مصراته: كتب بعضهم على احد الجدران المحروقة في مصراته quot;لا نريد عودة الخونةquot; الى هذه المدينة التي تحولت الى رمز للثورة الليبية.

وquot;الخونةquot; هم من يشتبه في تعاونهم مع قوات العقيد معمر القذافي الذي اطاحت به الثورة، عندما كانت تحاصر هذه المدينة لعدة اسابيع الربيع الماضي.

وعينت السلطات الجديدة المنبثقة عن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا فريقا من سبعين شخصا كلفوا مطاردة من بقوا في المدينة او يحاولون العودة اليها.

وقال رجل رفض البوح باسمه امام مبنى رسمي يستخدم اليوم سجنا اودع فيه 600 معتقل متهمين بالتعمل مع قوات القذافي quot;اصبح هذا الامر معتادا الان في مصراته، الجميع يتهم الجميع بالخيانةquot;.

وقد جاء الرجل يبحث عن احد اقاربه ظانا انه هناك، ولكن ما ان رآه احد مقاتلي المجلس الانتقالي وهو يتحدث الى صحافي فرانس برس حتى اعتذر وقال quot;لا استطيع ان اتحدث اليك، كل شيء جيدquot; قبل ان ينسحب خلسة.

واكد رجل اخر رفض ايضا كشف هويته ان مقاتلي المجلس الانتقالي قدموا الخميس الى منزله لتوقيف شقيقه المولود في مصراته والذي اصبح طبيبا في العاصمة طرابلس.

وقبل سقوط القذافي شوهد الرجل في التلفزيون الرسمي يتحدث من المستشفى عن ضحايا مفترضين لقصف حلف شمال الاطلسي، وقال شقيقه انه لم يكن امامه حينها من خيار سوى ان يقوم بالدعاية للقذافي امام الكاميرات.

واوضح ابراهيم الشركسية قائد الامن في مصراته ان مشاهدة الصور التي بثت قبل الاطاحة بالقذافي بمثابة منجم لمحققي المجلس الوطني الانتقالي.

كما انهم يتصفحون الوثائق السرية لاجهزة القذافي التي ضبطها مقاتلو المجلس الانتقالي في المدن المحررة وكذلك ارقام الهواتف النقالة التي ضبطت في حوزة الجنود الاسرى.

واكد ان الذين قدموا غذاء او ماء او ذخيرة او معلومات لجنود القذافي يعتبرون خونة.

ويبرر الاعتقالات بضرورة تفكيك quot;طابور خامسquot; من انصار النظام السابق ما زال مختبئا في المدينة.

وبينما لا تزال الحرب متواصلة في سرت على بعد 150 كلم شرقا، حيث تتحصن قوات العقيد المطاح به، قال الشركسية ان العديد من الاشخاص اعتقلوا مؤخرا عندما كانوا يحاولون ادخال قنابل يدوية وبنادق الى مصراته.

ويتكون فريقه من 54 مقاتلا و22 محاميا يعاملون الموقوفين بشكل مقبول كما قال، مشددا على ان بامكان اقاربهم ان يزوروهم وانهم يتلقون العناية الطبية.

واوضح قائد الامن انه quot;اذا تاكدنا ان احدهم خائن فاننا نودعه السجن حتى قيام نظام شرعي جديدquot; ومحاكمته، لكنه اضاف انه تمت تبرئة 15% من الموقوفين فقط.

وقد غادرت الاغلبية الساحقة من العمال المهاجرين والاجانب مصراته عندما كانت تدور فيها المعارك ويرتاب سكانها من الذين ظلوا في المدينة سواء كانوا افارقة ام ليبيين سود، ممن يشتبه في انهم من رجال القذافي.

وقال محمد رقيق الذي كانت عائلته تعيش في المدينة قبل تدمير شقتها اثناء الحصار quot;اذا فر شخص من مصراته ولم يشأ ان يقاوم فلا يمكنه ان يعودquot;.

ويقيم الرجل الان في ضاحية المدينة مع عائلته في شقة اخرى كان يملكها احد انصار القذافي.

ورغم ان اجهزة الامن تقول ان بامكان الذين غادروا المدينة ولا غبار عليهم ان يعودوا، يوضح ابراهيم الشركسية ان بعض الاسرى معتقلون فقط لحمايتهم من غضب الجيران الذين يعتبرونهم خونة.