عبد الحكيم بلحاج

لندن: تعرض عبد الحكيم بلحاج الى الاعتقال في ماليزيا عام 2004 ويقول إنه حين نُقل الى تايلاند تعرض الى التعذيب على أيدي عملاء وكالة المخابرات المركزية الاميركية. والأسوأ من ذلك انهم بعد ذلك أعادوه الى ليبيا حيث امضى في الحبس الانفرادي ست سنوات، ثلاث منها لم يستحم فيها مرة واحدة وسنة لم ير فيها الشمس لحظة.

بلحاج الآن مسؤول اللجنة العسكرية لحفظ النظام في طرابلس وتنقل عنه صحيفة نيويورك تايمز انه quot;حليف ممتن للولايات المتحدة وحلف شمالي الأطلسيquot;.

وفي حين يعترف بلحاج بأنه كان امير الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة التي اعلنتها الولايات المتحدة منظمة ارهابية موالية لتنظيم القاعدة فانه ينفي ان لديه اجندة اسلامية. ويقول بلحاج انه عازم على تسريح المقاتلين الذين بعهدته ودمجهم بالجيش النظامي او قوات الشرطة بعد انتهاء الثورة الليبية.

ويؤكد بلحاج انه ليس حاقدا على الولايات المتحدة بسبب معاملتها له في السابق. وقال في حديث لصحيفة نيويورك تايمز quot;نحن الآن في ليبيا ونريد التطلع الى مستقبل سلمي ولا أريد الانتقامquot;.

ويرى مراقبون ان الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى التي دعمت الحكومة الناشئة في ليبيا حاليا بالمال والسلاح يمكن ان تواجه علاقة صعبة مع اسلاميين مثل عبد الحكيم بلحاج كانوا اعداء الغرب في حربه على الارهاب ثم اصبحوا فجأة اصحاب سلطة، بمباركة اميركية واطلسية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان وكالة المخابرات المركزية في واشنطن رفضت التعليق على دور بلحاج الجديد. ونقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية ان ادارة اوباما على علم بالاصول الاسلامية لعناصر في صفوف المقاتلين الليبين وانها نقلت قلقها الى المجلس الوطني الانتقالي. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان المجلس اتخذ خطوات صحيحة واعلن مواقف سليمة خلال الأشهر القليلة الماضية.

وكان بلحاج (45 عاما) ظهر على المسرح قبل اسابيع قليلة على سقوط العاصمة قائد لواء من المقاتلين الليبيين. وقال عثمان بن ساسي عضو المجلس الانتقالي من الزاوية في الغرب ان بلحاج لم يكن حتى في المجلس العسكري في الجبال الغربية بل quot;كان لا شيء، وصل في اللحظة الأخيرة وقام بتنظيم بعض الأشخاص لكنه لم يكن مسؤولا عن المجلس العسكري في الجبالquot;.

قاتل بلحاج في افغانستان ضد القوات السوفيتية واكتسب خبرة يفتقر اليها غالبية المقاتلين الليبيين. وانتُخب قبل اسبوع قائد المجلس العسكري في طرابلس الذي يضم ممثلين عن عدة الوية شاركت في السيطرة على العاصمة. واثار انتخابه انتقادات ليبراليين في المجلس. ولكن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل دافع عن بلحاج قائلا انه تعرف عليه يوم كان وزير العدل في نظام القذافي خلال المفاوضات التي أدت الى الافراج عنه في عام 2010.

وكان بلحاج واسلاميون آخرون عقدوا صفقة تاريخية مع القذافي بوساطة نجله سيف الاسلام. إذ وافق الاسلاميون على حل تنظيمهم الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة ونبذ العنف. وقال بلحاج ان الاسلاميين وفوا بالعهد ولكن بطش النظام دفعهم الى ممارسة العنف مشيرا الى quot;ان الثورة بدأت سلمية ولكن حملة النظام فرضت عليها ان تكون عنيفةquot;.

واعترف بلحاج بأن الاسلاميين لم يكن لهم دور في الثورة على حكم القذافي التي كانت انتفاضة شعبية. وقال quot;ان ثورة 17 فبراير/شباط ثورة الشعب الليبي ولا أحد يستطيع ان يدعي ملكيتها، علمانيين كانوا او اسلاميينquot;. واضاف ان لدى الليبيين آراء مختلفة ويتعين إشراك جميع الآراء واحترامها.

وقال أعضاء في المجلس الانتقالي ان السماح لـ بلحاج بتولي رئاسة المجلس العسكري في طرابلس كان بدافع اسباب منها توظيف خبرته العسكرية وكذلك التوثق من وضعه تحت سيطرة القادة السياسيين مباشرة.

عاد بلحاج ومجموعة صغيرة من الاسلاميين الى ليبيا بعد الجهاد ضد السوفيت لتشكيل الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة التي كانت لها قاعدة سرية في منطقة الجبل الأخضر شرقي البلاد حتى اكتشافها وقصفها واعتقال العديد من عناصرها. وهرب بلحاج من ليبيا في اواخر التسعينات وتنقل بين بلدان عديدة مثل كثيرين من المغتربين الليبيين.

وقال بلحاج ان جماعته ركزت على ليبيا فقط ولم تشارك في اي عملية خارج ليبيا ولم تكن لها أي صلة بتنظيم القاعدة لأن اجندتها مختلفة والقتال العالمي لم يكن هدف الجماعة. واشار الى ان رد فعل الولايات المتحدة على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر أدى الى ادراج الجماعة على قائمة الارهاب.

واسفر التقارب الذي اعقب الاعتداءات بين النظام الليبي ودول غربية عن اعتقال العديد من الناشطين الليبيين الذين اعادتهم الولايات المتحدة الى ليبيا. وفي حين يصر بلحاج على انه لا يضمر أي نزعات ثأرية فانه لم ينس تلك الفترة من حياته وقال لصحيفة نيويورك تايمز انه يود ان يرى تقديم من عذبوه الى المحاكمة إذا توفرت طريقة قانونية ذات يوم.