كركوك: شيع المئات من سكان مدينة كركوك جثمان اشهر اطبائها الذي قتل مع شقيقه مساء الاثنين، في حادث بات يتكرر في هذه المدينة المتنازع عليها، ما يزيد المخاوف ان تدفع هذه الاعتداءات الى هجرة الاطباء.

وكانت القوات العراقية شنت مطلع اب/اغسطس الماضي حملة امنية واسعة تهدف الى ملاحقة عصابات الخطف والابتزاز التي تستهدف الاطباء ورجال الاعمال وانتشرت بشكل غير مسبوق في مدينة كركوك الشمالية.

وعملية اغتيال طبيب الاعصاب يلدرم عباس دامرجي مع شقيقه هي الاحدث في سلسلة عمليات الخطف والابتزاز والقتل التي انتشرت مؤخرا.

وبحسب المصادر فان يلدرم التركماني الشيعي (48 عاما) وهو اب لاربعة اطفال، قتل امام منزل والدته بعد زيارتها، حيث كان مسلحون مجهولون ينتظرونه ليطلقوا النار عليه ويردونه قتيلاquot;.

ويؤكد عدد من المصادر المتطابقة ان يلدن هو اشهر اطباء المتخصصين بالاعصاب في البلاد، ويقصده مرضى من جميع المحافظات.

وقد ولد الطبيب يلدرم في قضاء داقوق في مدينة كركوك متعددة الاتنيات.

من جانبه، اعتبر مدير عام صحة كركوك الطبيب صديق عمر رسول عملية اغتيال يلدرين بquot;الفاجعة والصدمةquot; التي اصابت اهالي كركوك بجميع مكوناتهم خاصة الاطباء.

وقال quot;نحن نطالب الحكومة العراقية بحماية الاطباء واصحاب الكفاءات لان مصيرهم اصبح مجهولا وهم مستهدفون في كل شيquot;.

يشار الى ان سلسلة من عمليات الخطف والابتزاز استهدفت الاثرياء في مدينة كركوك عموما، والاطباء بشكل خاص اسفرت عن دفع مئات الاف من الدولارات، وسط عجز الاجهزة الامنية عن الوصول الى المنفذين.

وقال رسول ان quot;هدف المجرمين افراغ العراق من الكفاءات والنخب والاطباء واجبارهم على ترك وطنهمquot;. واضاف quot;طالت يد الارهاب علما من اعلام العراقquot;

ودفع ستة اطباء تعرضوا للخطف خلال الشهر الماضي مبلغا يصل الى مليون و 100 الف دولار فيما اغتيل الطبيب ابراهيم الجملية، وخطف ثلاثة اخرون في حوادث متفرقة لايزال مصيرهم مجهول.

من جانبه، اكد رئيس مجلس مدينة كركوك منير القافلي ان quot;كركوك مستهدفة من قبل جهات في عملية مدروسة لضرب الواقع السياسي في المدينةquot;.

وقال اثناء مشاركته في التشييع quot;اننا نطالب الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها في كركوكquot;.

الى ذلك، يؤكد نقيب اطباء كركوك الطبيب محسن عبد المجيد ان الاطباء مستهدفون بالقتل والخطف.

وقال quot;منذ نهاية عام 2004 وحتى الان دفعوا اكثر من مليون ونصف دولار، مشيرا الى ان كل طبيب خطف دفع فدية ما بين 250 الى 500 الف دولارquot;.

وطالب عبد المجيد quot;الحكومة العراقية quot;حماية الاطباء، قائلا quot;نريد معاقبة الارهابين وعرضهم في محاكمة عادلة وواضحةquot;.

واعلن النقيب اضرابا عن العمل في العيادات الخاصة لحين الوصول الى حل يحمي الاطباء.

وقال quot;قرارنا صعب لان الضحايا هم المواطنون، لكن التحدي كبير. لقد تعرض العشرات من الاطباء للخطف والتصفية، لذا فان العمود الفقري للعراق بات مستهدفا اليومquot;.

من جانبه، طالب الشيخ عبد الرحمن منشد العاصي القيادي في المجلس السياسي العربي، بدور واضح ومباشر للحكومة العراقية لحماية جميع مكونات كركوكquot;.

وقال ان quot;الاطباء مستهدفون، بالامس قتلوا الطبيب ابراهيم شعير الجميلي واليوم الدكتور يلدرم دامرجي فالاطباء بمكونات كركوك هم هدف للارهابquot;.

واضاف quot;نريد الحل فالامن لا يتحقق الا بالشراكة ومساهمة الجميع ويكون لبغداد صوتها لاعانةquot; سكان كركوك.

وشارك بالتشييع نائب محافظ كركوك راكان سعيد ورئيس مجلس المحافظة حسن توران واعضاء مجلس المحافظة وقاده الامن وشيوخ العشائر ومدراء الصحة والاطباء ومئات من اهالي كركوك.

الى ذلك، استنكرت الجبهة التركمانية العراقية اغتيال الطبيب دامرجي.

وقالت في البيان انه quot;لا فائدة ترجى من الاستنكار والمطالبة بتحقيقات تكشف عن الجناة الذين يستهدفون الأطباء والكفاءات عامة والتركمان خاصة في كركوك، وتكشف عن اسباب التدهور الأمني المتصاعد فيها.

وحملت الجبهة التركمانية مجلس النواب مسؤولية جرائم الاستهداف الواضحة، اذ قدم النائب ارشد الصالحي مذكرة باسم نواب الجبهة التركمانية العراقية لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في كركوك للوصول الى حقيقة هذه الاستهدافات والكشف عن الجناة، لكن المجلس اصر على عدم الاستجابة.

وحملت الجبهة الحكومة المركزية مسؤولية quot;استمرار التدهور الأمني في كركوك

واستمرار استهداف التركمان لتقاعسها في وضع خطة لتحسين الوضع الأمني او في الأقل في الكشف عن الجناة والأطراف المتورطة في هذه الجرائمquot;.

كما حملت quot;الحكومة المحلية المسؤولية نفسها، خاصة بعد تأكيداتها بأنها من خلال تشكيل اجهزة امنية ستحافظ على الأمن وتمنع الاستهدافاتquot;.

وبحسب الجبهة ان اغتيال دامرجي بهذا الشكل مع شقيقه سيتسبب في هروب الكفاءات الطبية من كركوك وخلق مشكلة صحية حقيقية فيها.