حمّل الساعدي القذافي شقيقه سيف الإسلام مسؤولية إخفاق المفاوضات مع قادة ليبيا الجدد حول تسليم بني وليد وغيرها من معاقل الموالين للعقيد الليبي الفار، فيما رجّحت مستشارة سابقة للقذافي أن يكون مختبئاً في جنوب ليبيا بالقرب من الحدود مع الجزائر وتشاد.


موقع شيشان: أعلن كبير المفاوضين عن الثوار الليبيين الأحد عن إخفاق المفاوضات الجارية منذ أيام عدة لضمان استسلام المقاتلين الموالين لمعمّر القذافي في مدينة بني وليد، في جنوب شرق طرابلس.

ونسبت شبكة quot;سي ان انquot; الإخبارية الأميركية إلى الساعدي القذافي قوله إن شقيقه سيف الإسلام هو المسؤول عن انهيار المفاوضات بين أنصار والده وحكام البلاد الجدد. وقال الساعدي في محادثة هاتفية إن quot;الخطاب العدائيquot; الذي ألقاه سيف الإسلام قبل بضعة أيام هو الذي أدى إلى انهيار المفاوضات ومهّد الطريق لاستئناف القتال.

ورد الساعدي على سؤال عن المكان الموجود فيه حاليًا بالقول إنه quot;خارج بني وليد قليلاًquot;، ولكنه يتنقل باستمرار، مضيفًا إنه لم ير والده أو سيف الإسلام منذ شهرين. وأصرّ الساعدي على أنه quot;محايدquot;، ولكنه مستعد للتوسط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وبدأت المفاوضات قبل أيام عدة عبر زعماء قبائل بني وليد، حيث يختبئ، وفق كنشيل، مقرّبون من الزعيم الليبي الفار، بينهم اثنان من أبنائه. وقال عبدالله كنشيل للصحافيين إنه في بداية المفاوضات، رفض فريقه التفاوض مباشرة مع مقاتلي القذافي، قبل أن يوافق لاحقًا على التفاوض فقط مع أشخاص لم يتورطوا في قتل مدنيين.

وأضاف quot;لقد أرادوا (أنصار القذافي) المجيء مع أسلحتهم، وقد رفضناquot;. وتابع quot;طلبوا أن يدخل الثوار بني وليد من دون أسلحتهم (بذريعة المفاوضات) ليتمكنوا من قتلهمquot;. وحول احتمال شنّ هجوم على المدينة إثر فشل المفاوضات، قال كنشيل quot;أترك لقائد (الثوار الليبيين) التعامل مع المشكلة. ليس لديّ ما أقدمه بصفتي رئيسًا للمفاوضينquot;.

وردًا على سؤال عما إذا كانت المفاوضات فشلت قال quot;بالنسبة إليّ نعمquot;. وأضاف كنشيل إن quot;القذافي وأبناءه والعديد من المقرّبين جاءوا إلى بني وليدquot; من دون أن يحدد تاريخ حصول ذلك، لافتًا إلى أن بعض أنصار القذافي quot;لاذوا بالفرارquot;، لكن quot;اثنين من أبناء القذافيquot; هما الساعدي والمعتصم quot;لم يهرباquot;.

ولفت إلى أن موسى إبراهيم المتحدث السابق باسم القذافي هو من بين المقرّبين الذين لا يزالون موجودين في بني وليد. وقال أيضًا quot;هناك كثيرون أتوا من طرابلس ومدن أخرى إلى بني وليد. إنهم يريدون استخدام هذه المدينة كحصن لهمquot;.

وكرر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي القول بعد ظهر السبت إن أمام الموالين للقذافي مهلة حتى العاشر من أيلول/سبتمبر لإلقاء السلاح، لكن مسؤولين محليين أوضحوا أن المهلة بالنسبة إلى بني وليد تنتهي صباح الأحد.

