدون حذرا ولا يستبعدون خيوطا اخرى نظرا الى تعقيد الوضع في نيجيريا البلد الاكثر اكتظاظا بالسكان في افريقيا والمنتج الاول للنفط الخام في القارة، والذي تتفشى فيه آفة الفساد والعنف منذ عقود.

وقال شيدي اودينكالو من المنظمة غير الحكومية quot;مبادرة العدل والمجتمع المنفتحquot; ان الاعتداء يسجل quot;تصعيدا كبيرا من جوانب عدةquot;، quot;فهو تصعيد لجهة الخطر والتهديدquot;.

واعتبر بيت شاروود-سميث مسؤول شركة درام (مكتب استشارات وتقييم للمخاطر) في نيجيريا ان الهجوم quot;وضع بوضوح تحت رعاية بوكو حرام، من قبل فصيل من بوكو حرامquot;.

quot;لكن من الصعب معرفة لماذا. هل هم يريدون جذب الانتباه الدولي لقضيتهم؟ هل من الممكن ان يكونوا تصرفوا تحت تأثير او وفقا لمشورة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي؟quot;.

وقد اثارت مؤشرات عديدة في الاشهر الاخيرة مخاوف من وجود روابط بين بوكو حرام وتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي الناشط في النيجر المجاورة.

لكن هذه الجماعة التي اصبحت هجماتها اكثر تعقيدا، لم تستهدف قبل الان اي منظمة دولية.

وتسعى بوكو حرام التي توجد قاعدتها في شمال شرق نيجيريا، الى اقامة دولة اسلامية. وقد قتل زعيمها محمد يوسف على يد قوات الامن اثناء تمرد عنيف في 2009. ومنذ العام 2010 كثفت الجماعة هجماتها التي كانت معظمها عمليات اغتيال نفذها رجال بواسطة دراجة نارية.

ويرى ابوبكر تساف المسؤول السابق في شرطة العاصمة الاقتصادية لاغوس ان هجوم الجمعة quot;يتخطىquot; بوكو حرام وان كانت الجماعة متورطة فيه فعلا quot;فهناك رابط خارجيquot;.

واضاف quot;مهما يكن ان التهديدات الامنية التي تواجهها نيجيريا اتخذت بعدا جديدا مخيفاquot;.

وقال تساف quot;من الممكن ان يكون اشخاص نافذون لهم مصالح خاصة في نيجيريا لعبوا دورا في الهجوم الانتحاريquot;.

وكان فوز غودلاك جوناثان وهو مسيحي من الجنوب في الانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل الماضي على منافسه الرئيسي محمد بخاري وهو مسلم من الشمال، اثار الغضب في الشمال حيث يعتبر كثيرون ان الرئاسة يجب ان تعود لهم بموجب مبدأ المناوبة.

واسفرت اعمال العنف التي تلت الانتخابات عن سقوط اكثر من ثمانمئة قتيل.

والنيجيريون ال 150 مليونا يتساوون عددا تقريبا في الشمال ذي الغالبية المسلمة وفي الجنوب ذي الغالبية المسيحية.

ولا يستبعد شاروود-سميث ايضا ان يكون هجوم الجمعة نتيجة توترات سياسية. ولفت في هذا الصدد الى quot;ان فصائل سياسية في الشمال ساندت بالتأكد بوكو حرام في الاشهر الستة الاخيرةquot;.

وامام تقليد سياسي طويل ممزوج بالعنف والفساد يشكك بعض المحللين في ان يكون بمقدور السلطات النيجيرية عكس التيار ومواجهة الاخطار الجديدة.

وقال اودينكالو quot;لا احد يستطيع حل اي شيء، ان المال يوضع في الجيوب بكل بساطة (...) وفكرة ان الحكومة هي مرادف للمكاسب الشخصية (...) يفسر ايضا، ولو جزئيا، اين وصلنا الانquot;.

ويرى اليكس فاينز من معهد الابحاث حول العلاقات الدولية شاثام هاوس ان quot;استراتيجيات الحكومة الفدرالية لمكافحة الارهاب في الشمال اتت بنتائج عكسيةquot;.

واشار الى ان شمال البلاد quot;مهمشquot; واقل تطورا من الجنوب. وفي رأيه فان الاعتداء ينبغي ان يكون بمثابة quot;تحذيرquot; للرئيس جوناثان لجهة اهمية ان تكون هناك تنمية quot;عادلةquot; في البلاد.