الجزائر: قال قائد عسكري رفيع بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم الخميس إنه يعتقد أن العقيد معمر القذافي موجود في بلدة بني وليد الصحراوية الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من طرابلس.

وقال عبد المجيد مليقطة منسق غرفة العمليات العسكرية بطرابلس لوكالة رويترز ان شخصا موضع ثقة قال ان القذافي ذهب الى هناك ومعه ابنه سيف الاسلام ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي بعد ثلاثة أيام من سقوط طرابلس الاسبوع الماضي.

وأضاف quot;أرادوا اقامة غرفة عمليات هناك والقيام بعمليات عدوانية ضدنا... تحدثنا الى شخصيات بارزة من بني وليد لاعتقاله وتسليمه ولم يردوا. ونحن نقيم الموقف.quot; وقال ان علي الاحول المنسق العام لملتقى شيوخ القبائل في حكومة القذافي موجود أيضا في بني وليد وهي معقل قبيلة ورفلة اكبر القبائل الليبية.

وأضاف quot;سنخرج بحل في غضون أربعة أيام. نحن قادرون على انهاء الازمة لكن العمل العسكري غير وارد في الوقت الراهنquot;. ومضى قائلا quot;لا يمكننا مهاجمة هذه القبيلة لان الكثير من كتائبنا في بنغازي والزنتان من بني وليد. مفتاح الحل في أيدي أبناء بني وليد.quot;

وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس ان الجزائر تبنت quot;موقفًا ملتبسًاquot; خلال النزاع في ليبيا، وعبّر عن أسفه لعدم اعتراف السلطات الجزائرية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي.

وردا على سؤال عن موقف الجزائر، قال جوبيه ان quot;الجزائر تبنّت في كل هذه القضية موقفًا ملتبسًا، وهذا اقل ما يمكن ان يقالquot;. واضاف quot;ذهبت بنفسي لأتحدث الى الرئيس (عبد العزيز) بوتفليقة، واكد انه سيقدم مساعدة انسانية. آمل ان يتحقق ذلكquot;، مشيرًا إلى أن السلطات الجزائرية نفت ان تكون سلمت القذافي اي اسلحة.

من جهته، اعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الخميس ان الجزائر مستعدة للاعتراف بالسلطات الانتقالية الليبية عندما تشكل حكومة تمثيلية تراعي كل حساسيات المناطق في البلاد. وقال مدلسي للاذاعة الفرنسية اوروبا-1 قبل ساعات من افتتاح مؤتمر حول مستقبل ليبيا في العاصمة الفرنسية quot;ليعلن المجلس الوطني الانتقالي حكومة جديدة تمثل كل مناطق البلاد. وعندما يفعل ذلك سنعترف بهquot;.

ودعت فرنسا الجزائر إلى حضور المؤتمر، على الرغم من موقفها quot;الملتبسquot; حيال الوضع في ليبيا، على حد قول وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه.

واوضح مدلسي ان quot;المجلس الوطني الانتقالي لديه إرادة للتطوير ولمنح مزيد من الحرية للشعب الليبيquot;، مشيرًا الى ان الجزائر شعرت بالاستياء، خصوصًا من التدخل العسكري الاجنبي الذي قادته فرنسا وبريطانيا، وادى الى سقوط القذافي.

واضاف quot;اذا كانت لدينا مشكلةتجاه الطريقة التي تعالج بها المشكلة، فهي مرتبطة خصوصًا بحساسيتنا حيال مسألة السيادةquot;. من جهة اخرى، قال مدلسي الخميس ان الجزائر التي استقبلت عددًا من افراد عائلة معمّر القذافي، لم تفكر اطلاقًا في استقبال الزعيم الليبي نفسه. وقال مدلسي للاذاعة الفرنسية اوروبا-1 ان quot;فرضية أن يأتي القذافي ويدق بابنا (..) لم تطرح لديناquot;.

بوتفليقة رفض السماح للقذافي بدخول الجزائر

وكان قد حاول الزعيم الليبي معمّر القذافي التفاوض مع السلطات الجزائرية لدخول الجزائر عبر مدينة غدامس الليبية الحدودية، حيث قالت الصحيفة انه موجود مع عائلته.
واوردت صحيفة الوطن الجزائرية نقلاً عن مصادر قريبة من الرئاسة الجزائرية ان الزعيم الليبي quot;حاول الاتصال هاتفيًا بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي رفض الرد على الاتصالquot;.

واضافت المصادر نفسها quot;انها ليست المرة الاولى التي يحاول فيها القذافي وموفدون عنه الاتصال مع الرئيس الجزائريquot;.

واوضحت ان quot;مستشارًا للرئيس اعتذر من الزعيم الليبي متحججًا بان الرئيس غائب ومهتم بالتطوارت الاخيرة التي وقعت في الجزائرquot;، في اشارة الى الاعتداء المزدوج على الاكاديمية العسكرية في شرشال، الذي اوقع 18 قتيلا يوم الجمعة الماضي.

وجاء على الموقع الالكتروني للصحيفة ان السلطات الجزائرية قلقة من امكانية تحالف القذافي مع تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي للحفاظ على حياته. واوضحت هذه المصادر ان quot;الموقف الجزائري واضح وغير متحيز، ونحن نرفض التدخل في الشؤون الداخلية الليبيةquot;.

وكانت الجزائر اعلنت انها استقبلت على ارضها ثلاثة من ابناء القذافي هم ابنته عائشة التي انجبت طفلة الاحدـ وابناه محمد وهانيبال، فضلاً عن زوجته الثانية صفية.

بالنسبة إلى هذه المسألة، نقلت الصحيفة عن مصدر في الرئاسة الجزائرية ان المجلس الوطني الانتقالي كان على علم بمرور عائلة القذافي. واضاف المصدر quot;يمكنني ان اؤكد لكم ان كل هذا الامر جرى بالاتفاق وضمانة بعض اعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي. اليوم نتعرض للانتقادات اللاذعة من المجلس الوطني الانتقالي نفسه. بدون مساعدة وموافقة المجلس الوطني الانتقالي نفسه لم يكن بإمكان عائلة القذافي اجتياز الحدودquot;.