وصباح السبت، هدد عبد الرزاق ناضوري نائب قائد الثوار في ترهونة على بعد 80 كلم شمال بني وليد، بمهاجمة المدينة. وقال quot;إما أن يرفعوا الراية البيضاء ويستسلموا، أو تبدأ المعركة. لديهم 24 ساعة من هذا الصباحquot;.

وذكر مدنيون فرّوا من بني وليد السبت أن عددًا كبيرًا من المقاتلين الموالين للقذافي غادروا المدينة، وحملوا معهم الأسلحة الثقيلة إلى الجبال المجاورة. وقالوا إن السكان ينتظرون خائفين، وإن المدينة خلت من أي حركة، وقد أغلقت التاجر، ونفد البنزين والغاز.

وبدت الجبهة هادئة في اتجاه سرت، المدينة الساحلية الكبرى الموالية للقذافي. ويحاصر الثوار الليبيون المدينة، حيث لم يسجل أي تحرك منذ أيام عدة، رغم أن الحلف الأطلسي أعلن أنه واصل ضرباته العسكرية السبت.

وفي شرق المدينة، استنفر قسم من المقاتلين تمهيدًا لعملية تهدف إلى نزع سلاح قبيلة الحسنية المحلية الموالية للقذافي، والتي لجأ العديد من أفرادها إلى الصحراء مع أسلحتهم. وفي طرابلس، يسعى المجلس الوطني الانتقالي إلى تعزيز سلطته.

وعاود عناصر من الشرطة السبت تسيير دوريات في العاصمة مع تسجيل زحمة سير. وأعادت مصارف ومتاجر فتح أبوابها، واصطفت طوابير طويلة أمام الأفران. ووصل quot;وزيرquot; الدفاع لدى المجلس الوطني الانتقالي جلال الدغيلي إلى طرابلس الأحد آتيًا من بنغازي على رأس وفد كبير، ضم فوزي بوكتاف قائد اتحاد القوى الثورية.

وقال أنور الفيتوري quot;وزيرquot; الاتصال والنقل لدى الثوار إن هناك رحلات جوية منتظمة بين طرابلس وبنغازي، وإن كانت تحتاج تصريحًا من حلف شمال الأطلسي بسبب الحظر الجوي.

وأعلن المجلس الانتقالي أنه سيستأنف تزويد طرابلس بالماء خلال الأيام المقبلة بعد السيطرة على القسم الأكبر من الأنبوب الذي يحمل المياه إلى الساحل الشمالي من الخزانات الجوفية في الصحراء. وفي الجزائر، أفاد شهود والعديد من الصحف أن الجزائر أغلقت حدودها مع ليبيا بعدما دخلها أفراد من عائلة القذافي في 19 آب/أغسطس. ولم يتم تأكيد هذا الأمر رسميًا.

وأكد رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى الأحد أن أفراد عائلة القذافي الموجودين في الجزائر هم تحت مسؤولية الجزائريين، وأن استقبالهم حالة إنسانية من بين حالات إنسانية أخرى عالجتها الجزائر. واستقبلت الجزائر ثلاثة من أبناء القذافي هم عائشة التي أنجبت طفلة داخل الأراضي الجزائرية، ومحمد وهنيبال، ترافقهم صفية الزوجة الثانية للزعيم الليبي.

وفي بنغازي اعلن المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي العقيد أحمد باني مجددًا أن خميس القذافي ومحمد السنوسي قتلا ودفنا. وقال quot;أؤكد أن خميس ومحمد (ابن مدير الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي) قتلا بالقرب من ترهونةquot;. وأضاف أن خميس دفن بالقرب من بني وليد، في حين دفن محمد في جنوب ليبيا. ونفت قناة تلفزيونية موالية للقذافي الثلاثاء على موقعها الالكتروني مقتل خميس القذافي.

وصرح ممثل المجلس الوطني الانتقالي في لندن جمعة القماطي الأحد أنه يتعين أن يمثل معمّر القذافي أمام المحكمة في ليبيا عن الجرائم التي وقعت في ظل حكمه، بغضّ النظر عن الاتهامات الموجّهة من المحكمة الجنائية الدولية ضده.

