يسود توتر شديد مدينة الداخلة المغربية إثر المواجهات الدامية التي أعقبت مباراة لكرة القدم أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، فيما تتواصل أعمال حرق الممتلكات. ويقول نشطاء المجتمع المدني بالجهة لـ(إيلاف) إنّ الاحتقان يسبق المباراة، مشددين على ضرورة محاسبة الجناة.


إحدىضحايا العنف في مدينة الداخلة المغربيّة

الدار البيضاء: تعيش مدينة الداخلة (جنوب المغرب) أوضاعًا أمنية غير مستقرة، بعد المواجهات الدامية التي تفجرت عقب مباراة لكرة القدم، وأسفرت عن مقتل 8 أشخاص، بعدما لفظ مواطن، صباح اليوم الثلاثاء، أنفاسه الأخيرة في مستشفى الحسن الثاني.

وأفاد مصدر مطلع quot;إيلافquot; أن من بين الضحايا عنصرين من القوات العمومية، وستة مدنيين، من بينهم طفل، مبرزًا أن عشرات المصابين ما زالوا يرقدون في المستشفى، كما جرى تسجيل خسائر مادية جسيمة، بعد تعرّض مؤسسات، وسيارات، ومحال، وغيرها إلى التخريب.

وأوضح المصدر أنه جرى، صباح الثلاثاء، إحراق مدرسة خاصة، ووحدة صناعية، في حين ما زال أفراد من الجيش يرابطون في الأحياء، مبرزًا أنه جرى، مساء أمس، إطلاق أعيرة في الهواء من أجل تهدئة الأوضاع.

والتقى وزير الداخلية، مولاي الطيب الشرقاوي، أمس، بشيوخ وأعيان ومنتخبي جهة وادي الذهب الكويرة من أجل تهدئة الأوضاع، وإعادة الأمن والاستقرار إلى نفوس الفاعلين في المنطقة.

وقال البشير الدخيل، وهو ناشط جمعياتي في ملف الصحراء الغربية، إن quot;ما حدث هو نتاج 36 سنة من سوء التسييرquot;، مشيرًا إلى أن quot;هذا يرجع بالأساس إلى عدم الإنصات الاجتماعي، وعدم الجدية والاهتمام بمشاكل الإنسان البسيط، والتحايل على الرأي العامquot;.

وأوضح البشير الدخيل، في تصريح لـquot;إيلافquot; أنه quot;طيلة هذه المدة لم يجر إعداد برامج تنموية فعالة، والأمر يقتصر فقط على التلاعب بمصائر الناسquot;.

وشدد رئيس جمعية منتدى البدائل الدولية على quot;ضرورة أن يتحمل المتسببون المسؤولية في ما وقع، كما يجب محاسبتهمquot;، مؤكدا أنه quot;عندما تكون الإدارة قريبة من المواطن فإن هذه الظواهر ستختفي. فدار لقمان ما زالت على حالها، رغم الدستور الجديدquot;.

من جهته، قال حبط شيبا، وهو ناشط جمعوي في مدينة الداخلة، إن quot;المشكل الحقيقي يتجلى في عدم متابعة الدولة للجانب الأمني بالشكل الكافي في المنطقةquot;، مبرزًا أن quot;المشكل أمني بالأساسquot;.

وأضاف شيبا، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;ما حدث ليس مقتصرًا فقط على مباراة كرة القدم، بل إن الأجواء ظلت مشحونة منذ المهرجان الأخير الذي نظم في المدينةquot;.

وأكد شيبا أن quot;الأوضاع، إلى حدود اليوم، لم تهدأ، إذ ما زال يجري تسجيل عمليات إحراق في أماكن متفرقةquot;.

من جهة أخرى، ذكرت محافظة وادي الذهب- لكويرة أن الأحداث وقعت، أول أمس الأحد، بعد انتهاء مباراة في كرة القدم جمعت بين مولودية الداخلة وشباب المحمدية.

وأشار بلاغ إلى أن quot;ثلاثة أشخاص توفوا بعدما دهسهم عمدًا وعن سبق إصرار بسيارات رباعية الدفع كان على متنها أشخاص من ذوي السوابق القضائية، كانوا موجودين في المكان الذي وقعت فيه هذه الأحداثquot;.

كما جرى، خلال هذه الأحداث، إضرام النار في ثمان سيارات وبعض المؤسسات التجارية الخاصة.

وأكد البلاغ أن الأوضاع الأمنية في المدينة متحكم فيها، وأن الأبحاث لا تزال متواصلة من طرف الشرطة القضائية لإيقاف المتورطين في هذه الأحداث بقصد تقديمهم إلى العدالة.