هذا ورجّحت مستشارة سابقة للعقيد الليبي معمّر القذافي، أن يكون مختبئاً في جنوب ليبيا بالقرب من الحدود مع الجزائر وتشاد، حيث مخازن الأسلحة والذخيرة، وقالت إن بحوزته سيولة تقدّر بـ6 مليار دولار.

وأكّدت الأردنية دعد شرعب، التي عملت مستشارة إقتصادية للقذافي على مدى 22 عاماً، يوم الأحد، أن القذافي يثق بشكل مطلق في 3 من الحارسات الشخصيات له، متوقعة أن يكون قد قام بتصفيتهن، خصوصاً وأنهن على علم بأدق تفاصيل حياته، قائلة quot;كان يتناول طعامه من أيديهنquot;.

واعتبرت شرعب، التي عادت إلى الأردن عبر مطار جربة في تونس الخميس الماضي، بعد احتجازها في ليبيا، أن إحتجازها لدى النظام الليبي السابق منذ سنة و3 أشهر quot;ضغط سياسي على الحكومة الأردنيةquot;.

وأوضحت أنها طيلة السنوات الماضية كانت معنية في تقديم إستشاراتها المتعلقة في الجانب الإقتصادي، وإجراء المباحثات الرسمية مع الدول الأخرى، وكذلك حمل رسائل القذافي إلى رؤساء دول وحكومات.

الثوار الليبيون ينتظرون الأوامر لمهاجمة بني وليد أو منحها مهلة اضافية
اكد نائب قائد الثوار الليبيين في ترهونة على بعد 80 كلم شمال بني وليد الاثنين ان الثوار ينتظرون الاوامر لمهاجمة المدينة، متحدثا في الوقت ذاته عن امكانية تمديد المهلة الممنوحة لها للاستسلام حتى يوم السبت المقبل. وقال عبد الرزاق ناضوري لوكالة فرانس برس quot;ننتظر الاوامر لبدء الهجومquot;.

واضاف quot;الامور هادئة حتى الآن، ولا تجري اية معارك رغم فشل المفاوضاتquot;، متحدثا عن احتمال quot;تمديد المهلة الممنوحة للمدينة للاستسلام حتى يوم السبتquot;. وتابع quot;نحن جاهزون للتعامل مع الحالتينquot;.

جاءت تصريحات ناضوري بعد ساعات قليلة من فشل المفاوضات لضمان استسلام المقاتلين الموالين لمعمر القذافي في مدينة بني وليد (جنوب شرق طرابلس) التي تعتبر احد آخر معاقل العقيد الليبي. وكان كبير المفاوضين عن الثوار الليبيين عبدالله كنشيل اعلن للصحافيين الاحد اخفاق المفاوضات، قائلا انه في البداية، رفض فريقه التفاوض مباشرة مع مقاتلي القذافي قبل ان يوافق لاحقا على التفاوض فقط مع اشخاص لم يتورطوا في قتل مدنيين.

الا ان ناضوري عاد واعلن ظهر اليوم ان quot;اطرافا تعمل على ابقاء قنوات التفاوض والاتثال مفتوحةquot;. واوضح quot;ما زلنا بالقرب من بني وليد، ونتمنى الا تراق الدماء وان نسمع اخبارا طيبة قريباquot;.

وبدأت المفاوضات قبل ايام عدة عبر زعماء قبائل بني وليد، حيث يختبىء وفق كنشيل مقربون من الزعيم الليبي الفار بينهم اثنان من ابنائه. وقد حمل الساعدي القذافي، نجل معمر القذافي، اخاه سيف الاسلام مسؤولية فشل المحادثات مع الثوار.

وقال لشبكة quot;سي ان انquot; في اتصال هاتفي في وقت متاخر من مساء الاحد ان الخطاب quot;الحادquot; الذي القاه اخوه قبل ايام ادى الى انهيار المفاوضات ومهد الطريق امام شن هجوم.